أكد الحاخام اليهودي «مير هيرش» زعيم حركة «ناطوري
كارتا اليهودية»، أن الحل النهائي والعادل للقضية الفلسطينية بغية التوصل إلى وقف نزيف
الدماء، وإحلال السكينة والسلام من أجل المسلمين واليهود، سيكون فقط من خلال إعادة
الحكم عن طريق «فلسطين الواحدة» على أرض فلسطين لكل سكانها، والتي عاصمتها القدس.
وقال الحاخام خلال مشاركته في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس،
اليوم الأربعاء إننا كممثلين عن الشعب اليهودي
الأصلي نوضح أن العلاقات بين الشعب العربي واليهود كانت ولا تزال علاقات سلام وود وحب،
والتي سادت بينهم على الدوام، فقد عاش مئات الآلاف من اليهود طوال مئات الأعوام، وسط
احترام وتقدير متبادل من العرب والمسلمين في عدة دول.
وأضاف أنه ليس هناك ثمة حقوق لهؤلاء الصهاينة وقادتهم
في تمثيل الشعب اليهودي أو التحدث باسمه، وأن لفظة «إسرائيل» التي يستعملونها ليست
إلا تزييفاً مشينًا، وليس هناك ثمة ارتباط بين هؤلاء «الصهاينة» وقادتهم بالشعب اليهودي
وشريعته، والصهاينة ليسوا يهودًا على الإطلاق، مناشداً قادة العالم الإسلامي ألا يلقبوا
هؤلاء الصهاينة بالإسرائيليين أو اليهود، لأنهم يمنحونهم شرعية، فينبغي أن ينعتوهم
بـ«الصهاينة المحتلين»، وأن يعلنوا أنهم ليسوا يهودًا على الإطلاق، ولا يرتبطون بالشعب
اليهودي ولا بتوراته.
وشدد على أنه ليس لهؤلاء الصهاينة ثمة حقوق سيادة
ولو على ذرة تراب من كل أراضي فلسطين، وأن سيطرتهم على فلسطين بقوة السلاح تناقض أحكام
التوراة بصورة مطلقة، ولاسيما أن تلك السيطرة قد جاءت على حساب هؤلاء السكان القدماء
المسلمين، سكان تلك الأرض المقدسة.
وأردف قائلا: قسماً بالله قد حُرِم بصورة كبيرة
على اليهود إقامة أي حكم سواء في فلسطين أو في أي مكان آخر بالعالم، حتى لو منحتهم
الأمم المتحدة تفويضًا بذلك كما أنه ليس هناك ثمة ارتباط عمومًا بين تلك السيطرة البربرية
لهؤلاء الصهاينة على الفلسطينيين وعلى الشعب الفلسطيني وبين الشعب اليهودي الأصيل الذي
يرفض بصورة مطلقة كل حقيقة للوجود الصهيوني على هذه الأراضي.
وأضاف نحن نشارك في هذا المؤتمر الكريم من أجل عرض
الموقف اليهودي الأصلي بشأن قضية القدس التاريخية، وكما هو معلوم أن القدس كانت تحت
حكم المسلمين ما يقارب من 1500 عامًا، وقد حُررت القدس بعد أن احتلت من قبل الصليبيين
سنة 1099، والذين سيطروا علي المدينة ما يقارب من 88 سنة، على أيدي القائد الحربي الجليل
صلاح الدين الأيوبي في 2 أكتوبر 1187، ويتحتم الإشارة إلى أن العلاقات بين اليهود والمسلمين
كانت متميزة.
وتابع يرتبط حق السيادة والتملك على حائط البراق
بالمسلمين فقط، لأنه جزء لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف، الذي يعد ملكاً للوقف الإسلامي
وللمسلمين حق السيادة على الباحة المجاورة لحائط البراق، وعلى الحي المجاور المماثل
أمام الحائط، والذي يطلق عليه حي المغاربة، وقد خصصت تلك الأملاك للوقف الإسلامي وفق
الشريعة الإسلامية، والتي جعلت من أجل الصدقة.
وأكد أن اليهود لا يرغبون في الإضرار بحقوق المسلمين
في الأماكن المملوكة لهم، والتي يولونها الاحترام والقداسة، ولا أساس للشائعات بأن
اليهود يرغبون في امتلاك المسجد الأقصى، كما أكد أن الفلسطينيين اليهود يعلنون أن حق
التملك الوحيد على الأماكن المقدسة في المناطق المحتلة قاصر على الشعب الفلسطيني فقط،
وليس هناك ثمة حق تملك على أي من الأماكن المقدسة على غرار حائط البراق بالقدس، وقبر
راحيل بمنطقة بيت لحم، والحرم الإبراهيمي الشريف بمنطقة الخليل، وقبر يوسف بنابلس،
وكل ما تبقى من أماكن مقدسة للإسلام واليهودية، ونأمل أن نرى العلم الفلسطيني يرفرف
قريبًا على الأماكن المقدسة كافة.
وتمنى الحاخام إزالة الصهيونية، قائلاً "نصلي
ونتضرع يوميًّا دون هوادة أن يزيح الله الحكم الصهيوني من على الأرض المقدسة، ويزيل
بشكل نهائي لتلك الفكرة الصهيونية المخالفة تمامًا لكل أسس توراتنا المقدسة.. ونتمنى
أن يعيش اليهود والعرب سويًّا في سلام وأمان.