السبت 27 ديسمبر 2025

أخبار

الأداء الإعلامي لوزارة الخارجية 2025.. خطاب الدولة المتزن بلغة العصر

  • 27-12-2025 | 13:14

وزارة الخارجية

طباعة
  • أ ش أ

في مشهد دولي مضطرب.. لم يعد الإعلام الدبلوماسي في أبجديات الدول الفاعلة ترفاً أو ملحقاً بالسياسة الخارجية، بل أصبح جزءاً من بنيتها الصلبة ومن قوتها الناعمة.

ومن هذا المنطلق، عكس الأداء الإعلامي لوزارة الخارجية المصرية خلال عام 2025 مقاربة متميزة قائمة على الاتزان والوضوح، تعبر عن ثوابت السياسة الخارجية المصرية وتوازنها في التعامل مع الملفات الإقليمية والدولية باعتباره أحد ملامح خطاب الدولة المتزن، القادر على إدارة الرسائل السياسية بهدوء، وشرح المواقف بثقة، والتفاعل مع تعقيدات المشهدين الإقليمي والدولي دون انفعال أو ارتباك.

ويشير المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أنه وانطلاقاً من رؤية سياسية واعية، فقد جاء هذا التطور متسقاً مع توجيهات القيادة السياسية التي أولت أهمية خاصة للتواصل الفعال مع الرأي العام الداخلي والخارجي إيماناً بأن شرح المواقف لا يقل أهمية عن اتخاذها.

وحرصت وزارة الخارجية على تقديم خطاب إعلامي مهني ودقيق قادر على مواجهة محاولات التشويه أو التضليل، في ظل تصاعد الأزمات وتزايد حدة الاستقطاب الدولي.

وعلى مدار العام.. عكست البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية لغة منضبطة وصياغة محسوبة، استندت إلى مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وقدمت الموقف المصري بوصفه موقف دولة مسئولة تسعى إلى التهدئة ودعم الاستقرار وتفضل الحلول السياسية والدبلوماسية على منطق التصعيد والمواجهة.

وفي قلب هذا المشهد، شكلت المؤتمرات الصحفية والإحاطات الاعلامية التي قدمها وزير الخارجية - بخبراته ورصيده السياسي والإعلامي الكبير وقدراته الاستثنائية على بناء جسور الاتصال مع مختلف الأطراف - أحد المرتكزات الأساسية لهذا الأداء، حيث اتسمت بالوضوح والدقة وحسن اختيار توقيت توجيه الرسائل وإعلان المواقف.

وحرصت وزارة الخارجية في هذا الإطار على وضع القضايا الإقليمية والدولية في سياقها الأشمل، بما يعكس رؤية سياسية متماسكة وقدرة على شرح المواقف المصرية بلغة هادئة تستند إلى الوقائع والقانون الدولي، لاسيما في الملفات الأكثر تعقيدا وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة وأمن البحر الأحمر والتطورات في السودان وليبيا واليمن وسوريا ولبنان وسد النهضة.

وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي يحرص على عقد لقاءات متعددة مع المحررين الدبلوماسيين والإعلاميين، حيث يؤكد دوماً على أن التكامل بين الدبلوماسية والإعلام يمثل عنصراً أساسياً في شرح المواقف المصرية للرأي العام الداخلي والخارجي، ونقل صورة دقيقة ومتوازنة عن تحركات الدولة وسياساتها في مختلف القضايا والملفات.

كما يشدد وزير الخارجية على الأهمية المحورية للإعلام الوطني في دعم الأمن القومي المصري، وبناء الوعي العام، وصياغة خطاب مسؤول يعكس ثوابت الدولة ومصالحها العليا.

ومع التحول المتسارع في أنماط تلقي المعلومات، اتجهت وزارة الخارجية وبتوجيهات من الوزير عبد العاطي خلال عام 2025 إلى توظيف الأدوات الرقمية باعتبارها جزءاً أصيلاً من منظومة التواصل، حيث اضطلعت الصفحة الرسمية للوزارة على "فيسبوك" وحساباتها على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي بدور محوري في نقل البيانات الرسمية وتغطية الأنشطة الدبلوماسية، معتمدة على أحدث أساليب التواصل الرقمي من حيث صياغة المحتوى وتبسيط الرسائل واستخدام الوسائط المتعددة، بما يواكب طبيعة الجمهور المعاصر ويعزز فاعلية الرسالة السياسية.

