قد تتعامل المرأة أحيانًا مع شريك حياة يحمل حساسية أعلى من المعتاد، فيظهر انفعاله سريعًا أو يقف عند التفاصيل الدقيقة أو يتأثر بكلمات بسيطة، مما يؤثر على طبيعة العلاقة بينهما بشكل كبير، ولذلك نستعرض في السطور التالية أسباب الحساسية الزائدة عند الرجل، وطرق للتعامل معه بحكمة وهدوء.
ومن جهتها قالت الدكتورة نورا رؤوف، أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الحساسية لدى الرجل تأخذ شكلًا مختلفًا عن المرأة، فبينما تعتمد النساء بطبيعتها على الجانب العاطفي بصورة أكبر، يعمل عقل الذكر عادةً بطريقة أكثر منطقية وحكمة، مما يجعل عواطفه بحاجة إلى إدارة متوازنة، وهنا لا تكون الحساسية صفة سلبية في ذاتها، بل قد تتحول إلى نقطة قوة عندما تدار داخل إطار سمات الرجولة مثل الحكمة، والشجاعة، والقدرة على المواجهة.

وأضافت، أن المجتمع كثيرًا ما يفرض على الرجل اعتقادًا خاطئًا يتمثل في "الراجل ما يعيطش، او ما يحسش، ولا يجب أن يظهر عليه أي تأثر"، مما يدفع كثيرًا من الرجال لكبت مشاعرهم منذ الصغر، على الرغم من أن التعبير العاطفي في وقته المناسب عند رؤية موقف إنساني مؤثر، أو المرور بضغط شديد، أو مواجهة فقد، لا ينتقص من رجولته، بل يعكس إنسانيته وطيبته ولين قلبه.
وأشارت أن الرجل الحساس يمكن أن يمتلك صفات رائعة مثل الحنان، والاهتمام، والانتباه للتفاصيل، لكن كل ذلك يحتاج إلى إدارة سليمة حتى لا يتحول إلى تضخيم للأحداث أو انزعاج من التفاصيل الصغيرة، وهناك أسباب تدفعه ليكون أكثر حساسية، ومنها ما يلي:
-النشأة في بيئة مليئة بالنقد واللوم، مما يجعل الرجل حساسًا لأي تعليق سلبي.
-ذكاء عاطفي مرتفع يدفعه لملاحظة التفاصيل الدقيقة والتأثر بها.
-ضغوط العمل والحياة التي تزيد من التوتر الداخلي.
-التربية على كبت المشاعر منذ الطفولة، فيكبر وهو غير قادر على التعبير السليم.
وقدمت مجموعة من النصائح للتعامل مع شريك حساس دون أن جرحه ومنها:
-منحه فرصة للتعبير دون استهزاء أو تقليل، فالرجل شديد الحساسية يحتاج مساحة آمنة ليخرج مشاعره دون خوف من السخرية أو الرفض.
-قدمي له الأمان والاحتواء، ففي لحظات التوتر أو الانزعاج، لا يبحث الرجل الحساس عن منطق أو تحليل، بل يحتاج إلى طمأنة، وحضور هادئ، ولمسة تشعره بالثقة.
-احرصي على اختيار كلماتك بعناية، لأنه يلتقط التفاصيل الصغيرة، فالكلمة قد تُشعره بالتقدير أو تترك أثرًا مؤلمًا، وتجنبي النقد واللوم، وركزي على لغة تقدّر مشاعره.
-ادعمي ثقته بنفسه وصفاته الإيجابية، وأكدي له إعجابك بقدرته على موازنة مشاعره، وامدحي رجولته عندما يتصرف بحكمة، ولفت انتباهه إلى نقاط قوته مثل الرحمة، واللطف، والقدرة على الاستماع.
-ساعديه على إدارة حساسيته دون إحباط، فالرجل الحساس ليس ضعيفًا، لكنه يحتاج أن يعرف متى يعبر؟ كيف يعبر؟ وما اللحظات التي تستحق الوقوف عندها؟، والمساندة هنا لا تعني أن تتولي المسؤولية نيابة عنه، بل أن تكوني شريكة داعمة في تطوير وعيه بمشاعره.