يعيش قطاع غزة، مأساة إنسانية لا تنتهي، ليس فقط بفعل تدمير البنية التحتية للقطاع جراء الحرب الإسرائيلية الغاشمة التي استمرت لنحو عامين، ولكن أيضا بسبب الطقس والمنخفضات الجوية خلال فصل الشتاء التي تضرب القطاع وتؤدي لتدمير خيام النازحين وغرقها بالأمطار مع غياب أي وسائل للحماية من البرد والأمطار في هذا الطقس السيئ الذي يؤثر على غزة.
الأمطار تُغرق قطاع غزة
ويتأثر قطاع غزة بمنخفض جوي، حيث توقعت الأرصاد الجوية الفلسطينية، أن يتعمق تأثر البلاد، اليوم الإثنين، بالمنخفض الجوي، يصاحبه أجواء وماطرة وعاصفة وباردا إلى شديد البرودة، يصاحبها سقوط الأمطار على معظم المناطق تكون غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحيانا، متوقع أن يستمر تأثيره طوال الأسبوع الجاري.
وأدت الظروف الجوية السيئة، إلى تدمير خيام النازحين في قطاع غزة، نتيجة تدمير منازلهم، وغرقت الخيام بعد أن غمرتها مياه الأمطار، فيما تسبب نشاط الرياح الشديد في اقتلاع الخيام وتطايرها من أماكنها وبقاء العائلات في العراء وسط الأجواء شديدة البرودة في عدة أنحاء من القطاع، وخاصة في خان يونس.
ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية، أدت المنخفضات الجوية إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية، حيث يواجه النازحون ظروفًا قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف، ويقيم أغلبهم في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف.
كما تسبب الأمطار في انهيار عدد من المباني السكنية المتضررة بالفعل من آثار العدوان الإسرائيلي خلال الحرب، مما اضطر النازحون إلى البقاء في الخيام، حيث يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف، وعدم وجود أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلا، في ظل غياب الوقود.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، أنه منذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في ديسمبر الجاري، لقي 17 مواطنا بينهم 4 أطفال مصرعهم، فيما غرقت نحو 90% من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم.
تحذير الأونروا
قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن العواصف الشديدة والفيضانات الناجمة عنها في غزة أودت بحياة عدد من الأشخاص وأثرت على ما يقرب من 55 ألف عائلة، وأسفرت عن إجلاء ما لا يقل عن 370 عائلة من المناطق الساحلية.
وتشير التقديرات الأممية إلى انهيار 17 مبنى، وتضرر أكثر من 42 ألف خيمة أو مأوى مؤقت بشكل كلي أو جزئي، منذ 10 ديسمبر، ما أثر على ما لا يقل عن 235 ألف شخص.
من جانبه، حذر المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، من أن المكاسب الأخيرة في مجال الأمن الغذائي والوضع التغذوي لا تزال هشة، موضحا أن محافظة غزة وعلى الرغم من أنها لم تعد مصنفة على أنها تعاني من المجاعة، إلا أن 1,6 مليون شخص لا يزالون يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأفادت الأونروا باستمرار الغارات الجوية والقصف وإطلاق النار في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث وقعت معظم الحوادث في محيط "الخط الأصفر"، مما أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات، حيث لا يزال الجيش الإسرائيلي منتشرا في أكثر من 50% من قطاع غزة، خارج ما يسمى بـ"الخط الأصفر".
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، أسفر العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 عن استشهاد 71,266 فلسطينيا، فيما أصيب 171,219 آخرين، فيما بلغ عدد الشهداء منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي، 414 شهيدًا، وإجمالي الإصابات: 1,142، كما تم انتشال جثمان 679 شهيدًا.