أعلنت مجموعة حلف شمال الأطلسي "الناتو" الدائمة لمكافحة الألغام البحرية رقم 1 (SNMCMG1) عودتها إلى المياه الفنلندية للمشاركة في تدريبات "رياح الصقيع 25"، في إطار جهود الحلف لتعزيز جاهزية الدفاع البحري في منطقة بحر البلطيق الشمالي، وذلك وسط تصاعد التوترات الإقليمية وارتفاع مستوى التهديدات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية وخطوط الملاحة.
وتستعد السفن المشاركة للتجمع في ميناء توركو بجنوب فنلندا قبل التوجه إلى خليج فنلندا لتنفيذ مراحل التمرين. يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه دول الحلف أن الظروف الشتوية القاسية في بحر البلطيق تتطلب دقة عالية وقدرات متقدمة للتعامل مع أي سيناريو عملياتي، سواء كان هجمات بحرية أو تهديدات تستهدف خطوط الاتصال البحرية (SLOC).
وقال القائد يانيس أويتسه، قائد مجموعة الناتو الدائمة لمكافحة الالغام البحرية، وهو من البحرية اللاتفية، إن "التدريبات تعكس الأهمية الاستراتيجية للتدريب المشترك في بحر البلطيق الشمالي حيث تتطلب البيئة تحديات عالية المستوى وتنسيقاً دقيقاً بين القوات".
وأضاف أن العمليات المشتركة مع القوات الفنلندية، كأحد أحدث أعضاء الناتو، تسهم في تعزيز الدفاع الجماعي ورفع مستوى الجاهزية عبر سيناريوهات بحرية متعددة الطبقات.
وتعد هذه التدريبات واحدة من أكبر المناورات البحرية التي تقودها فنلندا سنوياً، ويشارك فيها نحو 5 آلاف عنصر من قوات قتالية وداعمة وناقلة، إلى جانب طائرات مقاتلة ومروحيات وطائرات دورية بحرية، بمشاركة دول حليفة وشريكة في الحلف.
وأكد القبطان ماركو لاكسونين، نائب رئيس أركان العمليات في البحرية الفنلندية، أن الناتو "يحافظ على يقظة عالية في بحر البلطيق، لضمان الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الاستراتيجية"، مضيفًا أن المناورات المشتركة "تثبت قدرة القوات الفنلندية وقوات الحلفاء على تنفيذ عمليات بحرية منسقة وفعّالة، بما يعزز الردع ويحافظ على حرية الملاحة."
وتزامناً مع التمرين، يواصل الحلف تنفيذ نشاط "حارس البلطيق" (Baltic Sentry)، الذي بدأ في يناير 2025، لتعزيز المراقبة وحماية البنية التحتية تحت البحر، حيث ساهم في تحسين الوعي البحري ومنع أية أضرار معادية منذ إطلاقه.
وتعمل مجموعة SNMCMG1 تحت القيادة البحرية للحلف (MARCOM) في نورثوود بالمملكة المتحدة، وهي القيادة المركزية لجميع القوات البحرية في الناتو والمسؤولة عن تقديم المشورة البحرية الاستراتيجية للحلف.