تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية، ومنها شارع علي أمين.
وُلد علي أمين في 21 فبراير 1914، وهو توأم الكاتب الصحفي الشهير مصطفى أمين، وكانت والدتهما ابنة شقيقة الزعيم سعد زغلول، ما أتاح لهما قضاء سنوات طفولتهما وشبابهما في “بيت الأمة” تحت رعاية الزعيم. وانتقل الشقيقان لفترة إلى مدينة دمياط بسبب عمل والدهما، وهناك تعرّفا على الصحفي جلال الدين الحمامصي، لتبدأ بينهما صداقة طويلة امتدت حتى نهاية العمر.
وفي عام 1928 فُصل علي أمين من المدرسة بعد أن صفع حكمدار الغربية دفاعًا عن مصطفى النحاس، وكان عمره حينها 14 عامًا، قبل أن يصدر العفو عنه عام 1930 ويعود إلى الدراسة في مدرسة الخديوي، مشاركًا في الاحتجاجات الرافضة لتعطيل دستور 1923. التحق بعدها بالجامعة الأمريكية، ثم سافر إلى بريطانيا عام 1931 لدراسة الهندسة وحصل على البكالوريوس عام 1936.
واحترف علي أمين رياضة الملاكمة أثناء وجوده في إنجلترا حتى أصبح معروفًا هناك، ثم عاد إلى مصر وعمل مهندسًا في مصلحة الميكانيكا والكهرباء. وتدرج في عدة مناصب حكومية، فعمل مديرًا لمكاتب وزراء التموين والمواصلات والمالية بين عامي 1941 و1943، ثم مديرًا عامًا للمستخدمين والمعاشات.
بدأت علاقته بالصحافة مبكرًا عام 1922 حين أصدر مع شقيقه مجلة “الحقوق” بخط اليد، تلتها عدة مجلات منزلية وشبابية. وبعد سنوات في الوظائف الحكومية، قرر التفرغ للعمل الصحفي وأسّس مع أخيه مصطفى مؤسسة “أخبار اليوم” عام 1944، ثم اشتريا مجلة “آخر ساعة” عام 1945، وأصدرا لاحقًا “آخر لحظة” عام 1948 و”الجيل الجديد” عام 1951. وتولى عبر مسيرته مناصب مهمة، منها نائب رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم عام 1951، ورئيس تحرير دار الهلال ثم رئيس مجلس إدارتها بين 1961 و1964، قبل أن يعود لرئاسة تحرير “أخبار اليوم” ويصدر مجلة “هي”.
اضطر علي أمين إلى مغادرة مصر لسنوات طويلة عقب اعتقال شقيقه مصطفى، فعمل خبيرًا صحفيًا لعدد من المؤسسات العربية في بيروت. وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970، أصدر الرئيس السادات قرارًا بالعفو عن مصطفى أمين وطلب من علي العودة إلى مصر، فعاد وتولى رئاسة مجلس إدارة أخبار اليوم، ثم عُيّن بعد حرب أكتوبر 1973 رئيسًا لتحرير جريدة الأهرام.
إلى جانب نشاطه الصحفي، أطلق علي أمين مع شقيقه مشروع “ليلة القدر” الخيري عام 1957، وكان أول من اقترح تخصيص يوم 21 مارس للاحتفال بعيد الأم. وترك عددًا من المؤلفات البارزة مثل: *هكذا تحكم مصر، آخر يوم في الجنة، فوانيس الحياة، يا رب، دعاء، فكرة في المنفى*.
رحل علي أمين في 3 أبريل 1976 عن عمر ناهز 62 عامًا، بعد مسيرة ثرية بالإنجازات الصحفية والوطنية والاجتماعية.