الأحد 7 ديسمبر 2025

تحقيقات

الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة.. بين ضغوط الوسطاء والتعنت الإسرائيلي

  • 7-12-2025 | 11:26

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

بات الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة أحد أبرز الملفات التي يعمل الوسطاء على إنجازها، بعد نحو شهرين من دخول الاتفاق، الذي طرحته الولايات المتحدة الأمريكية، حيّز التنفيذ بين حركة حماس وإسرائيل.

وتُعد المماطلة الإسرائيلية أبرز العقبات أمام التقدم إلى هذه المرحلة، إذ تربط تل أبيب الانتقال إليها باسترداد رفات جميع أسرها من غزة، رغم أنه لم يتبقَّ لها في القطاع سوى رفات أسير واحد فقط.

ضغوط أمريكية

ومن جانبها، تمارس إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، «ضغوطًا كبيرة» من أجل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما نقلته صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية.

وتسعى الإدارة الأمريكية إلى الانتقال إلى هذه المرحلة، وفق ما تذكره الصحيفة، حتى قبل استعادة جثة آخر أسير إسرائيلي في القطاع.

يأتي ذلك في وقت أكدت فيه مصر وقطر — الوسطاء — على ضرورة الإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

فقد قال وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، خلال مشاركته في منتدى الدوحة، إن نشر القوة الدولية (التي تضمنها المرحلة الثانية) بات ضرورة ملحّة، لأن أحد الأطراف، وهو إسرائيل، ينتهك وقف إطلاق النار يوميًا.

بينما أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال المنتدى ذاته، أن المفاوضات الخاصة بتثبيت الهدنة تمرّ بـ «مرحلة حرجة»، مشددًا على أن أي وقف لإطلاق النار لن يكتمل دون انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وعودة الحياة الطبيعية إلى غزة، بما في ذلك تمكين السكان من التنقل بحرية.

وحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، فإن إجمالي عدد الشهداء منذ بدء وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025 وصل إلى 367 شهيدًا، فيما بلغ عدد الإصابات 953 إصابة.

كان موقع «أكسيوس» الأمريكي قد نقل عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن «الرئيس ترامب يعتزم الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل نهاية الشهر الجاري».

وحسب ما أورده الموقع عن مصادر، فإن الوسطاء، بما في ذلك واشنطن، يريدون توفير كل العناصر اللازمة للتوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية في غزة.

وذكر موقع «أكسيوس» أن «مجلس السلام» الذي يقوده ترامب سيرأس الهيكل الحاكم في غزة، والذي سيضم نحو 10 قادة من دول عربية وغربية.

كذلك سيكون هناك مجلس تنفيذي دولي يضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ومستشاري ترامب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، ومسؤولين كبارًا إضافيين من البلدان الممثلة في مجلس السلام.

نتنياهو يبحث اليوم التالي

في غضون ذلك، عقد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اجتماعًا سريًا قبل نحو أسبوع مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في إطار تحركات متصلة بترتيبات اليوم التالي في غزة، حسبما أورد إعلام عبري عن مصادر مطلعة.

وبحسب المصادر، فإن بلير يعمل على مبادرة تطرح إدخال السلطة الفلسطينية لتولي إدارة مناطق محددة داخل قطاع غزة، على أن يبدأ التنفيذ بشكل تجريبي ويتحول إلى دائم في حال حقق نجاحًا.

وفي المقابل، ذكرت القناة أن المبادرة مشروطة بإجراء إصلاحات داخل مؤسسات السلطة.

وفي التاسع من أكتوبر 2025، أُعلن عن التوصل إلى اتفاقٍ جديدٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدأ سريانه في اليوم التالي، وذلك خلال مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية تقودها حركة حماس، استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، في إطار الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويُعدّ هذا الاتفاق الثالث من نوعه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع، إذ تمّ التوصل إلى الاتفاق الأول في نهاية نوفمبر 2023 واستمر سبعة أيام، تلاه اتفاق ثانٍ في يناير 2025 دام نحو 58 يومًا، قبل أن ينهار كلاهما بسبب التعنّت الإسرائيلي.

وأوقف هذا الاتفاق حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 241 ألف شخص، فضلًا عن دمار هائل لحق بالمنازل السكنية والبنى التحتية، ومجاعة أودت بحياة مئات الأشخاص.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة