أعلنت بريطانيا والنرويج إبرام اتفاق دفاعي جديد هو الأول من نوعه يهدف إلى مواجهة التهديد المتزايد للغواصات الروسية في شمال الأطلسي، عبر تشغيل أسطول مشترك يضم ما لا يقل عن 13 سفينة حربية مدعومة بأنظمة ذاتية التشغيل لحماية البنية التحتية الحيوية تحت البحر.
وجاء الإعلان، حسبما نشرت الحكومة البريطانية، اليوم /الخميس/، خلال زيارة رئيس الوزراء النرويجي يوناس ستوره إلى قاعدة "آر أيه إف لوزيموث" في اسكتلندا، حيث التقى نظيره البريطاني كير ستارمر وتفقدا قوات البلدين العاملة معًا، كما استمعا إلى فرق الطائرات الدورية البحرية التي تتابع التحركات الروسية في المياه البريطانية، بما في ذلك رصد سفينة الاستخبارات الروسية "يانتر" قبل أسابيع شمال اسكتلندا.
ويقوم الاتفاق، المعروف باسم "اتفاقية لونا هاوس"، على تشغيل أسطول مشترك من فرقاطات متطورة مضادة للغواصات، يتكون من ثماني سفن بريطانية وما لا يقل عن خمس نرويجية، في إطار صفقة بحرية بقيمة عشرة مليارات جنيه إسترليني بين البلدين تم توقيعها سبتمبر الماضي، لدعم قطاع بناء السفن في بريطانيا وتوفير آلاف الوظائف.
وفي هاذ الصدد، قال ستارمر إن تزايد التحركات الروسية في المياه البريطانية يستدعي تعزيز التعاون الدفاعي، مؤكدًا أن الاتفاق سيعزز حماية الحدود والبنية التحتية الحيوية، وسيدعم كذلك الوظائف المحلية ويبرز قدرات الصناعات البحرية البريطانية.
ومن المتوقع أن يوقع وزير الدفاع البريطاني جون هيلي ونظيره النرويجي تور ساندفيك الاتفاق في مقر رئاسة الوزراء، قبل أن يتوجها إلى بورتسموث لزيارة مبادرة بحرية مشتركة لتطوير قدرات أوكرانيا في العمليات البحرية.
وستتولى السفن الجديدة مراقبة المنطقة البحرية الفاصلة بين غرينلاند وآيسلندا وبريطانيا، وهي منطقة استراتيجية تمر عبرها كابلات واتصالات وخطوط طاقة ذات أهمية حيوية. وستعمل القوتان البحريتان كوحدة واحدة تتشارك الصيانة والتقنيات والمعدات بهدف تحقيق أعلى مستوى من الجاهزية والمرونة.
وأكد هيلي أن مواجهة التهديدات الروسية المتصاعدة تتطلب قوة فعلية وتحالفات راسخة، مشيرًا إلى أن البلدين سيقومان بدوريات مشتركة في شمال الأطلسي، وسيتدربان سويًا في القطب الشمالي، وسيوسعان التعاون في أنظمة الأسلحة المتقدمة.