قال محافظ المنيا اللواء عماد كدواني، اليوم /الإثنين/، إن أجهزة المحافظة نجحت في تقنين أوضاع 96% من أراضي الدولة، بإجمالي استثمارات 23 مليار جنيه خلال عام 2025، مشيراً إلى أن محافظة المنيا تحظى بظهيرين صحراويين شرق وغرب النيل، يضُمان مئات الآلاف من الأفدنة من الأراضي الصحراوية، كانت في فترات سابقة قد تعرضت إلى وضع اليد من المواطنين، إلا أن معظمهم لم يسع إلى توفيق الأوضاع وسداد مستحقات الدولة عن تلك الأراضي.
وأضاف المحافظ، في مؤتمر صحفي، اليوم، إن ملف استرداد أملاك الدولة يحظى بأهمية بالغة منذ أن تم تكليفي محافظاً لما يزيد عن عام، مضيفاً أنه بتكثيف العمل لاستراد أراضي وأملاك الدولة وتكليف لجان بالحصر والفحص، تبين أن نسبة توفيق الأوضاع حينئذ لم تتجاوز 18%، وأن هناك 12 ألف و272 حالة مطلوب تقنين أوضاعها.
وأوضح المحافظ أنه خلال 5 سنوات، تم تحصيل مليار و200 مليون جنيه فقط، مستحقات للدولة، وأنه أمكن خلال الشهور الأربعة الأخيرة من عامي 2024 و2025، الوصول بتلك النسبة لمن تم تقنين أوضاعهم إلى 96 %، وتم استرداد 4 آلاف و223 قطعة أرض، بمساحة إجمالية قدرها 281 ألف فدان، وتم سداد 2 مليار و300 مليون جنيه مستحقات للدولة.
وأشار المحافظ إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فقد تم استرداد مساحات كبيرة من الأراضي، وتقنين أوضاعها، وإزالة التعديات عليها، منها، مساحة تُقدر بــ 156 ألف فدان، لصالح الطاقة المتجددة بوزارة الكهرباء، وقيمتها 11 مليار جنيه، كما تم تقنين 35 ألف فدان لعدد من الجمعيات بقيمة 3 مليار جنيه، إلى جانب الأراضي التي تتبع المحافظة، والتي تم استردادها وتبلغ قيمتها 6 مليارات جنيه، موضحاً أن إجمالي المستحقات التي عادت إلى الدولة بلغت 23 مليار تقريبا.
وقال المحافظ، خلال المؤتمر، إن موارد محافظة المنيا الذاتية حققت زيادة وصلت إلى 43% من خلال عدة مصادر، كموارد صندوق تحسين الطرق، والتي لم تكن تُحصل سوى 5 ملايين جنيه سنوياً، إلا أنه من خلال ضبط أعمال التحصيل وتعيين قيادات جديدة، بلغت حصيلته السنوية 15 مليون جنيه.
وحول ما يتعلق بالاستفادة من قُرى الخريجين في الظهير الصحراوي، والتي أُقيمت منذ عشرات السنين، وخُصصت لها أراضي صحراوية مُلاصقة لها، أوضح المحافظ أن تلك الأراضي المُخصصة أصبحت مهجورة، مشيراً إلى أنه يسعى جاهداً لضم تلك الأراضي إلى حوزة محافظة المنيا، وتحويلها إلى قرى آهلة بالسكان، موضحاً أن فلسفة العمل داخل المحافظة تقوم على إتاحة الحقائق والبيانات للرأي العام بكل شفافية.
وأكد المحافظ أن الجهاز التنفيذي بالمحافظة يُثمّن ويحترم النقد البناء من منطلق وطني، والذي يُسلط الضوء على المشكلات القائمة ويطرح مقترحات وحلولاً عملية قابلة للتنفيذ، بما يخدم مصلحة المواطن ويعزز التكامل بين السلطة التنفيذية والمنظومة الإعلامية.
وقال إن عام 2025 شهد توافر فرص استثمارية بأنحاء المحافظة تزيد عن مائة فرصة لم تكن مُستغلة، مؤكداً أن استغلالها حقق عائدا يبلغ 3 مليارات و200 مليون جنيه، مشيراً إلى هناك 4 فرص أخرى مقترحة للاستغلال الأمثل، خلال الفترة المقبلة، وهي، أرض المرور، أرض منطقة شلبي، أرض استراحة المحافظ القديمة، وأرض الأتربية النوعية وجميعها بمدينة المنيا، مؤكدا أن هناك تعاون وثيق مع هيئة المجتمعات العمرانية، لاستثمار تلك المساحات، بما يُحقق عائداً مُجزياً، من خلال إنشاء مشروعات استثمارية سياحية بتلك المناطق، لكونها في مواقع حيوية بالمدينة.
وأشار المحافظ إلى أنه انطلاقاً من المسيرة نحو بناء "الجمهورية الجديدة"، وتحسين جودة الحياة لأبناء المنيا، شهد عام 2025 تخصيص أراضي لإنشاء 57 مدرسة جديدة، بمدن وقرى المحافظة، لتخفيض كثافة الفصول واستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، وأنه بالتعاون مع هيئة انقاذ الطفولة، تم رفع كفاءة 50 مدرسة بنطاق المحافظة، الأمر الذي حقق طفرة تعليمية كبيرة بقرى ومدن المحافظة.
وحول ما يتعلق بقطاع الإسكان وخاصة لمحدودي الدخل بالمحافظة، قال المحافظ إن هذا الملف حظي بأولوية لدى المحافظة، حيث تم استبدال مساكن الإيواء جنوب مدينة المنيا "الغير آدمية" إلى شقق سكنية متكاملة، بحيث يتم تسليمها للمستحقين كاملة التشطيب، وأنه تم الانتهاء من بناء 9 عمارات مكان العمارات القديمة وتسكينها، مشيراً إلى أنه يجري الآن الإعداد لطرح 4 عمارات أخرى.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، أكد محافظ المنيا أن الإعلاميين هم "سفراء الحقيقة" والظهير الفكري الذي يعتمد عليه الجهاز التنفيذي في توضيح الحقائق ومواجهة الشائعات، معرباً عن تقديره لكل صاحب قلم وفكر يُساهم بكلمته في رفعة شأن مصرنا الغالية.