عرضت قناة القاهرة الإخبارية تقريرًا حول مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرة إلى أن المفاوضات الجارية لوقف الحرب دخلت مرحلة حاسمة تكشف حجم التعقيد في مواقف الأطراف الدولية، حيث تتقاطع لغة الدبلوماسية مع أدوات الضغط القصوى.
وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة تتعامل مع هذه المفاوضات من منطلق أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون مصحوبًا بثمن واضح في حال الرفض، ولهذا تستعد واشنطن لفرض حزمة عقوبات جديدة على روسيا، تشمل خيارات حساسة تستهدف أسطول ناقلات النفط الروسي، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا لشريان اقتصادي تعتمد عليه موسكو في تمويل الحرب والحفاظ على تماسك اقتصادها.
في المقابل، يرى الكرملين أن سياسة التهديد بالعقوبات لا تخدم فرص السلام، بل تقوض أي محاولة لإعادة بناء الثقة أو إصلاح العلاقات مع واشنطن، مؤكدًا أن روسيا ترفض الإملاءات لكنها لا تغلق الباب أمام التسوية، حيث تنتظر نتائج المحادثات الأمريكية – الأوكرانية لقياس حدود التنازلات الممكنة قبل اتخاذ قرار نهائي.
أما على الجانب الأوروبي، فيسود إدراك متزايد بأن هذه المفاوضات ليست مجرد محاولة لإنهاء الحرب، بل اختبار لقدرة الغرب على فرض قواعد جديدة للأمن الأوروبي.
وأشار التقرير إلى أن العواصم الأوروبية تصطف سياسيًا خلف الموقف الأمريكي وتراهن على استمرار الضغط الاقتصادي والعقابي كوسيلة لدفع روسيا نحو القبول بالتسوية، رغم إدراكها أن هذا الخيار يطيل أمد المواجهة ويزيد الأعباء على الداخل الأوروبي.
وفي المحصلة، تبدو المفاوضات أقرب إلى ساحة اختبار للإرادات منها إلى طاولة حلول سريعة، حيث تستخدم واشنطن العقوبات كورقة ضغط استباقية، وتوفر أوروبا الغطاء السياسي، بينما يناور الكرملين بين التصعيد الكلامي والانتظار التكتيكي، وبين هذه الحسابات المتشابكة، يظل مستقبل وقف الحرب مرهونًا بقدرة كل طرف على الموازنة بين كلفة الاستمرار في الصراع وكلفة تقديم التنازلات.