نحتفل في 9 ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي لمكافحة الفساد، والذي يهدف لإذكاء الوعي عن مشكلة الفساد وأهمية مكافحة كل فعل يعد عير صائب، ولأن بناء مجتمعات نزيهة يبدأ من داخل البيت قبل المؤسسات، فالقيم التي يتعلمها الطفل في سنواته الأولى هي التي تحدد نظرته للعدل، واحترام القوانين، والتمييز بين الحق والباطل، نستعرض مع خبيرة تربوية، كيف تربي الأم صغيراً يميز بين الصواب والخطأ؟
ومن جهتها قالت الدكتورة وسام منير، خبيرة الاستشارات النفسية والتربوية ومدرس بكلية التربية في إحدى الجامعات الخاصة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، إن مسؤولية تربية طفل يفرق بين الصواب والخطأ تبدأ من ممارسات المنزل، ومن القيم التي يعيشها الطفل بشكل يومي، لأن مكافحة الفساد تبدأ من البيت، حيث يلعب الأبوان والمدرسة دورًا محوريًا في تعليم الابن التمييز بين الصح والخطأ، واتخاذ القرار السليم دون خوف أو تردد، من خلال اتباع عدد من الخطوات، والتي منها ما يلي:

-بناء الوعي الداخلي للطفل، حيث يفهم أن فعل الصواب هو قيمة في ذاته، وليس نتيجة خوف من العقاب، وعلى الوالدين تدريب الابن منذ صغره على تحمل المسؤولية؛ مثل الحفاظ على ممتلكاته، والاعتراف بالخطأ عند وقوعه، ومحاولة إصلاحه، فهذه الممارسات اليومية تغرس بداخله الصدق والشفافية، حتى في لحظات الخسارة أو الفوز.
-أن يكون تطبيق القواعد داخل البيت عادلًا وواضحًا، سواء في العقاب أو المكافأة، لأن التمييز أو المجاملة تخلق لدى الطفل صورة مشوشة عن العدالة، حيث يجب أن تكون الأسرة نموذجًا للمساواة بين الأبناء، وألا يوجد غش في الواجبات أو كذب في الوعود، فالصغير يتعلم بالمحاكاة أكثر مما يتعلم بالكلام.
-التحذير من القيام بتصرفات بسيطة، التي قد تبدو لبعض الوالدين غير مهمة، مثل تجاوز الدور، أو الحصول على حق ليس من حق الطفل، لأنها تعد البذرة الأولى لسلوكيات فساد مستقبلية، إذا اعتادها الطفل دون توجيه، لأن الفساد يبدأ صغيرًا، وإذا اعتبر الابن الخطأ البسيط أمرًا عاديًا، فسيتعامل مع الأخطاء الأكبر بالطريقة نفسها.
-أهمية تعليم الطفل قول "لا" عند اللزوم، والتمييز بين المقبول وغير المقبول، إلى جانب تشجيعه على مشاركة أي موقف يتعرض له في المدرسة أو النادي أو الشارع، ثم مناقشته لمعرفة رأيه وما تعلمه منه.
-تعزيز التفكير الناقد لدى الطفل هو أحد أهم الأساليب لحمايته من الوقوع في سلوكيات خاطئة لاحقًا؛ إذ تساعده هذه القدرة على تحليل المواقف، وفهم عواقب الأفعال، والتفكير في تأثيرها على الآخرين، ولذلك يجب أن تعلمي طفلك دائمًا أن يسأل نفسه، من سيتضرر لو فعل هذا؟ وكيف يشعر لو كان مكان الشخص المتضرر؟.