ويشير المحرر الدبلوماسي لـ /أ ش أ/ إلى أن هذا الحضور الرقمي امتد إلى صفحات السفارات والقنصليات المصرية في الخارج، التي تحولت إلى منصات تواصل فعالة مع الرأي العام الأجنبي والجاليات المصرية ناقلة الرواية المصرية بلغة هادئة وواضحة، ومدافعة عن المصالح الوطنية في القضايا محل الاهتمام الدولي، بما عزز من دور الدبلوماسية العامة المصرية وساهم في توسيع دوائر التأثير خارج الحدود.

وبالتوازي مع ذلك، اضطلع المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بدور محوري في إدارة التواصل اليومي مع وسائل الإعلام المحلية والدولية، عبر تصريحات منظمة ومدروسة أسهمت في توضيح خلفيات التحركات الدبلوماسية المصرية، وتصحيح مفاهيم مغلوطة، ومواكبة تطورات القضايا محل الاهتمام، بما عزز من مصداقية الخطاب الرسمي ورسخ صورة الدولة كطرف مسؤول وشفاف في تعاطيه مع الشأن الدولي.

وفي إطار حرص الخارجية على تطوير أدوات الاتصال وبناء جسور مباشرة مع المجتمع، أطلقت الوزارة خلال عام 2025، بودكاست بعنوان "دبلوكاست" كمنصة إعلامية جديدة تستهدف تسليط الضوء على مختلف جوانب العمل الدبلوماسي والقنصلي بوزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، واستعراض ما تقوم به الوزارة من مهام وأنشطة وبرامج لخدمة المصالح الوطنية والمواطنين المصريين في الداخل والخارج، وشرح محددات السياسة الخارجية المصرية وتحدياتها.

كما تتيح "دبلوكاست" لمسؤولي وأعضاء الوزارة استعراض الدور الحيوي الذي تضطلع به الدبلوماسية المصرية على المستويين الإقليمي والدولي في دعم المصالح الوطنية، كما يتناول البودكاست التجارب الحياتية والمهنية للدبلوماسيين المصريين ويكشف عن جوانب مختلفة من العمل الدبلوماسي.

وحل وزير الخارجية ضيفا على أولى حلقات "دبلوكاست"، حيث تناول أبرز محطات مسيرته الدبلوماسية وتجربته الشخصية في العمل الدبلوماسي، كما تطرق لعدد من الملفات الخارجية، وقدم صورة شاملة واقعية تبعث على الأمل للجيل الجديد من الشباب الذي يحدوه الأمل في الالتحاق بالعمل الدبلوماسي.

وعلى صعيد آخر، عكس التنسيق المستمر بين وزارة الخارجية ووسائل الإعلام المختلفة المحلية والإقليمية والعالمية نهجاً قائماً على الشفافية وتبادل المعلومات، وأسهم في تقديم تغطية متوازنة للتحركات الدبلوماسية المصرية وبما يخدم حق المواطن في المعرفة ويعزز فهمه لطبيعة السياسة الخارجية ومحدداتها.

ومع غروب شمس هذا العام.. يتجلى الأداء الإعلامي لوزارة الخارجية كفعل معرفي وفكري قوي متكامل يذود عن السردية الوطنية في فضاء دولي شديد الاستقطاب.. ويرسخ حقيقة أن خطاب مصر لم يعد مجرد صدى للأحداث بل أصبح مرآة لعقيدة الإتزان الاستراتيجي والاستقرار التي تنتهجها الدولة.

وحقق الأداء الإعلامي للدبلوماسية المصرية عام 2025 المعادلة الصعبة؛ ليكون بوصلة البيان والتبيان المصرية التي تضع النقاط على حروف القضايا الدولية والإقليمية المصيرية وبرهانا على أن القاهرة تملك قوة الحجة وصلابة الإرادة وشرف الكلمة والمبدأ وتحمل على عاتقها أمانة الحفاظ على المصالح القومية للوطن وللأمة العربية بما يعكس إدراكا واعياً لطبيعة المرحلة وتعقيداتها، ويؤكد حضور مصر كدولة تعرف كيف تدير خطابها في لحظات التحول.

وبقدر ما كان عام 2025 شاهداً على تطور الأدوات، فإنه يظل حلقة في سلسلة عراقة دبلوماسية تطوع المتغيرات لتخدم الثوابت ليبقى خطاب الدولة المصرية شامخاً في مبادئه، مرناً في وسائله، وعميقاً في أثره.. بناء راسخ لا تهزه رياح التحولات، بل تزيده إصرارا على صون مكانة مصر تحت الشمس كطرف أصيل في صناعة المستقبل وترسم له طريقا من نور يعانق به آفاق الغد بثقة لا تلين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة