يفاجأ كثير من الآباء والأمهات بتراجع تواصل أبنائهم البالغين، سواء من خلال المكالمات أو الزيارات، الأمر الذي يثير شعورًا بالوحدة والقلق لديهم، ورغم أن المحبة بين الطرفين لا تتغير، إلا أن بعض التصرفات التي يقوم بها الوالدان بحسن نية قد تشعر الأبناء بالضغط أو الانزعاج، فيفضلون المسافة كوسيلة للحفاظ على هدوئهم النفسي، ومعرفة هذه السلوكيات تمنح الوالدين فرصة حقيقية لإعادة بناء جسر التواصل بشكل صحي ومريح للطرفين، وفيما يلي نستعرض أبرز الأخطاء الشائعة التي قد لا تنتبهون لها، لكنها تسهم في ابتعاد الأبناء دون قصد، وفقاً لما نشر عبر موقع "geediting"
١- تقديم نصائح غير مطلوبة باستمرار :
عندما يحاول الوالدون تقديم نصائح أو حلول لمشاكل أبنائهم دون أن يطلب ذلك، يشعر البالغون بأن حياتهم تحت الرقابة ولا يترك لهم حرية اتخاذ القرار ، هذا السلوك يجعلهم يبتعدون لتجنب الإحساس بالسيطرة المستمرة، ويقللون من الاتصال.
٢- تذكيرهم بالأخطاء أو الفشل الماضي :
ذكر الأبناء بأخطائهم السابقة أو فشلهم في اتخاذ قرارات معينة يثير مشاعر الإحراج أو الحرج ، هذا السلوك يجعلهم يشعرون بأنهم غير مقبولين كما هم الآن، ويعيد فتح ذكريات مؤلمة، فيختارون الابتعاد عاطفيا لتجنب مواجهة نقد قديم، ويقللون من زياراتهم أو مكالماتهم.
٣- تحويل الحديث دائما نحو حياتك ومشاكلك :
عندما تتحول كل المحادثات إلى أمور تخص حياة الوالدين اليومية، مثل المشاكل الصحية أو الشكوى من المشاغل، يشعر الأبناء بأن المكالمة عبء وليست فرصة للتواصل ، هذا يجعلهم يبتعدون تدريجيا لتجنب الشعور بالمسؤولية الزائدة، ويختارون تقليل الاتصال والزيارات.
٤- معاملتهم كما لو كانوا صغارا :
حتى بعد بلوغهم واستقلالهم بعض الوالدين يستمرون في مراقبتهم وسؤالهم عن كل صغيرة وكبيرة، مثل الأكل والملبس وتنظيم البيت ، هذا السلوك يشعر الأبناء بأنهم لم ينضجوا بعد وأن استقلاليتهم غير معترف بها فيميلون للابتعاد عاطفيا وجسديا، لتأكيد شخصيتهم واتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
٥- استخدام الشعور بالذنب للضغط عليهم :
العبارات التي توحي بالذنب مثل أنا وحيدة بدونكم و أولاد الآخرين دائمًا يزورون أهاليهم قد تؤثر سلبا على الأبناء ، بدلاً من زيادة التواصل يسبب هذا الضغط العاطفي شعور بالاختناق أو الاستياء، ويدفعهم لتقليل المكالمات والزيارات، حتى يتمكنوا من الحفاظ على حدودهم العاطفية.
٦- المقارنة المستمرة مع الآخرين :
مقارنة أبنائك بأبناء الآخرين سواء من ناحية النجاح أو التواصل، تجعلهم يشعرون بالنقص والضغط لتلبية توقعاتك ، هذا السلوك يخلق شعور بعدم الرضا عن أنفسهم، ويدفعهم للابتعاد لتجنب التعرض المستمر للمقارنات.
٧- رفض الاعتراف بالأخطاء السابقة أو الاعتذار :
إذا لم يعترف الوالدون بالأخطاء السابقة أو يعتذروا عن مواقف مضت ، تظل الجروح العاطفية غير معالجة فهذا يمنع الأبناء من الشعور بالراحة في العلاقة، ويجعلهم يميلون إلى الابتعاد لتجنب مواجهة ذكريات مؤلمة ، الاعتراف بالخطأ وطلب الصفح يمكن أن يفتح باب الحوار من جديد.