الإثنين 8 ديسمبر 2025

ملاعب الهلال

"بوابة دار الهلال" تفتح الملف.. مواهبنا ضلت الطريق.. والكرة المصرية تدفع الثمن فمن المسؤول؟

  • 7-12-2025 | 21:56

منتخب الناشئين

طباعة
  • أنس مصباح

لا حديث لكل المحبين للشأن الكروي والرياضي أو العام، سوى عن تراجع الكرة المصرية بسبب غياب المواهب أو على الأقل عدم إفساح الطريق أمامها، في السنوات الماضية، ما أثر سلبيًا على مستوى المنتخبات خلال الفترة الماضية، وتراجع التواجد المصري في المحافل الكبرى.

ورغم أننا 120 مليون نسمة "معجونين كورة" ولكن يبدو أن هناك ثمة مشكلة في إدارة المنظومة الكروية، وأن اتحاد الكرة بمنظومته الحالية فاشل عن إدارة هذا الملف، ليس من الآن ولكن منذ سنوات طويلة، وتتوالي الإخفاقات بشكل أصاب الكثيرين بالإحباط، ولكن الأكيد أن الموهبة المصرية متجذرة في كل شارع، وأن عدم وصول هذه الموهبة إلى المنتخبات يؤكد أن هذه المنظومة قد "عفا عليها الزمن"، وأن من حولنا سبقونا ليس لأنهم أفضل منا، ولكن لأن هناك من بيننا من أفسح أمامهم الطريق، لأن التاريخ لا يعترف بالفراغ في كل وقت.

وفي محاولة من "بوابة دار الهلال" للاقتراب أكثر من هذه المشكلة، والبحث عن جذورها لعل وعسى نساهم في إيجاد حلول، لمن يلقي السمع وهو شهيد، فتحنا الملف وتحدثنا مع عدد من خبراء ونجوم الكرة المصرية، صلنا وجلنا معهم وقلبنا في الدفاتر للوصول إلى الحقيقة.

طه إسماعيل: مصر بلد كبيرة وتستحق منظومة كروية أفضل.. والمغرب سبقتنا لهذه الأسباب

أكد طه إسماعيل الخبير الكروي الأشهر في الكرة المصرية، أن المنظومة في مصر تحتاج تطوير أو بدقة أكثر إعادة بناء من "أول وجديد"، حيث لا بد أن يتم وضع المصلحة العامة فوق أي شيء آخر.

وأضاف أن الأندية التي تتمسك باللاعبين وترفض رحيلهم للاحتراف بسبب الدوري و لقب في أفريقيا تضر بالمنتخب، ولا تنظر إلا إلى مصلحتها، وتغيب الأثرة وصالح المنتخبات الوطنية، وتقدم الكرة المصرية.

واستطرد بقول: "اللاعبون ليس لديهم طموح فكثيرون لعبوا في أوروبا ولم يكملوا وعادوا وقليلون تغلبوا على صعوبات اللعب في أوروبا، ما يعني أن هناك مشكلة في العقلية والبناء الثقافي للاعبين لا بد من معالجته، فالمصري بطبيعته يحب وطنه، والعيش بجوار النيل والاستقرار، وليس لديه هدف حقيقي في أن يصبح نجم عالمي".

وقال: "المغرب مثلا لديها قاعدة مهولة في أوروبا من اللاعبين، ما ساهم في تطور مستوى المنتخبات فالأول حصد بالمركز الرابع لكأس العالم، ومنتخب الشباب حصد كأس العالم، كما أن دول شمال أفريقيا وغرب أفريقيا وخاصة المغرب، لديهم خصوصية مع أوروبا، فسفرهم سهل ولديهم عامل اللغة ما يساعد في سفرهم لأوروبا بشكل أسهل من اللاعب المصري، ولكننا في المقابل في مصر دولة كبيرة يحب أن نتغلب على كل هذه المشاكل."

وواصل: "كنت مسئولًا عن مشروع الهدف التابع للفيفا، المغرب كان قد ترشح لاستضافة كأس العالم 2006 ولكنه لم يوفق، ورغم ذلك أكمل كافة الاستادات والبنية التحتية وحرص على تطوير كل عناصر اللعبة لسنوات طويلة حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، ما يعني أن البناء يستمر لسنوات حتى يأتي أكله، ولكن الأهم أن نبدأ العمل من الآن."

وأشار بقوله: "اتحاد الكرة ليس لديه سلطة على الأندية ليجبرهم على السماح للاعبين بالاحتراف ولا بد من وجود لوائح منظمة للأمر فالأندية تطلب مبالغ كبيرة للموافقة على رحيل اللاعبين عكس دول أفريقيا وشمال أفريقيا، رغم أن ما يقدمه هؤلاء اللاعبون في أوروبا ليس أفضل شيء بكل تأكيد."

وختم شيح الخبراء كلامه بقوله: "مصر تحتاج تطوير كل عناصر المنظومة الرياضية، ولا بد أن يعيش اللاعب حياة احترافية حقيقية لو أردنا استعادة مكاننا لأن غيرنا سبقونا، فحتى اللاعبون الذين لعبوا في أوربا، يرتكبون من الأخطاء ما يهدد مسيرتهم، بدون عقلية ولا احترافية."

