أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن شهر رجب أحد الأشهر الحرم التي عظّمها الله تعالى، وجعل لها منزلة خاصة في ميزان الأعمال، موضحًا أن فضل هذا الشهر يتجلى في تعظيم الأجر على الطاعات، كما يُغلَّظ فيه الإثم على المعاصي، داعيًا المسلمين إلى اغتنامه في القرب من الله، والحذر الشديد من الظلم بكافة صوره.
وأوضح الدكتور أسامة قابيل، في تصريحات له، أن الله تعالى قال في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ﴾، مبينًا أن هذه الأشهر هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب، وأن الله خصّها بمزيد من التعظيم، ثم قال سبحانه: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾، وهو نهي صريح عن الوقوع في الظلم، لأن الذنب في هذه الأزمنة أعظم أثرًا وأشد حسابًا.
وأشار إلى أن العلماء قرروا أن الحسنات في الأزمنة الفاضلة أعظم ثوابًا، كما أن السيئات فيها أشد وزرًا، لا من حيث العدد ولكن من حيث التعظيم، مؤكدًا أن شهر رجب فرصة لمراجعة النفس، وضبط السلوك، والابتعاد عن الظلم في القول والفعل، سواء كان ظلمًا للنفس بالمعصية، أو ظلمًا للناس بالعدوان وأكل الحقوق.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد حرمة هذه الأشهر في خطبة الوداع حين قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم»، مما يدل على عظيم شأنها، ووجوب تعظيم ما عظّمه الله ورسوله.
وحذّر الدكتور أسامة قابيل من الاستهانة بالمعاصي في شهر رجب، مؤكدًا أن الظلم من أخطر الذنوب، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الظلم ظلمات يوم القيامة»، داعيًا إلى رد المظالم، وصيانة اللسان، وحفظ الحقوق، والتحلل من كل تقصير قبل الإقبال على مواسم الطاعات الكبرى.
وشدد على أن شهر رجب محطة إيمانية مهمة للتهيؤ لشعبان ورمضان، وأن الفائز الحقيقي هو من بدأ الزرع في رجب بالطاعة، وسقى في شعبان بالإخلاص، ليحصد الثمار في رمضان، سائلًا الله أن يعين الجميع على تعظيم حرماته، وأن يجعل هذا الشهر بداية خير وصلاح وقرب منه تبارك وتعالى.