الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

حكاية وطن

  • 20-1-2018 | 17:30

طباعة
  • مجدى سبلة



من مدينة السادات، وأثناء افتتاح الرئيس السيسى عددًا من المشروعات الجديدة والتوسعات والتطويروبعد سماع الوزراء المختصين لهذه المشروعات أمام الرئيس وجدت الذاكرة تجرنى إلى عنوان «حكاية وطن» خلال الـ ٤ سنوات الماضية، ومن قبلها افتتاحات مشروعات الأنفاق والكبارى لمدن القناة، وسبق هذه المشروعات مشروع المزارع السمكية قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية، والضبعة والعلمين، والجلالة، ومشروعات الطرق والكبارى، التى تجاوزت الـ ٥ آلاف كيلو متر مربع، ومدينة العلمين الجديدة، ومشروع الإسكان الاجتماعى الذى تجاوز الـ ٤٠٠ ألف وحدة سكنية، الذى سيصل إلى مليون وحدة سكنية خلال العامين القادمين.




هذه الإنجازات التى تمت فى زمن قياسى، بخطط مدروسة، وقد انتظرها أبناء الشعب طويلا، ولم تشهدها البلاد من قبل، وتشعرنا بأننا أمام دولة تنشأ من جديد، وإن صح التعبير تجديد شباب الوطن.



هذا الوطن الذى تعرض وما زال لخطط هدم بمساندة الدول والأجهزة المعادية لمصر منذ ٢٠ عامًا وظهرت بشراسة خلال الأعوام الستة الأخيرة، إلا أن هذه الدولة استطاعت خلال الـ ٤ سنوات الأخيرة مواجهة هذه المخططات، وقامت بتنفيذ التنمية فى وقت واحد لدرجة أبهرت كل العالم بما فيها هؤلاء المعادون، بأن مصر تواجه الإرهاب وتبنى فى مسارين متوازيين.



هذه النجاحات المتواصلة خلال هذه الفترة القصيرة، سوف يتم تقييمها ومناقشتها اليوم الأربعاء تحت عنوان «حكاية وطن» وأيضًا سوف يناقشها الرئيس بنفسه مع المصريين لربط عائدها بأولويات الدولة فى هذا الوقت، ولا عجب أنه رغم تلك الإنجازات التى تمت بالفعل على أرض الواقع، فقد أخضعها الرئيس السيسى للمناقشة والتحاور حول عائدها للتنمية السريعة والتنمية المستدامة، ضمن جملة الإنجازات التى حققها الرئيس خلال الـ ٤ سنوات الماضية من الحكم.



والجديد على المصريين أن استعراض هذه الإنجازات التى تحققت سوف تكون بمشاركة عدد من الخبراء المختصين فى مختلف المجالات، وبحضور عدد من فئات الشعب المصرى وجهًا لوجه، وكما علمت أن الرئيس سوف يقوم بنفسه بالرد على مجموعة الأسئلة، التى يتلقاها فى إطار مبادرة جديدة أطلقها هى «اسأل الرئيس».



أعتقد أن إنجازات بهذا الحجم ومكاشفة بهذا الشكل كافية لخرس الألسنة، وتؤكد مطالب جموع المصريين بضرورة فترة الولاية الثانية، لكى يستكمل الرجل ما بدأه من مشروعات لينعم بها أبناء الشعب المصرى، نحن نعرف أنه سوف يتعرض لحملات تشكيك خلال هذه الفترة للنيل من شعبيته ونجاحاته، وعلى الشعبأن يحصن نفسه مبكرًا ضد هذه الحملات، التى مازالت تسير فى اتجاه هدم الدولة المصرية وعلينا ألا نعطى لهم الفرصة لأن أدلتنا وحججنا تحت أيدينا على الأرض ولا تخضع للتشكيك.



على الشعب أن يدرك جيدًا أن تحقيق الأمن والاستقرار فقط كانت كافية لإنجاح الرئيس، وعلى جانب آخر إذا أخذنا تحقيق الأمن فى عام، وتوفير المحروقات فى عام آخر، وقناة السويس فى عام ثالث، والعاصمة الإدارية فى عام رابع كان كافيًا لإنجاحه، فما بالنا بباقى الإنجازات، التى تحققت فى كل المجالات، وبالمقارنة لو كانت تحققت تلك الإنجازات بالمعدلات المصرية القديمة لاحتاجت أكثر من ٣٠ سنة لإنجازها.



فليس من المقبول أن يأتى مرشح لا يعرفه الشعب – رغم أن هذا الكلام يتنافى مع الدستور، ويحصل على حصاد الرئيس السيسى وهو ما يطالب به الشعب لدرجة أنهم يطالبون بعمل استفتاء بدلًا من الانتخابات.



