كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مستجدات مجلس السلام في غزة، حيث صرّح بأنه من المتوقع الإعلان مطلع العام المقبل عن أسماء قادة العالم الذين سيمثلون مجلس السلام في غزة، وهو المجلس الذي جاء كأحد بنود مقترحه لإنهاء الحرب على غزة، والتي استمرت لمدة عامين حتى تم التوصل لاتفاق دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.
مجلس السلام في غزة
وقال ترامب في تصريحات، خلال فعالية اقتصادية في قاعة روزفلت بالبيت الأبيض، أمس الأربعاء، إن العديد من القادة يرغبون في الانضمام إلى المجلس، الذي أُنشئ بموجب خطة غزة، مضيفا: "الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء - جميعهم يرغبون في الانضمام إلى مجلس السلام".
وأضاف أنه من المتوقع الإعلان عن ذلك في العام الجديد، مؤكدا أنه "سيكون أحد أهم مجالس السلام على الإطلاق. الجميع يرغب في الانضمام إليه".
وفي 17 نوفمبر الماضي، أجاز قرار صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إنشاء مجلس سلام والدول المتعاونة معه، لتأسيس قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة، القرار صاغته الولايات المتحدة، ووصف مجلس السلام بأنه إدارة انتقالية "ستضع الإطار العام وتنسق التمويل لإعادة إعمار غزة" بما يتماشى مع خطة ترامب للسلام المكونة من 20 بندًا.
وينص القرار على أن مجلس السلام سيستمر في العمل "إلى حين إتمام السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي بشكل مُرضٍ... واستعادة السيطرة على غزة بشكل آمن وفعال".
وقبل أيام، نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مصادر مطلعة، استبعاد توني بلير رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق، من قائمة مرشحي عضوية مجلس السلام الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإدارة قطاع غزة، موضحة أن استبعاد بلير من قائمة مرشحي عضوية مجلس السلام بغزة، جاء بعد اعتراض دول عربية وإسلامية.
المرحلة الثانية لاتفاق وقف الحرب على غزة
وتواجه المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة، عدة تحديات، في ظل الإصرار الإسرائيلي على نزع سلاح حركة حماس، وهو ما ترد عليه الحركة بأنه مرتبط بشروط.
في الأسبوع الماضي، صرّح مسؤولون أمريكيون لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن واشنطن تسعى للإعلان عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق السلام الذي أبرمه ترامب بشأن غزة، وعن أعضاء الهيئات المختلفة المعنية، بحلول عيد الميلاد.
ولا تزال المحادثات فيما يتعلق بالمرحلة الثانية ونزع سلاح حماس في مراحلها الأولية، الذي تعتبره إسرائيل شرطًا أساسيًا لإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى عودة الرهينة الأخير.
وأكد ترامب مجددًا أن المجلس سيترأسه شخصيًا، وسيضم العديد من قادة العالم الذين أبدوا رغبتهم في الانضمام.
في تصريحات أدلى بها يوم الأربعاء في ختام زيارته لإسرائيل، أكد سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، أن قرار مجلس الأمن يُخوّل قوة الاستقرار بنزع سلاح حماس، مضيفا: "أدرجنا تحديدًا عبارة "بكل الوسائل اللازمة". وسيكون هذا الأمر محل نقاش مع كل دولة على حدة".
وأضاف أنه لا تزال المحادثات جارية بشأن قواعد الاشتباك الخاصة بقوات الأمن الإسرائيلية، وقد صرّح الرئيس ترامب مرارًا وتكرارًا بأن حماس ستنزع سلاحها بطريقة أو بأخرى، سواء كانت سهلة أم صعبة"، على حد قوله.
وفي حين أشار والتز إلى أذربيجان كدولة محتملة للمساهمة، صرّح مسؤول أذربيجاني لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن باكو ما زالت بعيدة كل البعد عن اتخاذ مثل هذا القرار، موضحا أن بلاده منفتحة فقط على المشاركة في حفظ السلام، وليس في مهمة لفرض السلام.
وفي معرض تأكيده على صعوبة نزع السلاح، قال القيادي في حماس، خالد مشعل، أمس الأربعاء، إن بإمكان الحركة "تخزين أسلحتها، لكنها لن تتخلى عنها كما هو منصوص عليه في خطة ترامب الشاملة لوقف إطلاق النار في غزة."
وأوضح في تصريحات له، أن "هناك من يريد فرض رؤيته علينا، بما يتعارض مع الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي. على سبيل المثال، مسألة أسلحة حماس، لكن فكرة نزع السلاح الكامل غير مقبولة لدى المقاومة. ما يُقترح هو تجميد الأسلحة أو تخزينها، لتقديم ضمانات ضد أي تصعيد عسكري من غزة مع الاحتلال الإسرائيلي".