فى مثل هذا الشهر أنجبت مصر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذى قاد الأمة من اليأس إلى الرجاء وأضاء الطريق أمام أجيال وأجيال عديدة من أرض مصر الطاهرة التى تعتز وتفتخر بأبنائها العظام على مر الأزمان بدءاً من عبد الناصر وانتهاءً بزعيم مصر الحالى الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى بدأ مرحلة جديدة من البناء والعبور والوصول بالأمة المصرية إلى المستقبل المنشود والمكانة المرموقة التى تستحقها مصر وتتحقق الآن على يد زعيم جديد يجسد على أرض الواقع قيماً مصرية عريقة وانطلاقة حقيقية لم تغب عنًّا ولكنها فى مرحلة الميلاد .
أوجه التشابه بين عبد الناصر والسيسى كثيرة وأهمها أنهما ارتبطا بالشعب المصرى وانحازا معا للإرادة الشعبية، وذلك يتضح من خلال الصور التى يرفعها الشعب وتضم الزعيمين معًا.
وعزز هذا التصور رفع صور السيسي مقترنة بصور الرئيس عبدالناصر في جميع المسيرات والتظاهرات التي ظهرت بكثافة في احتفالات المصريين بأى ذكرى وطنية ولما لا وأول من اعتبر السيسي امتداداً للزعيم الراحل كان نجله المهندس عبدالحكيم عبدالناصر وذلك في ذكرى وفاة والده حين قال: إن "زيارة السيسي لضريح عبدالناصر لها طابع خاص"، لأنه امتداد لوالده و أن الرئيس ‘عبد الفتاح السيسي ‘ يواصل ما كان قد بدأه عبد الناصر من مشاريع تحقق العدالة الاجتماعية وما يساعد في بناء مصر القوية الحديثة. وهذا ما تقوله الدكتورة هدى جمال عبدالناصر، أستاذ العلوم السياسية، ابنة الرئيس جمال عبدالناصر: إن أكبر الإنجازات التي تحققت خلال الحقبة الحالية هو تخلّص مصر من حكم الإخوان، ومقاومة تفكيرهم الذي كان يهدف لتفتيت البلاد ، وإيمان الرئيسين ناصر والسيسي أن مصر لديها ثروات كبيرة وعملاقة، وأن مبادئ الرئيس عبد الفتاح السيسي تتشابه بشكل كبير مع مبادئ الرئيس عبد الناصر، مدلّلة على ذلك برغبة الرّئيسين في إعادة بناء الدولة مرة أخرى.
يتشابه ناصر والسيسي في إدراك قيمة الفنّ والثقافة ، واستخدامها للوصول إلى المواطنين لشرح قراراتهما السياسيّة ورفع الروح المعنويّة والانتماء إلى الدولة ومعرفة التحديات التي تواجههما.
الآن يرى جموع الشعب المصري في الرئيس عبدالفتاح السيسي بعثاً جديداً لمشروع ناصر الزعيم تتشابه فيها الظروف فكلاهما تولى الحكم والبلاد غير مستقرة، بل والمنطقة العربية بأكملها لا تعرف الاستقرار، بيد أن ظروف حقبة مطلع خمسينيات القرن الماضي كانت أقل صعوبة من الظروف التي مرت بها البلاد مع تولي الرئيس السيسي الحكم .
نعم هناك أوجه شبه كبيرة ومتعددة بين كل من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس عبد الفتاح السيسى فكلاهما أبناء المؤسسة العسكرية وكلاهما انحازا لإرادة الشعب المصرى ومحاولة الوقوف إلى جانبه، فعبد الناصر استشعر سنة 1952 القلق على وضع مصر تحت الحكم الملكى وقام بثورة وصفها عدد من المفكرين الأجانب بأنها انقلاب عسكري، ولكن سرعان ما دعمها الشعب المصرى بكل طوائفه وجعلها ثورة شعبية على الملكية، وهذا الأمر تكرر مع الرئيس السيسى ولكن مع تبديل طرفى المعادلة، حيث خرج الشعب المصرى بكل طوائفه فى 30 يونيه، ليطالب بتنحية حكم الإخوان ، ووضع خريطة لانتخابات رئاسية مبكرة، فما كان من القوات المسلحة برئاسة الفريق عبد الفتاح السيسى إلا أنه استجاب لهذه المطالب المشروعة للشعب ولذلك يرفع الشعب صورة الزعيمين في احتفالاتهما الوطنية المختلفة ، فالصورة أصبحت "أيقونة " الاحتفالات ليس في مصر وحدها بل في الدول العربية مثل اليمن وليبيا.
