أوضحت دراسة نشرت على موقع Physiology Times أن الاعتماد المتزايد على الروبوتات الحوارية، وتحليل البيانات الضخمة، والخوارزميات الذكية قد بدأ يغير شكل الدعم النفسي ويعيد رسم العلاقة بين المرأة واحتياجاتها العاطفية، ورغم أن هذه التقنيات تساعد في توفير دعم سريع ومتاح بدون أحكام، فإن تأثيرها على النساء لا يقتصر على الجانب الإيجابي فقط؛ فهي قد تحدث ضغوطًا خفية، وتؤثر على مستوى الخصوصية، وعلى الطريقة التي تعبر بها المرأة عن مشاعرها أو تفهم بها ذاتها.
وتوصلت الدراسة إلى العلاقة المعقدة بين الذكاء الاصطناعي والصحة النفسية للمرأة، وأجملتها في النقاط الآتية:
-تشير الدراسة إلى أن روبوتات الدردشة النفسية أصبحت وسيلة تلجأ إليها الكثير من النساء للحصول على مساحة آمنة للبوح والتفريغ، خاصة في لحظات القلق أو الضغط. فهي توفر وصولًا سريعًا دون انتظار، ومساحة بلا أحكام، ومستوى معينًا من الخصوصية.
- شددت الدراسة على أن هذه الروبوتات مهما تطورت لا تستطيع فهم تعقيد المشاعر الأنثوية، ولا يمكنها استيعاب التفاصيل الدقيقة التي تحتاجها المرأة في العلاج العميق، فهي تقدم دعمًا أوليًا فقط، لكن لا يمكنها أن تكون بديلًا عن علاقة علاجية قائمة على التعاطف الحقيقي.
-يعتمد الذكاء الاصطناعي على تحليل اللغة، نبرة الصوت، الإيماءات، وحتى بيانات النوم والنبض لتقديم صورة أكثر دقة عن الحالة النفسية، وهذا قد يساعد المرأة في رصد علامات القلق أو الاكتئاب في وقت مبكر، ومتابعة تطورها العاطفي، والوصول لتقييم أوضح وأسرع.
- حذرت الدراسة من الاعتماد المفرط على هذه التحليلات، لأنه قد يضع المرأة تحت ضغط إضافي، لأنها قد تشعر بأن كل كلمة أو تعبير يتم تحليله أو مراقبته، ما قد يخلق توترًا بدل الطمأنينة.
-تشير الدراسة إلى أن النساء أكثر حساسية تجاه مشاركة بياناتهن الشخصية، خاصة ما يتعلق بالمشاعر، الصدمات، أو التجارب العائلية، ومع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي، تظهر مخاوف واضحة أين تذهب هذه البيانات؟، ومن يحق له الاطلاع عليها؟، وهل تستخدم لأغراض تجارية؟، حيث الدراسة أن حماية سرية البيانات يجب أن تكون أولوية، وأن الشركات التقنية ليست جاهزة تمامًا بعد للتعامل مع تفاصيل التجارب النفسية للنساء.