الأحد 19 مايو 2024

السنيورة: مؤتمر الأزهر العالمي يؤكد هوية القدس العربية والإسلامية

أخبار17-1-2018 | 16:49

قال فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، اليوم الأربعاء، إنه يجب العمل على التمسك بأصل القضية الفلسطينية وعدم الاستسلام لليأس والإحباط والسكوت أو اللجوء إلى التشدد والإرهاب، ظنًّا من البعض أن ذلك سيكون حلًّا، موضحًا أنه قد مضت عقود كان العرب يردون على إسرائيل بالحرب أو اللجوء إلى الوسيط دون أن يكون لذلك أي تغيير كبير في الوضع القائم بفلسطين.

جاء ذلك خلال الجلسة الرئيسية بعنوان "الهوية العربية للقدس ورسالتها" من مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس المنعقد اليوم الأربعاء بالقاهرة على مدى يومين، بحضور شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بمشاركة عربية ودولية، وبحضور ممثلين من 86 دولة.

وطالب السنيورة بضرورة مراجعة سياسات الحرب والتفاوض في ضوء المستجدات على الساحتين العربية والدولية، قائلا "لدينا نقاط قوة يجب أن نستغلها، تتمثل في الإيمان العربي فضلا عن الإسلامي والمسيحي، والاقتناع العالمي بأن القدس عاصمة فلسطين، وقرارات الشرعية الدولية التي ظهرت في القرار الأخير مجلس الأمن، والمبادرة العربية للسلام".

ومن جانبه، أكد البطريرك مار بشارة الراعي بطريرك أنطاكية ورئيس مجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق، أن المؤامرات على القدس تعود إلى ما قبل عام ١٩٤٨، مشيرًا إلى أن المسيحيين يحملون القضية الفلسطينية في قلوبهم ووجدانهم.

وتحدث البطريرك عن مواقف الكنيسة الكاثوليكية تجاه القضية الفلسطينية على مر العصور، لافتا إلى أن كل ما قامت به إسرائيل مخطط ولَم يكن مجرد مصادفة، مؤكدا أن نصرة فلسطين تشمل الحفاظ على القدس بهويتها الثقافية والدينية والاجتماعية، مناديا بحل النزاع بشأن الأرض دون فصل القدس وحماية أماكنها المقدسة، وكذلك إيجاد حل سياسي للأمة، مشددا على ضرورة الوحدة والتضامن والعمل معا قيادات وشعوبا، والمحافظة على الأرض وعدم الهجرة، وتنمية حب القدس في النشء، والاستعمال الذكي للإعلامين الداخلي والخارجي بأسلوب علمي بعيدا عن المزايدات.

وقال الوزير وائل عربيّات إن الدفاع عن القدس واجب شرعي وديني وقانوني، حيث إن الإسرائيليين يهدفون إلى تحويل المسجد إلى هيكل يهودي، وهو ما يتطلب إعادة التفكير في أساليب معالجة القضية، مضيفا أن الاقتحامات اليومية للمتطرفين اليهود للمسجد الأقصى ارتفعت في الفترة الأخيرة، وبلغ عدد المقتحمين ٢٥ ألفا في ٢٠١٧، كما قامت سلطات الاحتلال بوقف مشاريع الإعمار والصيانة انتهاكا للمعاهدات الدولية، وتسيطر على دخول السياح إلى المسجد الأقصى للترويج لروايتها المكذوبة عن الهيكل، كما تستمر في منع الفلسطينيين من الوصول للمسجد الأقصى، مطالبا المسلمين بزيارة القدس لمساندة أهلها، فهم يمثلون طوق حماية للمسجد الأقصى، كما أن ذلك سيسهم في إجبار سلطات الاحتلال على أن تعتبر المسلمين قوة لا يمكن الاستهانة بها، كما تسهم في فضح ما تقوم به إسرائيل من منع المصلين، وكسر الحصار الذي يفرضه المحتلون على المسجد الأقصى، وقال "إن زيارة السجين ليست تطبيعا مع السجان".

وقال الشيخ لقمان حكيم سيف الدين وزير الشؤون الدينية الإندونيسي إن المؤتمر يؤكد دور الأزهر الرائد ويأتي في توقيت حاسم بعد القرار الأمريكي بنقل السفارة للقدس، ذلك القرار الذي سيهدد السلام العالمي الدائم، كما أنه ينتهك قرارات مجلس الأمن، مؤكدا رفض حكومة بلاده للقرار الأمريكي وترحب بقرار الأمم المتحدة الذي يطالب واشنطن بسحب قرارها.

وأكد سيف الدين أن قضية القدس والأقصى لا تخص الفلسطينيين وحسب، بل تهم كل المسلمين، وقال "يجب أن نكون قادرين على إظهار وحدة المسلمين ونضع جانبا كل الخلافات"، مطالبا بضرورة أن تبقى قضية فلسطين خالدة في ذاكرة الأجيال ويجب إدراجها في المناهج الدينية.