متحف اللوفر، أيقونة الفن والتاريخ، لم يعد محصنًا كما كان، ففي غضون أسابيع قليلة، اهتزت جدرانه مرتين؛ مرة بالمياه المتسللة إلى قلب مكتبته، ومرة أخرى بجرأة لصوص سرقوا مجوهرات لا تُقدّر بثمن، حادثتان منفصلتان في الظاهر، لكنهما تكشفان عن أزمة أعمق تهدد هذا المعلم الثقافي العالمي.
تسرب المياه.. كارثة ثقافية
في نوفمبر 2025، تعرض قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر لتسرب مياه أدى إلى تلف نحو 400 كتاب ووثيقة نادرة، بعضها يعود إلى قرون مضت ويشكل مرجعًا لا غنى عنه لعلماء المصريات، المفارقة المؤلمة أن إدارة المتحف كانت على علم بضعف البنية التحتية، لكن أعمال الصيانة تأجلت حتى سبتمبر 2026، ما فتح الباب أمام هذه الكارثة.
السرقة.. جريمة تهز الثقة
قبل هذه الحادثة بأسابيع، شهد المتحف عملية سرقة جريئة استهدفت مجوهرات التاج الفرنسي، وسط تساؤلات عن كفاءة أنظمة الأمن والمراقبة، كانت السرقة ليست مجرد فقدان مادي، بل ضربة لهيبة المتحف وثقة الجمهور في قدرته على حماية كنوزه.
أزمة إدارة أم نقص تمويل؟
رغم اختلاف طبيعة الحادثتين، إلا أن الرابط بينهما واضح، وهو تدهور البنية التحتية وضعف الحوكمة، فالتسرب المائي يعكس إهمالًا في الصيانة، بينما تكشف السرقة عن ثغرات أمنية خطيرة، كلاهما نتيجة مباشرة لتقليص الميزانيات وتأجيل الإصلاحات، في وقت تتزايد فيه أعداد الزوار وتتعاظم المسؤوليات.