الإثنين 15 ديسمبر 2025

تحقيقات

لا خاسر مع القرآن.. فائزون رغم الخروج من سباق «دولة التلاوة»

  • 14-12-2025 | 20:28

متسابقو دولة التلاوة

طباعة
  • محمود غانم

عشر حلقات أُذيعت من برنامج «دولة التلاوة» منذ انطلاقه قبل خمسة أسابيع، نجح خلالها في إحداث حالة خاصة في وجدان المصريين، وكأنه ضالّة افتقدوها طويلًا؛ فلامس القلوب، وخطف الأبصار، وسحر الأسماع.

ولا شك أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الاحترافية العالية في انتقاء المواهب، التي اختيرت بعناية من بين أكثر من 14 ألف متقدم من مختلف أنحاء «دولة التلاوة».

وانطلق البرنامج بمشاركة 32 متنافسًا، عُقدت عليهم الآمال في تقديم جيل جديد يضاهي عمالقة «دولة التلاوة» في القرن العشرين، أمثال الشيخ محمود خليل الحصري، ومحمد صديق المنشاوي، وعبد الباسط عبد الصمد، أصحاب الأصوات التي كانت تعتصر القلوب خشوعًا وتدهش السامعين.

وعلى مدار عشر حلقات من «دولة التلاوة»، تنافس المتسابقون، صغارًا وكبارًا، فأجادوا وأبدعوا، وأدهشوا الجمهور بما قدموه من خشوع وعمق في الأداء.

كانت تلاوة واحدة كفيلة بأن تصنع لكل قارئ جمهوره الخاص، وتفتح أمامه نافذة واسعة من المحبين المنبهرين بصوته، والمدافعين عن استمراره في البرنامج، أو المطالبين بعودته بعد خروجه.

وقد تجلّى ذلك بوضوح في فرحة الجمهور بعودة الطفل عبد الله عبد الموجود بعد خروجه، مقابل حزنهم على وداع المتسابق محمد سامي؛ مشاهد كافية لتؤكد عمق الأثر الذي أحدثه البرنامج، وحجم النافذة الوجدانية التي فتحها في قلوب متابعيه.

وخلال الحلقات العشر، ودّع 14 متسابقًا البرنامج، في إطار رحلة البحث عن القارئ الأَمهر، غير أن هؤلاء لم يغيبوا عن قلوب المتابعين، إذ لا تزال مقاطعهم تتداول على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط إعجاب لافت، في مشهد يعكس أن «دولة التلاوة» كانت نافذة انطلقت منها مواهبهم إلى الجمهور، مؤكدة أن أصواتهم لن تصمت بعد اليوم.

واللافت أن تداول الجمهور لم يقتصر على مقاطع مشاركاتهم داخل البرنامج، بل امتد إلى نشر تلاوات قديمة لهم، سواء تلك التي سبق نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي أو أثناء قراءاتهم في محافل دينية مختلفة.

وتتجلى ذروة التفاعل الشعبي مع لحظات خروج المتسابقين من المنافسة، إذ يعبّر جمهورهم عن غضبه الشديد، معتبرًا أن بعضهم كان الأحق بالبقاء.

ورغم خروج عدد من المتنافسين، فإنهم لا يزالون حاضرون في المنافسة عبر «جائزة الجمهور»، التي تشمل جميع المتسابقين الـ32 الذين انطلق بهم البرنامج، وتبلغ قيمتها مليون جنيه، تُمنح لصاحب أعلى نسبة تصويت شعبي، لتبقى الأمل قائمًا في قلوب من غادروا المنافسات.

وتؤكد كثافة مقاطع الفيديو المتداولة، وتصاعد التفاعل الجماهيري على حسابات قرّاء «دولة التلاوة»، أن هؤلاء المتسابقين سكنوا القلوب، وأنه لا خاسر مع القرآن.

وبينما استهدف البرنامج في الأساس تتويج فائزين في فرعي الترتيل والتجويد، جاءت النتيجة الأوسع بصقل مواهب 32 متنافسًا، ونشر أصواتهم على نطاق واسع داخل مصر وخارجها.

برنامج دولة التلاوة

يُعرض برنامج «دولة التلاوة» يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع عند الساعة التاسعة مساءً، على قنوات «الناس»، و«الحياة»، و«CBC»، و«مصر للقرآن الكريم»، بالإضافة إلى عرضه عبر منصات وزارة الأوقاف المصرية ومنصة «Watch It».

فيما تُعرض الإعادة عبر القنوات المذكورة يومي السبت والأحد في تمام الخامسة صباحًا والواحدة ظهرًا.

وتشهد كل حلقة خروج أحد المتسابقين أو أكثر، حتى الوصول إلى الفائزين في فرعي البرنامج: «الترتيل» و«التجويد».

ويحصل الفائزان في كل فرع على مليون جنيه، إلى جانب تسجيل المصحف الشريف كاملاً وبثه على قناة مصر للقرآن الكريم، وإمامة المصلين خلال صلاة التراويح في مسجد الإمام الحسين خلال رمضان المقبل.

كما تُمنح جوائز مالية إضافية للمركزين الثاني والثالث في كل فرع، تبلغ 500 ألف جنيه و250 ألف جنيه على التوالي.

وتتكوّن لجنة تحكيم البرنامج من: الشيخ حسن عبد النبي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، والدكتور طه عبد الوهاب، خبير الأصوات والمقامات، بالإضافة إلى الداعية الإسلامي مصطفى حسني، والقارئ الشيخ طه النعماني.

كما يحضر البرنامج عددٌ من ضيوف الشرف البارزين، على رأسهم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية، بجانب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والقارئ الشيخ أحمد نعينع، والقارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي، والشيخ جابر البغدادي، بالإضافة إلى القارئ البريطاني محمد أيوب عاصف، والقارئ المغربي عمر القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني.

ومن المقرر أن يستمر عرض البرنامج، الذي يأتي ثمرة تعاون بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حتى أولى ليالي شهر رمضان المبارك، حيث ستُعرض فيها الحلقة النهائية للموسم الأول.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة