قال الدكتور شفيق التلولي، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن الانتقال إلى المرحلة الثانية من ترتيبات ما بعد الحرب في غزة يبدو «شديد الصعوبة» في الوقت الراهن، ولا يتعلق فقط بالخشية من فقدان السيطرة الأمنية، بل يتجاوز ذلك إلى جوهر المشروع السياسي الذي تسعى حكومة الاحتلال لترسيخه.
وأوضح التلولي، في مقابلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، مع الإعلامي كمال ماضي، أن حكومة الاحتلال تستغل الحرب كـ«وصفة ناجعة» لضمان بقائها واستمرار مشروع تصفية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها خلقت واقعًا احتلاليًا خانقًا في قطاع غزة وبيئة طاردة للحياة، بهدف دفع الفلسطينيين نحو الرحيل تحت ذرائع أمنية مصطنعة. واعتبر أن ما يُسمّى «اليوم التالي للحرب» يفرض استحقاقات سياسية لا ترغب الحكومة الإسرائيلية في مواجهتها.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخشى الوصول إلى تلك المرحلة لأنها تهدد ائتلافه الحاكم من جهة، وتهدد مستقبله السياسي في ظل التداعيات الداخلية الخطيرة داخل إسرائيل من جهة أخرى. وأشار إلى أن أي اتفاق قد يفضي إلى استقرار سياسي جديد سيضعه في مواجهة مباشرة مع أزماته الداخلية والقانونية.
وأكد التلولي أن الضغط الدولي، وخاصة الأمريكي، يشكل عاملًا آخر يدفع نتنياهو للمماطلة. وقال إن الخطة الأمريكية التي طرحها الرئيس السابق دونالد ترامب تضع على إسرائيل التزامات لا يرغب نتنياهو في الالتزام بها، وهو ما يفسّر — بحسب التلولي — المراوغة المستمرة ومحاولة إطالة المرحلة الأولى وعرقلة الانتقال نحو المرحلة التالية الأكثر حساسية.
وشدد عضو المجلس الوطني الفلسطيني على أن الخلاف القائم بين واشنطن وتل أبيب اليوم يدور حول وتيرة التقدم في الملفات المطروحة، إذ تريد واشنطن تسريع خطوات الانتقال التنظيمي والسياسي، بينما تسعى حكومة نتنياهو إلى إبطاء المسار وتجميده عند حد لا يفرض عليها أي التزامات أو تنازلات.