انطلقت في الكويت اليوم أعمال "الاجتماع السابع للمجموعة الاستشارية للسياسات لمبادرة إسطنبول للتعاون" بمشاركة ممثل الأمين العام لحلف الناتو للجوار الجنوبي، خافيير كولومينا، وممثلين عن الدول الأعضاء في الحلف المعنيين بالاستشارات السياسية وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية لدى الكويت.
وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، السفير الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح، في كلمته الافتتاحية للاجتماع، اليوم، إن استضافة دولة الكويت الاجتماع السابع للمجموعة الاستشارية لمبادرة إسطنبول للتعاون، للمرة الثالثة والذي يتواصل اليوم وغدا، تؤكد ثبات نهجها الداعم للتعاون الدولي وترسيخ الأمن الإقليمي.
وأشار إلى أن "اجتماع هذا العام يكتسب أهمية إضافية لكونه الأول الذي يعقد برعاية وزارة الخارجية في خطوة تعكس حرص الكويت على تعزيز الدور الدبلوماسي للمركز وتطوير التنسيق المؤسسي ودعم الأهداف الاستراتيجية المشتركة مع (ناتو) وشركاء المنطقة".
وقال إن الأمن السيبراني وتداعيات الذكاء الاصطناعي على الاستقرار الإقليمي والدولي يشكلان محور اجتماع هذا العام وهما قضيتان عابرتان للحدود تتطلبان حوارا معمقا ورؤية استشرافية.
وشدد على أن مبادرة إسطنبول للتعاون أثبتت على مدار الأعوام الماضية أنها منصة فاعلة للحوار الاستراتيجي والعمل المشترك أسهمت في تعزيز الفهم المتبادل وتطوير الجهود المشتركة في مجالات عدة منها الأمن البحري ومكافحة الإرهاب والمرونة السيبرانية والتقنيات الناشئة.
من جانبه، قال ممثل الأمين العام لحلف الناتو للجوار الجنوبي، خافيير كولومينا، إن هذا الاجتماع يأتي في لحظة مفصلية تتطلب تعزيز التعاون فالشراكة ليست خيارا تكميليا بل ضرورة لاسيما وأن العمل المشترك يساهم في الحفاظ على الاستقرار ويفتح آفاقا جديدة في مجالات الابتكار الدفاعي وتطوير القدرات الدفاعية المتقدمة لخدمة الجانبين.
وأوضح أن جدول أعمال الاجتماع يشمل قضايا عدة منها مكافحة الإرهاب وأمن الحدود والأمن البحري والأمن السيبراني، مشيرا إلى أن علاقة الناتو مع شركائه في مبادرة اسطنبول تمتد لأكثر من 20 عاما من الحوار السياسي والتعاون العملي والمصالح المشتركة في مواجهة التحديات الأمنية التي لا يمكن لدولة واحدة بمفردها أن تواجهها.
وتطرق إلى عدد من التحديات العالمية والإقليمية منها عدم حالة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن التطورات الإيجابية الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار وخطة السلام في غزة قد تفتح آفاقا جديدة لخفض التوترات.
وأكد أهمية تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.
وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي تؤدي دورا متناميا في عدة مجالات منها جهود الوساطة الدبلوماسية ومكافحة الإرهاب والأمن البحري والابتكار والتقنيات الدفاعية وتعزيز الأمن الغذائي والطاقة والاستثمار في منطقة الأطلسي، مشددا على أن "تعقد المشهد العالمي يستدعي الاستفادة القصوى من الشراكة مع دول الخليج".
وأشار إلى أن النقاشات خلال أعمال الاجتماع اليوم وغدا ستسهم في تعميق الفهم المشترك للعلاقات الوثيقة بين أمن منطقة الأطلسي وأمن منطقة الخليج مشيرا إلى الترابط الواضح بين المنطقتين من خلال عدة محاور منها المنافسة بين القوى الاستراتيجية أو تأثيرات الحرب على الأمن الغذائي والطاقة عالميا.
جدير بالذكر أن الاجتماع السابع للمجموعة الاستشارية لمبادرة إسطنبول للتعاون يُعقد في الكويت بحضور ممثلي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وممثلي دول مبادرة إسطنبول للتعاون من كل من الإمارات والبحرين وقطر والكويت والدول الخليجية غير المنضمة للمبادرة وهي المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وممثلين عن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى خبراء من عدد من الجهات الكويتية والخليجية ومن حلف الناتو بالإضافة وعدد من المؤسسات الفكرية.
ويتخلل الاجتماع جلسات حوارية لمناقشة التحديات التي تواجهها الدول الشريكة والحلفاء في مجالات مختلفة إلى جانب سبل تعزيز الشراكة من خلال التعاون العملي وبناء القدرات في مجالات الأمن البحري والأمن السيبراني والذكاء الإصطناعي ومحاربة الإرهاب والتطرف ومكافحة انتشار الأسلحة الكيمائية والبيولوجية والنووية.