 

سمير كمونة: الأندية تهمل قطاعات الناشين وهي السبب في تراجع مستوى الكرة المصرية

اتهم سمير كمونة نجم منتخب مصر ونادي كايزرسلاوترن الألماني السابق، الأندية بالتسبب في تراجع مستوى الكرة المصرية بشكل عام خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن نقطة البدء في تصحيح المسار تتمثل في تغيير العقلية.

وأضاف أن الأندية تنصب مدربين دون المستوى ولا الخبرة في قطاعات الناشئين، في حين أن المدربين أصحاب الخبرات "قاعدين في البيت"، وبالتالي اللاعب الصغير يخرج وليس أمامه قدوة ولا مثل أعلى.

واستطرد بقوله إن مرتبات المدربين ضعيفة في قطاع الناشئين، ولا يحصل أحد على حقه، ما يفسد المناخ العام والمنظومة، حيث يتم إهمال النشء بشكل كبير ما يدمر مستقبل العشرات.

وطالب كابتن الأهلي السابق، وزارة الشباب والرياضة بالتدخل العاجل لضبط المشهد، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي لا ينتج منتج غير الذي نراه في كل منتخب من المراحل السنية المختلفة.

وواصل كلامه: "السوشيال ميديا أثرت على تركيز اللاعبين، وكل لاعب يعيش مع "اللايك والكومنت" على حساب التركيز في الملعب، بخلاف نظام الاستثمار في قطاع الناشئين، الذي يطبق مبدأ "ادفع عشان تلعب"، وبالتالي يتم غلق الباب أمام المواهب الحقيقية.

ويرى كمونة أن عقلية اللاعب المصري غير احترافية، واللاعب لا "يصون النعمة التي حباه الله بها"، وهو في النهاية ضحية في جزء وجاني في جزء آخر، فلا هو تم تربيته بشكل مناسب في الأندية، ولكنه في المقابل عليه أن يدرك أن الكرة هي "أكل عيشه".


إمام محمدين: الأقاليم "مليانة مواهب مدفونة".. وإتباع الأسلوب العلمي هو السبيل لاستعادة الريادة


 

طالب إمام محمدين رئيس قطاع الناشئين بنادي سيراميكا كليوباترا، بتطبيق النظام العلمي في إدارة الكرة المصرية، وخاصة الاهتمام بالنشء مشيرًا إلى أن مصر مليئة بالمواهب ولكنها لا تجد طريقها إلى عالم الأضواء.

وأضاف الخبير المتخصص في العمل بقطاعات الناشئين، أن 91 % من لاعبي المنتخبات الذين بزغوا في تاريخ الكرة المصرية، من الأقاليم وليس من القاهرة ولا الجيزة، ما يعني أن إهمال الأقاليم في السنوات الماضية أدى لعدم ظهورها.

واستعاد محمدين تجربة مميزة لاتحاد الكرة في عهد الدهشوري حرب الرئيس الأسبق، ومعه إسماعيل اليمني وأحمد بهاء وعبد العزيز قابيل، حين قرروا عمل دوري قطاعات الجمهورية، والذي أفرز عشرات المواهب، ومهدت الطريق أمام الجيل الذي قاد منتخب مصر للفوز بكأس أمم أفريقيا 3 مرات متتالية في 2006 و2008 و2010.

وقال إن تجربة دوري قطاعات الجمهورية يتم تقسيم مصر إلى7 أقسام ، القاهرة والقناة والصعيد شمال وجنوب ووجه بحري وبهذا النظام يتم إفراز المواهب.

وشدد على أن دوري الجمهورية الحالي لا يفرز مواهب لأن أندي الأقاليم لا تلعب في الدوري الممتاز، ومن ثم غير موجودة في دوري الجمهورية، ما يهدر عشرات المواهب.

فريق 2009 في المنصورة

وقال إنه يمتلك إحصائية خاصة تؤكد أن بين كل 100 لاعب هناك 61 بحري و39 قبلي، ودور الأندية لا يقتصر على التدريب فقط، ولكنه يمتد إلى حياة كاملة، فمثلا في إنبي كان يتم الاهتمام ببعض المواهب في عن طريق دروس خاصة إنجليزي وفرنساوي.

وشدد على أن الأندية مطالبة بالقيام بدورها والاهتمام بالتربية الثقافية والتنشئة الصحية والعقلية بشكل احترافي.

وبشكل أكاديمي تحدث محمدين عن عناصر اختيار اللاعبين، وقال إن هناك 5 عناصر رئيسية لا بد من وجودها في أي لاعب لكي ينضم للنادي، وهي كما يلي:
التحمل والقوة والرشاقة والمرونة والسرعة

وأضاف أن أول بند السرعة في انتقاء لاعب الكرة وسرعة رد الفعل، والمدرب لا بد أن يكون مؤهلًا للقيام بهذه المهمة.

