أكد ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، "نيستور أوموهانجي"، أن الوضع الإنساني في غزة مقلق مع انهيار الخدمات وتفاقم المخاطر، حيث تعاني النساء والفتيات والعاملون الصحيون من معاناة "ليس بوسع أحد تحملها" رغم وقف إطلاق النار الأخير.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أشار "نيستور أوموهانجي"، إلى أنه على الرغم من أن توقف القتال قد جلب راحة مؤقتة، إلا أنه لم يخفف من معاناة الأسر التي تعيش في ملاجئ مكتظة، وتواجه الجوع والمرض والفيضانات وانهيار الخدمات الأساسية.
وقال "أوموهانجي"، عقب زياراته للمستشفيات والعيادات المؤقتة والمساحات الآمنة ومراكز الشباب ومخيمات النازحين في جميع أنحاء غزة، إن أكثر من 57,000 أسرة في غزة الآن تعولها نساء، وكثيرات منهن بدون دخل، وقد أدت فيضانات الشتاء إلى تفاقم الظروف القاسية أصلا.
وأوضح ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين أن حوالي ثلث المرافق الصحية في غزة تعمل جزئيا، وجميعها تفتقر إلى الموظفين والإمدادات والأدوية، ويواصل الطاقم الطبي العمل رغم المأساة الشخصية، وانعدام الأجور، ونقص الإمدادات الذي يهدد الحياة. وأضاف: "النظام الصحي في غزة لا يزال قائما فقط لأن عماله يرفضون التخلي عنه".
وحذر "نيستور" من أن خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي تعاني من الإنهاك، مع تزايد المخاطر في الملاجئ المكتظة. أما الشباب، فهم يواجهون صدمة عميقة لكنهم يواصلون إظهار الصمود.
ووفقاً للمسؤول الأممي، وصل صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أكثر من 120,000 امرأة وفتاة وشاب خلال وقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أسابيع، ودعم 22 مرفقا صحيا، بما في ذلك 5 مستشفيات، بالإضافة إلى 14 مساحة آمنة و9 مراكز للشباب.
وتخطط الوكالة لمضاعفة دعمها بحلول عام 2026، لكنها تحذر من أن الوصول لا يزال مقيدا بشدة، حيث لا تُفتح سوى ثلاثة معابر بشكل متقطع، مما يُسبب تأخيرات هائلة في إيصال المساعدات المنقذة للحياة.
وأكد "أوموهانجي" أن التعافي "لا يمكن أن يكتسب زخما" دون وصول إنساني مستدام ومنتظم، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى استجابة شاملة وطويلة الأمد لاستعادة الخدمات الصحية، وحماية النساء والفتيات، ودعم الشباب للمشاركة في تعافي المجتمع.