الثلاثاء 2 يوليو 2024

مطالب برلمانية بتنقية مكتبات المساجد من الكتب المحرضة بالمحافظات.. واقتراحات بإعداد مرجع موحد بالكتب.. و«الأوقاف»: هذه النوعية لا توجد بمساجد الوزارة

تحقيقات19-1-2018 | 15:52

برلماني يقترح إعداد مرجع موحد للكتب بمكتبات المساجد

برلماني: تكاتف الجهات المعنية بنشر الوسطية والاعتدال أمر ضروري لمواجهة التطرف

الأوقاف: لجنة لتنقية مكتبات المساجد من الكتب المحرضة

 

أيد عدد من أعضاء مجلس النواب، ومسئولون بوزارة الأوقاف، مطلب النائب البدري أحمد ضيف، بتعميم الحملة التي قامت بها مديرية الأوقاف بأسيوط برئاسة الدكتور عبد الناصر نسيم، وأئمة الأوقاف بالمحافظة، بالمرور على جميع مكتبات مساجد المحافظة خلال الأربعة أشهر الماضية؛ لتنقية جميع الكتب التي تحرض على الكراهية والعنف والتطرف بمكتبات المساجد، وتسببت هذه الكتب في ظهور التطرف بين الشباب وخلل بالأفكار والمعتقدات الهدامة.

 

وأكدوا أن هذا الأمر مطلوب تعميمه خلال الفترة المقبلة في مختلف مساجد المحافظات، الأمر الذي أكده مسئولون بالأوقاف وتشكيلها لجنة خاصة لمتابعة سير هذا الأمر، لتطهير المكتبات باعتباره ذلك جزء من تجديد الخطاب الديني ونشر منهج الوسطية المعتدل.

 

مرجع موحد للكتب بمكتبات المساجد:

قال النائب أشرف جمال، عضو مجلس النواب: إن هناك كتب داخل مكتبات المساجد يمكن أن يتم تفسيرها واستغلالها بشكل خاطئ، موضحًا أن وزارة الأوقاف تعمل على هذا الملف منذ فترة، وخاصة بعدما طالب أكثر من نائب خلال الجلسات العامة للبرلمان بضرورة تنقية المكتبات من الكتب المحرضة على العنف والإرهاب والتطرف، نتيجة تفسير البعض لها بشكل خاطئ ومعاكس لما قد تتضمنه.

 

وأضاف جمال في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، أن تواجد هذه الكتب داخل مكتبات المساجد ترجع إلى الإهمال من قبل بعض الإدارات الموجودة لوزارة الأوقاف في مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أن المسئولين عن المساجد في المحافظات كان يقتصر دورهم على مراجعة دفاتر الحضور والانصراف للأئمة، فضلًا عن وقوع أئمة المساجد والعاملين بها في فخ التبرع بهذه الكتب للمساجد مما سمح بوجودها داخل المكتبات.

 

وأوضح، أن غياب فحص المكتبات والكتب الموجودة بها أدى إلى توغل التطرف والعنف الذي قد تحض عليه هذه الكتب بين الشباب والتأثير على أفكارهم ومعتقداتهم، مطالبًا بأن تقوم وزارة الأوقاف بالاجتماع من خلال مستشاري الوزير وتحديد الكتب التي يجب أن تتواجد داخل مكتبات المساجد، وعمل منشور من الوزارة بحيث أن تكون معممة على كافة مساجد الجمهورية بدلًا من عمل حملات تفتيش وتنقية لمكتبات المساجد بالمحافظات، بالإضافة إلى عمل مرجع موحد على مستوى الجمهورية بهذه الكتب وأنواعها.

 

وطالب القائمين على إدارة المساجد بعدم قبول التبرعات من نوعية هذه الكتب، إلا لكتاب الله عز وجل فقط، وزيادة عدد المصاحف التي لا خلاف عليها أبدًا، ولكن هذه الكتب قد تفتح الباب لتواجد الفكر المتطرف والبعد عن صحيح الدين، مؤكدًا أنه يجب الخروج عن الفكر التقليدي باتباع الحملات في المحافظات المختلفة، ولكن من خلال الطريقة السابق ذكرها سيكون أفضل وسيعمم في المحافظات ومساجدها، ومتابعة الوزارة لها باستمرار عامل أساسي لنجاحها.

 

التكاتف بين الجهات المعنية:

فيما قال النائب إبراهيم نظير، عضو مجلس النواب: إن الحفاظ على تفكير الشباب من الأفكار المتطرفة والمحرضة على العنف والتي قد يتم تصديرها من خلال الكتب، هو دور الأسرة والمدرسة ودور العبادة، سواء المساجد أو الكنائس، ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية، مشيرًا إلى أن هذه العوامل تمتلك وسائل تنوير وثقافة للشباب، وتستطيع إزالة الحقد والكراهية التي قد يحرض البعض عليها.

 

وأضاف نظير، لـ"الهلال اليوم"، أن الفكر الإرهابي يحرض على الكراهية والعنف والتطرف، من خلال استغلال بعض ضعفاء النفوس باسم الدين، مؤكدًا أنه زرع في نفوسهم الضغينة والحقد بهدف الانقسام، وجعلهم يستبيحون قتل المسلم لأخيه، والكفر بما جاء في القرآن الكريم، ولكن يجب البحث عن السبل الكفيلة بنشر الفكر الوسطي المعتدل بين الشباب.

 

وأكد أن الوسطية  لن تأتي أو تصل للشباب إلا من خلال العوامل التي تم ذكرها سابقًا، مضيفًا أن المجتمع المصري تربى على التدين واحترام الغير والأخلاق الحميدة، وإذا استمر على هذا النهج ستكون الأمور أفضل، موضحًا أن الأزهر والأوقاف يعملان على نشر الفكر التنويري، وظهر هذا الأمر واضحًا خلال الفترة الأخيرة بتنظيم مؤتمرات مختلفة لنشر المحبة والوسطية والاعتدال، مشددًا على أن التكاتف بين الجهات المختلفة سيصحح الفكر ويعيد المحبة بين أطياف الشعب المصري .

 

دور وزارة الأوقاف:

وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف: إن الوزارة تعمل على ملف تنقية مكتبات المساجد من الكتب التي قد تحرض على العنف والإرهاب والتطرف، مؤكدًا أنه لا توجد كتب من هذه النوعية داخل المساجد التابعة لوزارة الأوقاف.

 

وأضاف، أن الوزارة شكلت منذ فترة لجنة خاصة لتنقية مكتبات المساجد من هذه النوعية من الكتب المحرضة، وتطهيرها وتنقيتها من الأفكار التي تتضمنها هذه الكتب.

 

واختتم بأن الوزارة تعمل على هذا الأمر منذ فترة طويلة، لنشر المنهج الوسطي المعتدل الذي حث عليه الدين الإسلامي، الذي لا يحث على العنف والتطرف والإرهاب، لافتًا إلى أن هذا الأمر جزء من خطة تجديد الخطاب الديني، بهدف فصل المساجد ودور العبادة عن أي أهداف سياسية قد يسعى إليها البعض.