السبت 13 ديسمبر 2025

ثقافة

«كان مكتشف المواهب الشابة ومرتبطًا بالثقافة الشعبية».. أدباء ومثقفون ينعون الناشر الكبير محمد هاشم| خاص

  • 12-12-2025 | 18:15

محمد هاشم

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

نعى العديد من كبار الأدباء والمثقفين الناشر الكبير محمد هاشم، صاحب دار نشر «ميريت»، خلال كلمتهم لـ "بوابة دار الهلال"، الذي رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، مؤكدين أن وفاته تمثل خسارة كبيرة للحياة الأدبية والثقافية بما قدمه من إسهامات.

إبراهيم عبد المجيد

وقال الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد إنهما عاشا أيامًا جميلة في «ميريت»، وخاصة في أيام يناير، مليئة بالأمل، ولا يمكن للإنسان أن ينسى تلك اللحظات. 

وأوضح أن لمحمد هاشم دورًا مهمًا في إثراء الحياة الثقافية والسياسية، وكان له أعمال مؤثرة، مضيفا أن دار النشر كانت مكانًا محظوظًا لكل من مر بها، إذ كانت تجمع دائمًا نقادًا جيدين وكتابًا متميزين. 

وأشار إلى دوره الكبير في اكتشاف المواهب الشابة الجديدة، ونشره لأول مرة عددًا كبيرًا من الكتاب الذين ظهروا من «ميريت».

سمير الفيل

وأكد الكاتب والقاص سمير الفيل أن محمد هاشم كان من أبرز الناشرين المصريين، وله بصمات خاصة في استقبال الأدباء الجدد والتعريف بهم وطباعة أعمالهم بشكل متميز. 

وتابع: «لقد تبنى مواهب أدبية كثيرة، وكان له فضل كبير على عدد من الكتاب قبل أن تُذاع أسماؤهم». وأضاف: «دار النشر كانت مكانًا لتجمع الأصدقاء والتحاور في شؤون ثقافية مختلفة، ومع رحيله تُغلق نافذة مهمة في الحياة الثقافية، بعد أن قل نشاطه في النشر في الآونة الأخيرة». 

وأوضح أنه على الرغم من ذلك، هناك أمل في ظهور ناشرين جدد يرفعون راية المهنية العالية، مؤكدًا أن محمد هاشم لم يكن مجرد ناشر مصري، بل نشر لكثير من الكتاب العرب من مختلف البلدان، الذين كانوا يعتزون بدار «ميريت» ويعتبرونها من الدور صاحبة العلامة والموقف.

شعبان يوسف

وقال الكاتب والشاعر شعبان يوسف إن محمد هاشم لم يكن مجرد ناشر، بل كان وجهة ثقافية حقيقية يلجأ إليها المثقفون عند وقوع أحداث ثقافية أو سياسية أو فكرية، وكان يتبنى الإبداع الجريء القادم من الجيل الشاب. 

وأوضح أن هاشم أخرج ظواهر أدبية من الجيل الجديد مثل حمدي أبو جليل، وياسر إبراهيم، وياسر عبد الحافظ، وحسن عبد الموجود، وأحمد العيدي، وإيهاب عبد الحميد، ودعمهم بشكل كبير. 

وأضاف أن هاشم كان حريصًا على نشر أعمال كبار الكتاب أيضًا، وكان المخرج أحمد اللباد يصمم أغلفة الكتب باحترافية عالية، مضيفًا أشكالًا وتقنيات جديدة في صناعة الكتاب. 

وأكد أن كل من نشر عنده أصبح مرئيًا ومقروءًا للجميع، وأنه لم يقتصر على نشر الإبداع الأدبي فقط، بل تبنى أيضًا كتبًا فكرية لعدد من المفكرين المصريين والعرب.

أحمد الخميسي

وأشار الكاتب الدكتور أحمد الخميسي إلى أن الحركة الثقافية خسرت ناشرًا كبيرًا يتميز بحس شعبي وميول نحو الثقافة الشعبية المقاومة، وشرح أن هذه القوة تنبع من نشأته، إذ بدأ حياته عاملاً بسيطًا، ثم التحق بالعمل بدار المحروسة للنشر قبل أن يؤسس دار «ميريت». 

وأكد أن الدار لعبت دورًا مهمًا في الأدب والثقافة من خلال نشر أعمال الشباب غير المعروفين وإنتاج أغلفة كتب راقية فنيًا.

وتابع الخميسي أن رحيل محمد هاشم جاء مفاجئًا، فقد كتب قبل وفاته بساعات تدوينة على فيسبوك أثناء مرضه، ولم يستطع حضور خطبة ابنته، وظن الجميع أنها مجرد وعكة صحية، لكنها للأسف كانت قاتلة. 

وأضاف أن الحزن غمر الوسط الثقافي، وأن أثره الفكري والثقافي سيبقى باقياً، داعين الله له بالرحمة والمغفرة.

أخبار الساعة