أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر حرصت على اتباع سياسة مستقلة ومتوازنة والانفتاح على الجميع، مشيرا إلى أن مصر استعادت موقعها على الساحة الدولية، وأن أدبيات الماضي ليست ملزمة لمصر.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية - خلال مشاركة الرئيس السيسي في جلسة "محور السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب وإعادة بناء مؤسسات الدولة"، التي عقدت في إطار فعاليات اليوم الثالث والأخير لمؤتمر "حكاية وطن"، بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، ووزراء الخارجية، والتخطيط، والهجرة والمصريين في الخارج، والتنمية المحلية، بالإضافة إلى عدد من المسئولين وأعضاء مجلس النواب والخبراء - أن الرئيس السيسي شاهد في بداية الجلسة فيلما تسجيليا يعرض تطورات ومسيرة سياسة مصر الخارجية وتحركاتها على الساحة الدولية والتحديات التي تغلبت عليها على مدار السنوات الأربع الماضية، فضلا عن جهودها في مكافحة الإرهاب ووضع هذه القضية على الأجندة الدولية.
وتحدث الرئيس في بداية الجلسة عن التحديات التي واجهت الدولة ومؤسساتها نتيجة الأحداث السياسية التي شهدتها مصر منذ عام 2011 وما تبعها من تداعيات، مشيرا إلى أن استعادة تماسك أركان الدولة وإعادة بنائها كان من بين الأهداف والإنجازات الملحة التي عمل على تحقيقها خلال السنوات الماضية، منوها إلى أنه كان من بين تداعيات الأحداث السياسة في مصر، سقوط العديد من الحواجز وإقدام البعض على اتخاذ خطوات لم يكن من الممكن أبدا اتخاذها من قبل.
وأشار الرئيس إلى أن انتخاب مجلس النواب بشكل حر ونزيه ساهم في تدعيم سلطات الدولة وأركانها، مستعرضا المسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتق مجلس النواب خلال المرحلة الحالية.
وتناول الرئيس المشهد الدولي المتأزم الذي واجهته مصر في أغسطس 2013، مشيدا بالموقف المشرف والمقدر الذي اتخذته المملكة العربية السعودية وقيادتها دعما لمصر خلال هذه الفترة، ووقوفها إلى جانبها.
كما تحدث عن التهديدات الإرهابية التي تعرضت لها مصر خلال السنوات الماضية، والتضحيات الكبيرة التي بذلها الشعب المصري من أبنائه الأبرار في سبيل التصدي لهذه الآفة، مشيرا إلى أن أعداد المصابين تصل إلى نحو 13 ألف مواطن، تحرص الدولة على توفير الرعاية الكاملة لهم.
وذكر السفير بسام راضي، أن الجلسة شهدت قيام عدد من الوزراء والخبراء بطرح رؤيتهم إزاء عدد من ملفات السياسة الخارجية والتحركات المصرية حيالها، مشيدين بالانفتاح الواضح لمصر على أفريقيا والاهتمام الكبير الذي أصبحت تحظى به في إطار سياستها الخارجية، فضلا عن اتباع سياسة أخلاقية تقوم على التعاون من أجل التنمية والبناء والتعمير، وعدم التدخل في شئون الآخرين أو التآمر على أحد.
وأكد الرئيس في مداخلته أن الالتزام بالمبادئ والقيم في إطار السياسة الخارجية لا يتنافى مع القدرة على تحقيق المصالح والحفاظ عليها، منوها إلى أن الحوار والتواصل والتفاهم هي أفضل السبل لتحقيق ذلك.
كما أكد الرئيس أن حرص الدولة على استعادة قوتها الشاملة تضمن ترسيخ القوة العسكرية، والتي عززتها مصر كثيرا على مدار السنوات الماضية، لافتا إلى أن عدم تدخل مصر عسكريا في ليبيا طيلة الفترة الماضية يؤكد حرصها على إعلاء القيم والمبادئ رغم الأخطار المتعددة القادمة من الحدود الغربية، مشددا على أن تماسك الشعب والحفاظ على وحدته هو العنصر الأهم الذي يحقق القوة الشاملة للدولة وينعكس على تحركاتها الدولية.
وفي إطار مناقشة محور مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس أن الدولة كانت حريصة على عدم الإضرار بمصالح وممتلكات الأهالي في شمال سيناء خلال محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن حجم ما ينفق على تنمية سيناء يصل إلى نحو 250 مليار جنيه، ومؤكدا أنه سيتم استخدام عنف شديد وقوة غاشمة ضد الإرهاب في سيناء.
كما أوضح الرئيس أن ما تحقق بشكل عام خلال الفترة الماضية على كافة الأصعدة يعد إنجازا آخذا في الاعتبار الظروف المحيطة.
وأضاف الرئيس أن الحرص على إعلاء مبادئ المواطنة وعدم التمييز ليس نابعا من دوافع سياسية، بل هو ممارسة للقيم الدينية التي تحث على ذلك.
كما أعرب عن تطلعه لأن تسهم جميع الدوائر في الدعوة إلى الفضيلة وإعلاء القيم، منوها إلى أهمية دور الأُطر الثقافية والفنية في تحقيق ذلك.