أفاد مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بانخفاض عدد الحوادث التي استهدفت العاملين في المجال الإنساني في جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال شهر نوفمبر 2025، ولا سيما في شرقي البلاد، الذي يعاني منذ عقود من نشاط جماعات مسلحة محلية وأجنبية، لاسيما حركة "23 مارس" المتمردة.
وبحسب البيانات التي نشرها مكتب أوتشا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تم تسجيل 37 حادثة خلال شهر نوفمبر، مقابل 55 حادثا في شهر أكتوبر من العام نفسه ورغم هذا الانخفاض المسجل في نوفمبر، فإن العدد الإجمالي للحوادث منذ يناير 2025 بلغ 576 حادثة.
ومنذ بداية العام، أدى تصاعد النزاع وتكثيف هجمات حركة "23 مارس" في شمال وجنوب كيفو إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، ما فاقم الأزمة الإنسانية الحرجة اصلا. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل مئات الأشخاص وإصابة الآلاف، في حين أن انقطاع الطرق وانعدام الأمن على نطاق واسع يزيدان من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان الأكثر ضعفا.
ورغم هذه الظروف الصعبة، يواصل العاملون في المجال الإنساني تنفيذ عملياتهم الحيوية عبر التفاوض على الوصول إلى المناطق المتضررة، وتقديم الرعاية الطبية الطارئة، والمساعدات الغذائية، وغيرها من المساعدات الأساسية. وتؤكد الأمم المتحدة على الحاجة الملحة لضمان وصول المساعدات بسرعة وامان ودون عوائق، من خلال إزالة جميع العراقيل القائمة.
وعلى الرغم من التقدم المعلن في إطار مبادرات الوساطة، ولا سيما مسار واشنطن الذي تقوده الولايات المتحدة بشأن ملف العلاقات بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، إلى جانب انخراط دولة قطر في الأزمة بين كينشاسا وحركة "23 مارس" فإن الوضع الميداني لا يزال بعيدا عن التحسن. وفي هذا السياق، تتعالى الدعوات المطالِبة لجميع الأطراف باحترام التزاماتها الواردة في الاتفاقات والبيانات الموقعة، من أجل إسكات صوت السلاح ومنح السلام فرصة حقيقية بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من النزاع.
وفي السياق أكدت الصين ضرورة أن تكون المقترحات المرتقبة من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بشأن مراقبة وقف إطلاق النار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية "فعالة وواقعية ومتوافقة مع التطورات على الأرض"، وذلك في إطار التمديد السنوي الجديد لولاية بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية (مونوسكو).
وأوضح السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، صن لي، أن المقترحات يجب أن تراعي "الوضع الفعلي على الأرض وقدرات المونوسكو، وأن توضح دور البعثة والتزاماتها"، مشددا على ضرورة أن تكون هذه المقترحات متماشية مع روح القرار رقم 2808 الذي يمدد ولاية بعثة مونوسكو.
وأشار صن لي، بحسبما أورد موقع "إفريقيا نيوز" الإخباري الإفريقي، إلى أن ولاية المونوسكو يجب أن تتكيف مع تطورات الوضع الميداني لمنع تداعيات النزاع والحفاظ على السلام والاستقرار في شرق الكونغو وجميع أنحاء المنطقة. وأضاف أن الصين تدعم جهود الحكومة الكونغولية للحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة اراضي البلاد، واستعادة الحوكمة والسلطة في شرق الكونغو في أقرب وقت ممكن.
كما دعا السفير الصيني مجلس الأمن إلى ضمان استقلالية وحيادية المونوسكو وعدم استخدامها لتحقيق مصالح سياسية لأي دولة، مؤكدا أن البعثة يجب أن تواصل دعم عملية السلام في الكونغو ضمن ولاية الأمم المتحدة، وأن احترام هذه المبادئ هو الضمان الوحيد لكسب ثقة ودعم جميع الدول الأعضاء.
ويأتي ذلك بعد أن مدد مجلس الأمن ولاية بعثة مونوسكو لمدة عام إضافي، رغم أن البعثة كانت قد بدأت الانسحاب التدريجي من بعض المناطق، مثل جنوب كيفو، بعد أكثر من عشرين عاما من وجودها في البلاد.