وقال إن اللاعب من سن 3 ل5 سنين لا بد أن يخضع لاختبار طبي يحدد مستقبل اللاعب سواء كان يصلح إلى ألعاب السرعة أو القوة أو المهارة، كما يحدث في العالم المتقدم، وعلينا البدء بهذه الطريقة لو أردنا استعادة الريادة.


مجدي عبد الغني: اتحاد الكرة أفسد المناخ الرياضي.. والأندية تستعرض على اللاعبين.. وعودة أبوريدة فشل

 

اتهم مجدي عبد الغني رئيس الجمعية المصرية للاعبين المحترفين، اتحاد الكرة بالتسبب في تراجع مستوى المنتخبات بشكل خاص، والكرة المصرية على نحو عام، خلال السنوات الماضية. 


وأكد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، أن العشوائية تسيطر على المشهد، بداية من اعتماد قطاعات الناشئين مبدأ ادفع لكي تلعب، تحت زعم الاستثمار ما أدى لهروب المواهب الحقيقية، وصول إلى قمة الهرم الرياضي في اتحاد الكرة.

 

وقال عبد الغني إن هاني أبوريدة رئيس الاتحاد عاد من جديد، رغم فشله في الولاية الأولى واستقالته من منصبه، بعد خروج مصر من كأس أمم أفريقيا في 2019، ما يؤكد أنه لا يوجد منطقة في أي شيء يخص الكرة.

وطالب عبد الغني وزارة الشباب والرياضة بالتدخل في المشهد الكروي، لإعادة الأمور لنصابها، مؤكدا أنه غير متفائل في ظل الإدارة الحالية للكرة المصرية، فكلهم تقريبا لا علاقة لهم بالكرة من قريب أو بعيد. 


وشدد عبد الغني على أن الأندية تستعرض عضلاتها أمام اللاعبين، وتهددهم بالتشريد لو نشب خلاف بلا احترام للوائح والمباديء الكروية، ولا يفكر أحد في الصالح العام.


وقال عبد الغني الذي سبق له خوض تجربة الاحتراف في البرتغال، إن الفارق كبير بيننا وبينهم من حيث التنظيم والاحترافية ومن ثم عقلية اللاعبين وبالتالي تجد الموهبة الطريق ممهد أمامها، لتقديم كل ما لديها، وتتوهج في حين أن اللاعب في مصر يخرج في جو غير رياضي ولا يساعد على النجاح وأن اتحاد الكرة هو المسئول الأول عن ذلك.

 

واستطرد بقوله إن الاتحاد يهمل تطوير المدربين، ولا يوفر برامج خاصة للنهوض باللعبة، ومن ثم لا تتعجب حين نجد منتخباتنا بهذا الشكل.

 

أمير عزمي مجاهد: "الاستثماري" دمر قطاعات الناشئين.. ولدينا مشكلة في الملاعب وعقلية اللاعبين

أكد أمير عزمي مجاهد نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، أن نقطة البدء في تطوير كرة القدم تكمن في إلغاء نظام الاستثماري بقطاع الناشئين، لفتح المجال أمام المواهب الحقيقية، وحينها سيتغير حال الكرة المصرية. 


وأضاف أن هناك أزمة في الملاعب في مصر، فضلا عن أن ملاعب النجيل الصناعي تدمر اللاعبين، وهذا أمر مهم لتوسيع قاعدة المشاركة، ومن ثم إفساح المجال أمام المواهب.

وقال إن الأندية تقصر في التعامل مع اللاعبين، وفكرة تربية النشء داخل وخارج الملعب، فلاعب الكرة ليس آلة بل إنسان لا بد من تنشئته نفسيا وتربويا ورياضيا وعلميا، لكي يعيش حياة احترافية، ولكن الوضع الحالي عكس ذلك في الكرة المصرية. 

أحد اللاعبين الناشئين يتحسس مستقبله

وواصل لاعب باوك اليوناني السابق أن الأندية لا تسمح للاعبين بخوض تجربة الاحتراف الأوروبي، ولا اللاعبين أنفسهم يريدون الاحتراف، وبالتالي لا بد من تغيير المفاهيم. 

وشدد على أن اتحاد الكرة منوط به التعامل مع الموقف بشكل احترافي حقيقي، وأن يضع حدا لكل هذه العشوائيات المنتشرة في الكرة، لتعود الريادة لمصر رياضيا وكرويا من جديد. 


وقال إن اللاعب في أوروبا يصل إلى سن 18 سنة ولديه تجربة 50 مباراة ما يمنحه خبرات هائلة، وهو أمر مهم في تعليم العنصر الصاعد أساسيات كرة القدم، وحين يواجه اللاعب المصري منافسه في هذه السن تجد الفارق كبيرا وشاسعا كما هو واضح بشكل كبير.

ويرى أمير أن المدربين الذي يقودون منتخبات مصر دون المستوى وخبراتهم لا تؤهلهم لتقديم الدور المطلوب، ففي 2001 كان شوقي غريب مدرب منتخب الشباب وقاده للبرونزية، وفي 2003 تولى حسن شحاته المهمة وقاد المنتخب لكأس أمم أفريقيا، ونتج جيل قاد مصر للفوز بكأس أمم أفريقيا 3 مرات متتالية.

أخبار الساعة