رغم أن الكشري طبق شعبي بسيط، لكنه واحد من الرموز اللي حافظت على حضورها في السينما المصرية عبر عقود، محلات الكشري كانت دايمًا مساحات حقيقية للحكي، للحياة اليومية، ولحظات التحول في حياة الأبطال، ورغم إنها أماكن عادية جدا في الواقع، السينما قدرت تحولها لرمز للأصالة والبساطة والشارع المصري الحقيقي،قامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بإدراج طبق الكشري رسميا ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، باعتباره أحد أبرز الأطعمة التي ارتبطت بالحياة اليومية للمصريين، إذ أن طبق الكشري المصري احتل مكانة راسخة في الذاكرة الجمعية عبر عقود طويلة.
الفيلم الحريف
في واحد من أجمل أفلام عادل إمام، يظهر مشهد داخل محل كشري يكشف ملامح شخصية فارس، العامل البسيط وصاحب الحلم الذي يصارع الحياة. المحل هنا ليس مجرد خلفية، لكنه مساحة تجمع بشر من كل الطبقات، وتكشف حجم الضغوط الاجتماعية التي يعيشها البطل. جو المحل، الزحمة، وتكة المعالق في الأطباق كانت جزء من واقعية الفيلم التي ميّزته عن غيره.
الفيلم طبخ الريس
من الأعمال التي استخدمت الأكل الشعبي كعنصر درامي مهم، جاء فيلم "طبخ الريّس"، الذي قدم أحد أبرز المشاهد المرتبطة بمحلات الكشري. في هذا الفيلم ظهر الكشري ليس كوجبة فقط، ولكن كرمز للشارع المصري، وللدفء الذي يحتضن أحلام البطل.
المشهد داخل محل كشري قديم في وسط البلد، حيث يجلس البطل ليفكر في مستقبله، ويهرب من ضغوط الحياة — كان من أقوى مشاهد الفيلم، لما فيه من تفاصيل بصرية وبيئة شعبية صادقة: رائحة الصلصة، صوت تجهيز الأطباق، حركة الزبائن، وابتسامة العاملين. كل هذه التفاصيل جعلت الكشري "بطل" حقيقي بجانب الشخصيات.
تعد محلات الكشري جزءا أصيل من الشارع المصري، ولم تكن السينما بعيدة عن توثيق هذا الامتداد الشعبي، إذ ظهرت هذه المحلات في عدد من أهم الأفلام التي تناولت تفاصيل الحياة اليومية للمصريين. وبين مشاهد الدراما والكوميديا، كان طبق الكشري حاضرا كشاهد على التحولات الاجتماعية والطباع المصرية الأصيلة.
ـ أبو علي
ظهر محل الكشري في أحد المشاهد التي تجمع كريم عبد العزيز ومنى زكي، ليجسد الطابع الشعبي لحياة البطل الهارب، ويضيف لمسة واقعية لسياق الأحداث التي تدور في شوارع القاهرة الشعبية.
ـ كباريه
في الفيلم الذي يناقش عوالم الليل والصراعات الإنسانية، ظهر أحد مشاهد الكشري مع مجموعة من الأبطال في لحظة استراحة بسيطة، كاشفًا الفارق بين حياة الليل والشارع الشعبي.