في واقعة صادمة هزّت واحدًا من أهم معاقل الثقافة والفن في العالم، شهد متحف اللوفر في باريس تسربًا مائيًا أدى إلى إتلاف مئات الكتب النادرة داخل قسم الآثار المصرية؛ ما أثار موجة واسعة من القلق بشأن سلامة التراث الإنساني العالمي، ويُعدّ اللوفر رمزًا راسخًا للحضارة التاريخية، غير أن المياه تسللت بصمتٍ مدمّر، لتغمر رفوف المعرفة وتلتهم صفحاتٍ ثمينة من ذاكرة البشرية.
تفاصيل الحادثة
وفقًا لتقارير إعلامية فرنسية وعربية، وقع تسرب مياه في إحدى غرف مكتبة قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر خلال شهر نوفمبر 2025، ما أدى إلى تلف ما يقرب من 400 كتاب ووثيقة نادرة، بعضها يُعد مرجعًا لا غنى عنه لعلماء المصريات والباحثين في التراث الفرعوني.
وقد أشار نائب مدير المتحف، فرانسيس شتاينبوك، إلى أن التسرب نجم عن عطل في أنابيب المياه داخل إحدى الغرف الثلاث المخصصة للمكتبة، مؤكدًا أن المشكلة كانت معروفة منذ سنوات، لكن أعمال الصيانة المؤجلة لم تبدأ بعد، إذ من المقرر انطلاقها في سبتمبر 2026.
تداعيات ثقافية وأمنية
تأتي هذه الحادثة بعد أسابيع فقط من عملية سرقة جريئة لمجوهرات التاج من المتحف نفسه، ما يسلط الضوء على تدهور البنية التحتية والثغرات الأمنية في أكثر متاحف العالم زيارة، وقد أثارت الواقعتان المتتاليتان موجة من الانتقادات لإدارة المتحف، التي طالما طالبت بتمويل إضافي لحماية مقتنياتها، دون استجابة كافية من الجهات المعنية.
خطوات مرتقبة
أعلنت إدارة المتحف عن خطة لإصلاح البنية التحتية تبدأ في خريف 2026، تشمل تحديث أنظمة المياه والتكييف، وتوفير حماية أفضل للمجموعات الأثرية والمكتبات. كما يجري حاليًا تقييم حجم الأضرار ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الكتب المتضررة عبر تقنيات الترميم المتقدمة.