قالت شيماء البوطلي، مُؤسسة مشروع «إرادة»، إن المشروع يستهدف التمكين الاقتصادي والاجتماعي للسيدات من خلال العمل الحر عبر الإنترنت، ولكن بطريقة آمنة، موضحة أن فكرة المشروع جاءت انطلاقًا من ملاحظة توجه عدد كبير من السيدات إلى العمل عبر الإنترنت هربًا من أشكال العنف التي قد يتعرضن لها في العمل التقليدي، مع اعتقاد خاطئ بأن العمل الإلكتروني يخلو من المخاطر.
وأوضحت، في تصريحات خاصة لـ «بوابة دار الهلال» على هامش احتفالية ختام برنامج «تأثيرها»، التي أُقيمت ظهر اليوم بالمتحف المصري الكبير، وتنظمها شركة جيميناي أفريقيا بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، الواقع يؤكد تعرض السيدات أيضًا لأشكال متعددة من العنف أثناء العمل عبر الإنترنت، وهو ما دفع إلى إطلاق المشروع بهدف مساعدتهن على العمل الرقمي بطريقة أكثر أمانًا ووعيًا.
وأضافت أن المشروع يقوم على تقديم تدريبات عملية للسيدات في مجالات المهارات الرقمية والعمل الحر عبر الإنترنت، إلى جانب توعيتهن بكيفية التعامل مع المنصات الآمنة، مع توفير متابعة مستمرة لهن بعد انتهاء التدريب حتى تحقيق أول عائد مادي، مؤكدة أن ذلك يمثل تمكينًا اقتصاديًا حقيقيًا، لافتة إلى أن الأثر الاجتماعي للمشروع يفوق بكثير الأثر المادي.
وأشارت إلى أن الفئات المستهدفة تشمل السيدات المعيلات والفتيات الباحثات عن فرص عمل، في الفئة العمرية من 20 إلى 50 عامًا، موضحة أنه جرى خلال الفترة الأخيرة تنفيذ حملات توعوية بأهمية العمل الحر عبر الإنترنت، مع إعداد قائمة بعدد من السيدات المستهدفات خلال المرحلة المقبلة.
وتابعت أن المشروع أبرم بروتوكول تعاون مع جمعية نسائية بمحافظة المنيا لتوفير قاعات تدريبية، إلى جانب التشبيك مع شركة متخصصة في مجال الإعلام، بما يسهم في توفير مدربين متخصصين لتقديم البرامج التدريبية ومتابعة السيدات بعد انتهاء التدريب.
وحول التحاقها ببرنامج «تأثيرها»، أوضحت أن شركة جيميناي كانت تنفذ جولات بعدد من المحافظات لاكتشاف أفكار ومشروعات السيدات، مؤكدة أنها كانت قد بدأت بالفعل في وضع الخطوات الأولى للمشروع، إلا أن دعم جيميناي أسهم في تحويل الفكرة من مجرد حلم إلى واقع ملموس، من خلال رحلة تدريبية شاملة تضمنت دعمًا فنيًا مكثفًا في إعداد دراسات الجدوى، ونماذج العمل، والعروض التقديمية للمشروع.
واختتمت حديثها بالتعبير عن سعادتها وفخرها بالمشاركة في الحفل الختامي الذي أقيم بالمتحف المصري الكبير، مؤكدة أنها لم تتمالك دموعها من شدة التأثر، قائلة إن وصول المشروع إلى هذه المرحلة وتحول الحلم إلى حقيقة يمثل لحظة فارقة في حياتها، موجهة الشكر لشركة جيميناي، وبرنامج «تأثيرها»، وفريق العمل على الدعم والإيمان بالفكرة.
وشهد المتحف المصري الكبير ظهر اليوم احتفالية ختام برنامج «تأثيرها»، الذي تنظمه شركة جيميناي أفريقيا بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، في إطار دعم وتمكين السيدات والفتيات وتعزيز دورهن المجتمعي.
وتضمنت الفعاليات عروضًا فنية مسرحية وغنائية لفرق من مصر والسودان، من بينها العرض الفني «ضلع مؤنث سالم»، إلى جانب عرض فيلم تسجيلي استعرض أهداف البرنامج ومحاوره، والدعم المقدم للمشاركات لتحويل أفكارهن إلى مشروعات واقعية ذات تأثير إيجابي.
ويُعد برنامج «تأثيرها» مبادرة تستهدف دعم السيدات والفتيات من خلال التدريب العملي على الريادة والقيادة، وتقديم الإرشاد والدعم الفني والنفسي، إلى جانب ورش توعوية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما يسهم في بناء قدراتهن وتعزيز ثقتهن بأنفسهن وتمكينهن اقتصاديًا. ويختتم البرنامج فعالياته اليوم بمشاركة عدد من السيدات في عرض مشروعاتهن ومنتجاتهن، في تجربة تعكس مخرجات البرنامج وتأثيره على المشاركات.