وهناك من الشعب من يقول بأنهم يرغبون فى بقاء هذا الرجل حتى آخر العمر لعدم ثقتهم فى أى مرشح قادم، وأيضًا هناك فئات عريضة من الشعب تعلن رغبتها للرئيس السيسى، رغم تحمل فاتورة الأسعار، التى تكوى جيوبهم، مؤمنين بالفترة الاستثنائية العصيبة، التى تعيشها البلاد.



وآخرون يرون أنه يكفيهم أنه عبر بمصر مستقرة قوية، بعيدًا عن مستنقع تفتيت عدد من الدول، وبعيدًا عن مجريات الحرب الأهلية التى تشهدها البلاد المجاورة.



المكاشفة ومواجهة الفساد هى جملة مفيدة فى منهج هذا الرئيس، ففى المكاشفة لن ينسى المصريون أنه أعلن أثناء زيارة ميدانية له فى منطقة المراشدة فى محافظة قنا، عندما أعلن على الهواء مباشرة مخاطبًا الحكومة، بضرورة استرداد أراضى الدولة المنهوبة، قائلا: رجعوا «حق الشعب»، مسترسلًا الناس مش لاقيه تاكل، ليؤكد للمجتمع المصرى حرصه على الطبقات الفقيرة كأولوية أولى فى مواجهة مغتصبى أراضى الدولة.



أما مواجهة الفساد عند هذا الرجل لم تقف عند حد مراقبة مسئول والقبض عليه، لكنها دخلت فى مراحل الملاحقة الميدانية للفساد ولم يمض يوم إلا ونرى جهاز الرقابة الإدارية يهبط على أى ديوان حكومى لمطاردة المعوقين لإنجاز خدمات المواطن، وبات الهدف الأساسى لديه أن مكافحة الفساد هى دليل حماية الشعب لدرجة أن الرقابة الإدارية أصبحت هدفا أساسيًا حتى فى المشروعات، التى تجرى على الأرض ليعلى شعار «تنمية بلا فساد» لأول مرة يعيش المصريون فترة رئاسية شعارها الرقابة الذاتية، التى فرضها الرئيس عنوانًا لحكمه لينعم الشعب المصرى بمقدراته، التى نهبها لصوص المال العام، لدرجة أنه أشرك المواطن نفسه فى مواجهة الفساد بطرق مختلفة ليصبح المواطن جزءًا من الرقابة الإدارية فى كل مكان على أرض المحروسة.



الشعب لا ينسى إنجازه غير المسبوق فى السياسة الخارجية وعودة العلاقات مع هذه الدول والمنظمات الدولية، التى كانت قد افتقدتها مصر أثناء حكم الجماعة الإرهابية، والشعب أصبح يرى اتفاقيات تصب فى مصلحة الدولة اقتصاديًا، حتى فى لغة الخطاب مع بعض الدول التى يأخذ نظامها السياسى موقفًا ضد الدولة المصرية لغة مهذبة وواضحة أمام المجتمع الدولى، وكان آخرها رده على السودان «أن مصر لا تحارب أشقاءها، وأن السلام مع الجميع هو اسم من أسماء الله الحسنى، وليس لدينا استعداد للدخول فى حروب وليس لدينا مناورات ولا نتدخل فى شئون الدول، ولكن لنا سياسة ثابتة هى سياسة التنمية والبناء والتعمير».



خرجنا من خيمة مجمع بشاى للحديد والصلب بمدينة السادات ويدور فى ذهنى مشاهدات وملاحظات حول المخططات التنموية التى يستهدف بها الرئيس خدمات المواطن فى كل المجالات، ففى الصناعة رصدنا حرصه على تطوير المصانع المصرية والعمل على فتح مصانع جديدة متطورة تصب فى خانة المنتجالمصرى وإيجاد فرص العمل للمصريين، وفى مجال التعليم العالى، وجدنا حرصه على إنشاء جامعات جديدة وتطوير الجامعات الحالية وخلق كليات بيئية تخدم المناطق الجغرافية، التى تقام عليها، وفى مجال الشباب والرياضة ازداد حرصه أن يكون هناك مؤسسات رياضية لممارسة الأنشطة لكل الفئات العمرية من خلال الأندية ومراكز الشباب، وفى مجال الصحة لاحظنا أن الرئيس يضع قضية تطوير المستشفيات الحكومية هدفًا مباشرًا لخدمة المواطن ووجه أيضًا لإعادة هيكلة المستشفيات الجامعية للوصول لخدمة متميزة، من خلال قانون التأمين الصحى الشامل لكل المصريين،



 الأمر الذى يستدعى للذهن مباشرة أن هناك فارقًا بين رئيس ورئيس رئيس يعمل من خلال مخطط واضح المعالم وبرنامج زمنى محدد يلاحق احتياجات المجتمع، وآخر يعمل بخطط غير واضحة تملؤها العشوائية والبيروقراطية.

    الاكثر قراءة