أظهرت دراسة علمية حديثة، نشرت على موقع "Translational Psychiatry "أن قضاء الأطفال لوقت طويل أمام الشاشات قد يسبب تغيرات ملحوظة في نمو الدماغ، خاصة في المناطق المسؤولة عن الانتباه واللغة والسلوكيات المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
وأوضح الباحثون، أن نتائج الدراسة تبرز ارتباطًا واضحًا بين العادات الرقمية اليومية للأطفال وبين السلوكيات التي يعاني منها كثير من الأبناء الذين يجدون صعوبة في التركيز أو التحكم في اندفاعهم، ومع أن الشاشات أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة هذا الجيل، سواء في التعليم أو الترفيه أو التواصل، فإن الإفراط في استخدامها قد يعرضهم للعديد من المخاطر، مثل السمنة بسبب قلة الحركة، واضطرابات النوم الناتجة عن الضوء الأزرق مساءً، إضافة إلى تأثيرات على الصحة النفسية نتيجة الاستخدام المكثف للتطبيقات والمنصات الرقمية.
واستخدمت الدراسة بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي، وتحليلات سلوكية من قِبل أولياء الأمور لفهم العلاقة بين وقت الشاشة وأعراض فرط الحركة ونقص الانتباه، بالإضافة إلى مراقبة التغيّرات التي تحدث في بنية الدماغ، واستنتجت الآتي:
-الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول أمام الشاشات في بداية الدراسة، ظهرت عليهم زيادة في أعراض ADHD بعد عامين، حتى بعد مراعاة الحالة السلوكية التي بدأوا بها.
-لاحظ الباحثون وجود ارتباط بين وقت الشاشة وبين انخفاض في الحجم الكلي للقشرة المخية، وتغيرات في منطقة دماغية مرتبطة بتعلم اللغة، وتأثر المناطق المسؤولة عن المكافأة والسلوكيات الإدمانية، وبطء تطور سماكة القشرة الدماغية في أجزاء مهمة للوظائف الإدراكية.
-تشير التحليلات إلى أن التعرض الطويل للشاشات، قد يساهم في تأخر نضج الدماغ بطريقة تشبه ما يلاحظ لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وقدم الباحثون عدة نصائح للأمهات حيال تلك الدراسة، وجاءت كالتالي:
تحديد وقت يومي آمن للشاشات بحسب توصيات عمر الطفل.
تشجيع الطفل على أنشطة بدنية ولعب حر في الهواء الطلق.
تخصيص وقت للقراءة، وتنمية الهوايات اليدوية والذهنية.
إبعاد الأجهزة قبل النوم بساعة إلى ساعتين لتجنب اضطرابات النوم.
مراقبة نوعية المحتوى وليس فقط مدته.