ومن بين أوجه التشابه التى تجمع بين الزعيمين أيضًا أنهما تحديا الولايات المتحدة الأمريكية صراحة فعبد الناصر كان المناهض الأول للوجود الأمريكى فى الشرق الأوسط، وحاول الوقوف إلى جانب الشعوب المتضررة من الاستعمار الغربي، مما أثار حفيظة الولايات المتحدة ضده مما دفعه للاستقواء بالمعسكر الشرقى متمثلا فى الاتحاد السوفييتى حينها، وبنفس المنطق فإن انحياز الرئيس السيسى لإرادة الشعب المصرى الذى خرج بكل طوائفه فى 30 يونيه لرفض حكم الإخوان المدعمومة أمريكيا وغربيا، وعزله للرئيس الممثل للجماعة فى الحكم وإسناد حكم البلاد لرئيس مؤقت أثار حفيظة الولايات المتحدة مما جعلها تعلن إلغاء التدريبات العسكرية المشتركة مع مصر، وكعادتها تحركت روسيا الممثلة للقوة المضادة للولايات المتحدة لتدعم المؤسسة العسكرية، أيضا كلاهما تولى الحكم بعد أن حصد شعبية لا مثيل لها وكلاهما كان نصيراً للشعب، فناصرهما الشعب، فاستمر حكم جمال إلى وفاته، ذكراه العطرة باقية، أما السيسي ففوضه الشعب لحرب الإرهاب ونزل ما يقرب من 35 مليون مصري وصوتوا له في المرة الأولي وما زالت ملايين الاستمارات تقدم من المواطنين لحثه على الترشح للفترة الثانية من خلال حملتى " كلنا معاك من أجل مصر" وحملة "علشان تبنيها" حتى يستطيع استكمال مشروعه الذي بدأه وجموع الشعب المصري رغم تحمل الصعاب التى واكبت عملية الإصلاح الاقتصادى يرى أنه لا يوجد لرئاسة مصر أفضل من الرئيس السيسي.
نعم فريق كبير من المصريين يرون في الرئيس السيسى امتداداً للزعيم عبد الناصر فهناك أوجه شبه كبيرة بين القائدين فى الكثير من المواقف ضد الإخوان فالاثنان قيل عنهما أنهما كانا يتبعان التنظيم الإخوانى ثم خرجا ليحارباه ويمنعاه من هدم الوطن كما يشبه تعاملهما مع الشعب وانحيازهما للشعب وإعطاء الشعب الإحساس بأنه صاحب القرار ، ناصر والسيسي عندهما حلم واحد وهو الوحدة العربية الذى دافع عنه عبد الناصر فالسيسى هو الوحيد الذى استطاع عودة الحلم العربى مرة أخرى المتمثل دعوته للقوة العربية المشتركة وتمثلت أخيرا في مواقف السعودية والإمارات والبحرين والكويت كل هذه الدول قررت أن تقف إلى جوار مصر في ثورتها واستمرت ضد داعمى الإرهاب.
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو الذى رفع عزة وكرامة كل الشعب المصري، وأن الرئيس السيسى يسير على هذا النهج الناصرى من خلال تصرفاته الواضحة التى تستند على إحياء مشروع العزة والكرامة للمصريين وعلى وقوفه القوى ضد التدخل الأجنبي وهو الذي وقف وحده مدافعآ عن الأمة العربية التى تتعرض لمؤامرة كبرى لتقسيمها .
ولماذا لايكون مشروع الرئيس السيسي امتداداً لمشروع الوطن الذي بدأه ناصر فتاريخ مصر يفخر بالدور الذى حققته ثورة يوليو المجيدة من إنجازات حمل لواءها الرئيس جمال عبد الناصر بالتكاتف مع رجال القوات المسلحة وأيدته جموع الشعب المصرى، فى حركة ثورية مباركة استهدفت الخلاص من الاستعمار والتبعية وبناء جيش وطنى قوى من أبناء الوطن قادر على حماية الوطن واستقراره.
الشعب المصرى يصنع مرحلة جديدة بقياداته الحكيمة لمواصلة مسيرة الوطن الحضارية لبناء مجتمع مستقر وآمن ينعم على أثره المصريون بالعزة والكرامة الوطنية ، حلم عبدالناصر في بناء دولته القوية المبنية على العدل والمساواة والمجتمع العامل وكان له ما أراد .
غير أن الظروف المحيطة كانت لصالح ناصر، فالسيسي ليس محظوظا في إعلامه أو فناني عصره، مثل ناصر الذي واكب عصره عمالقة الفن والغناء والثقافة والإعلام، أيضا المؤامرة الآن أصعب وأقوى، والعرب كانو أقل تفككا في عصر ناصر.
جيل يسلم جيلا وتمثل ذلك عندما رفع الرئيس عبد الفتاح السيسي، العلم المصرى على حاملة المروحيات "جمال عبد الناصر"، من طراز "ميسترال"، التى تمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية، وأيضا ما قاله السيسي عن عبدالناصر قائد ثورة يوليو الذى تجسدت فيه آمال المصريين، ووضع اسم مصر في مكانة عالية إقليميا وعالميًا، واجتهد لمواجهة تحديات عصره بكل طاقته".
وإن تأثير ثورة 23 يوليو تجاوز نطاق مصر، وألهمت الشعوب عبر العالم، ليصبح التحرر الوطني حقيقة، وحق الشعوب في تقرير مصيرها أمر مسلم به هكذا يقدر الرجال ..الرجال .