تواصلت فعاليات الأسبوع الثاني للمجموعة الثالثة من برنامج "تنمية مهارات مديري المواقع الثقافية"، الذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار خطط الوزارة الهادفة إلى رفع كفاءة القيادات الثقافية بالمواقع المختلفة.
وشهد اليوم تنظيم زيارات ميدانية لعدد من المتاحف التابعة للوزارة، بهدف إبراز الدور الحيوي للمتاحف المصرية، وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي، وذلك بمشاركة مديري القصور والبيوت والمكتبات الثقافية العاملين بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي وفروعه، إلى جانب ثقافة الدقهلية، وعدد من مديري المواقع بقطاع الفنون التشكيلية.
استهلت الجولة بزيارة متحف الخزف الإسلامي التابع لقطاع الفنون التشكيلية، واستقبل الوفد أمير تادرس، مستشار وزير الثقافة للحوار والتنمية المجتمعية، الذي قدم شرحا تفصيليا حول تاريخ المتحف الكائن داخل قصر الأمير عمرو إبراهيم، أحد المعالم المعمارية البارزة بالزمالك، والمقام على مساحة تقارب 774 مترا مربعا، وتحيط به حديقة واسعة تبلغ مساحتها نحو 3559 مترا مربعا، ما يضفي على المكان طابعا فنيا وتاريخيا متفردا.
وأوضح "تادرس" أن المتحف يضم مجموعة نادرة من المقتنيات التراثية والثقافية، تشمل 315 قطعة خزفية تمثل مدارس واتجاهات متعددة من فنون الخزف الإسلامي عبر عصور ومناطق جغرافية مختلفة، وتعكس ثراء الحضارة الإسلامية وتنوع تقنياتها وأساليبها الجمالية.
كما يضم المتحف 116 قطعة من الخزف المصري، و118 قطعة من الخزف التركي، و49 قطعة من الخزف الإيراني، و25 قطعة من الخزف السوري، إلى جانب نماذج مميزة من إنتاج الأندلس والعراق وتونس والمغرب.
وتواصلت الفعاليات بزيارة متحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا المصرية، حيث تعرف المتدربون على مكانة المتحف باعتباره أحد أهم المنارات الفنية في مصر والعالم العربي، بما يضمه من أعمال تمثل مختلف المدارس والاتجاهات الفنية، من الواقعية والانطباعية إلى التجريدية والسريالية والتكعيبية. ويحتوي المتحف على نحو 11 ألف عمل فني، موزعة على عشر قاعات عرض تمتد عبر ثلاثة طوابق، إضافة إلى ساحة خارجية مخصصة لأعمال النحت، ما يشكل سجلا بصريا لمسيرة الفن التشكيلي المصري منذ عشرينيات القرن الماضي.
واختتمت الجولة بزيارة متحف دار الأوبرا المصرية الواقع بالطابق الأول من المبنى الرئيس، ويضم جناحين رئيسيين؛ يوثق الأول تاريخ دار الأوبرا القديمة منذ إنشائها، من خلال صور نادرة لواجهاتها وعروضها الفنية الخالدة، إلى جانب توثيق خاص لأوبرا عايدة وتصميماتها الموسيقية والأزياء المرتبطة بها.
فيما يسلط الجناح الثاني الضوء على دار الأوبرا الجديدة، ويعرض ملصقات العروض العالمية، وكتيبات الفرق الفنية الزائرة، فضلا عن نماذج مجسمة وصور فوتوغرافية ترصد مراحل إنشاء المبنى.
البرنامج التدريبي تنفذه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين، برئاسة أميمة مصطفى، ويشمل محاضرات نظرية وورشا تطبيقية، وجولات ميدانية، بهدف تنمية مهارات مديري المواقع الثقافية في الاتصال والإدارة، والتعامل مع التحديات، وتستمر فعالياته حتى الخميس 1 يناير.