الأربعاء 10 ديسمبر 2025

تحقيقات

إبعاد بلير والضغوط الأمريكية على نتنياهو.. كيف تسير المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟

  • 9-12-2025 | 14:00

توني بلير

طباعة
  • محمود غانم

في خطوة متصلة بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واجهت محاولة إشراك رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في إدارة شؤون القطاع رفضًا من بعض الدول العربية والإسلامية؛ ما حال دون توليه الدور الذي كان مقرّرًا له ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.

ويُعزى هذا الرفض إلى سمعة بلير المثقلة بالجدل في الشرق الأوسط، نتيجة دعمه الغزو الأميركي للعراق عام 2003؛ إضافة إلى المخاوف من أن تؤدي مشاركته إلى تقليص دور الفلسطينيين في إدارة شؤون غزة.

وما سبق جاء وفق ما نشرته صحيفة «فايننشال تايمز البريطانية»، التي أكدت أن بلير كان الاسم الأبرز بين المرشحين لعضوية المجلس.

ونصّت خطة ترامب بشأن وقف إطلاق النار على أنه «ستتم إدارة غزة عبر حكومة انتقالية مؤقتة تتكوّن من لجنة تكنوقراط فلسطينية غير سياسية؛ مسؤولة عن إدارة الخدمات العامة والبلديات اليومية لسكان غزة».

وبحسب بنود الخطة، فإن «هذه اللجنة ستتكوّن من فلسطينيين مؤهّلين وخبراء دوليين، مع إشراف ورقابة من هيئة انتقالية دولية جديدة اسمها 'مجلس السلام'؛ وسيقود الهيئة ويترأس اجتماعاتها الرسمية الرئيس ترامب، مع أعضاء ورؤساء دول آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير».

غير أن بلير، الذي أثار اسمه الجدل منذ اللحظة الأولى لطرح الترشيح، لم يقدر له أن ينال هذه العضوية؛ مما يعكس التوجه نحو اختيار الشخصيات الدولية بعناية، مع مراعاة سمعتها التاريخية وعلاقاتها الإقليمية، لضمان قبول الدول العربية والإسلامية والفلسطينيين.

أصوات عربية وإسلامية مسموعة

وفي تعقيبه على ذلك، قال الدكتور حسام فاروق، أستاذ الاتصال السياسي، إن استبعاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير من قائمة مرشحي مجلس السلام في غزة، كما أوردت صحيفة «فايننشال تايمز» يوم الاثنين، نقلًا عن مصدر مقرب منه؛ جاء بعد اعتراضات من دول عربية وإسلامية.

وأشار فاروق، في حديث لـ«دار الهلال»، إلى أن هذا الاستبعاد لم يكن مفاجئًا؛ موضحًا أن السمعة غير الطيبة التي يحملها بلير في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، نتيجة دعمه القوي للغزو الأمريكي للعراق عام 2003؛ أثارت مخاوف لدى الدول العربية من أن وجوده قد يهمش القضية الفلسطينية.

وأكد أنه إن ثبت استبعاد «بلير» فإن ذلك يعكس اهتمام الإدارة الأمريكية بقياس وزن المقترحات والاعتراضات العربية والإسلامية؛ مشددًا على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتمد في سياساته على شخصيته «البراجماتية»، التي توازن مصالح بلاده مع مصالح الحلفاء الإقليميين.

وتابع فاروق، أن «الكل كان يتصور أن ترامب داعم بشكل غير محدود لإسرائيل؛ إلا أنه اليوم يضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، حفاظًا على مصالحه في المنطقة، سواء مع دول الخليج أو مصر أو تركيا».

عقبات تواجه المرحلة الثانية

وحول العقبات أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، أوضح فاروق أن العقبة الأساسية كانت تتعلق بنزع سلاح حماس؛ ونشهد حلحلتها، مستندًا إلى تصريحات لمسؤول حمساوي أكدت أن الحركة لا تمانع في تخزين أو تجميد السلاح أو إيداعه لدى طرف ثالث؛ ما يحول هذه القضية من عقبة رئيسية إلى مسألة لوجستية، مرتبطة بتحديد الطرف المسؤول عن الإشراف على العملية.

وأكد أن ذلك يعكس حرص الحركة على سد أي ذرائع قد يستغلها «نتنياهو» أمام عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية؛ كما يريد.

وأضاف أن العقبة الحقيقية الآن تكمن عند الجانب الإسرائيلي، فيما يتعلق باستكمال الانسحاب من غزة؛ لافتًا إلى تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه حول عدم انسحاب الجيش من غزة، رغم أن ذلك يُعد بندًا أساسيًا في خطة الرئيس ترامب للمرحلة الثانية.

وأشار إلى أنه حتى تتزايد صعوبة الانسحاب الإسرائيلي من القطاع؛ يتوغل الجيش في الخط الأصفر، ليشمل نحو 54% من مساحة غزة.

وأوضح فاروق أن الرئيس الأمريكي يمارس ضغوطًا مباشرة على نتنياهو لضمان التزامه بالاتفاق؛ والانتقال إلى المرحلة الثانية قبل 25 ديسمبر الجاري، كما أورد موقع «أكسيوس» الأمريكي.

ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي يحاول أن يضع «نتنياهو» أمام الأمر الواقع في لقائهم المقرر في 29 ديسمبر الجاري في ولاية فلوريدا الأمريكية؛ بحيث تكون الأمور مهيأة من ناحية نزع سلاح حماس وجاهزية القوة الدولية للانتشار، الذي صدر بشأنه قرار مجلس الأمن.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة