الإثنين 10 يونيو 2024

وزير الأوقاف الفلسطيني: القدس ليست مسئولية الفلسطينيين وحدهم.. والاحتلال يراهن على صمت الأمتين العربية والإسلامية.. وشعبنا يعيش ظروفًا صعبة للغاية.. ومصر راعية لمصالحنا ووحدتنا

تحقيقات21-1-2018 | 15:43

طرح وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، الشيخ يوسف أدعيس، رؤيته حول توحيد الجهود وتحقيق الضغط الجاد على الإدارة الأمريكية للتراجع عن نقل سفارتها إلى القدس ومنع أي دولة أخرى من أن تحذو حذوها، محذرًا من مخطط جديد يهدف لتقسيم الوطن العربي وتمكين الكيان الصهيوني من التوسع في المنطقة من أجل تحقيق حلمه بالتوسع من النيل إلى الفرات، داعيًا الدول العربية والإسلامية إلى الوحدة والاعتصام بحبل للحفاظ على كيان الأمة وحماية المقدسات.

وفي حواره لـ«الهلال اليوم»، أكد وزير أوقاف فلسطين، أنه لن يكون هناك تفريط أو تراجع في قضية القدس، واصفًا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ«المسعور» من رئيس متخبط في قراراته منحاز بشكل واضع لدولة الاحتلال.

وقال إن الشعب الفلسطيني يعيش ظروف اقتصادية واجتماعية وتعليمية صعبة للغاية، "لأن الاحتلال يريد أن ينال من وجودنا في الأرض المقدسة، ويراهن على صمت الأمتين العربية الإسلامية".


ودار الحوار كالتالي:

 

في بداية اللقاء، كيف ترى الجهود المبذولة بشأن قضية القدس؟

هناك اهتمام عربي وإسلامي كبير بقضية القدس سواء على المستوى السياسي أو المستوى الشعبي، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أحيا القضية من جديد في عقل وقلب كل عربي وإسلامي، وإن مؤتمر الأزهر لنصرة القدس رسالة إلى العالم بأكمله بأننا لن نفرط في قضيتنا ولن نتنازل عن حقنا مهما كلفنا الأمر.

 

كيف يعيش الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي؟

فلسطين لا تعاني اليوم فقط من الاحتلال الإسرائيلي بل تعاني من العدوان منذ احتلالها في عام 1948.

وبعد مساندة الإدارة الأمريكية الجديدة للكيان المحتل، أصبحت فلسطين تعيش ظروفًا اقتصادية واجتماعية وتعليمية صعبة للغاية، لأن الاحتلال يريد أن ينال من وجودنا في الأرض المقدسة، ويراهن على صمت الأمتين العربية الإسلامية، من أجل تنفيذ مخططه لتدمير المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان مكانه.

 

ما هو الواجب المفروض على الأمة الإسلامية والعربية من وجهة نظرك؟

الدول العربية والإسلامية يقع على كاهلها مسؤولية كبرى تجاه قضية القدس، والدفاع عن الأرض المقدسة مسئولية كل مسلم ومسيحي وعربي، وليس مسئولية فلسطين وحدها.


كيف يرى الفلسطينيون الدعم العربي والإسلامي؟

الشعب الفلسطيني يرى أن التحرك العربي الإسلامي لا يليق بحجم ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى المبارك، والرؤية الفلسطينية تأمل بأن يكون هناك تحرك كبير ودعم عالٍ على جميع المستويات، ولكن الصمت والتقاعس لن يجعل الفلسطينيين يتهاونون في تراثهم ومقدساتهم ولا مثقال ذرة من أرض فلسطين.

 

هل تتعرض المنطقة لمخطط تقسيم جديد؟

بالفعل، وحدث ما يلوح بالأفق بأن المنطقة تتعرض لمخطط كبير وجديد من أجل تدميرها وتمكين الكيان الغاصب، وعلى الأمة الإسلامية والعربية أن تتنبه لهذا الخطر جيدًا.

 

كيف تقرأ التدخلات الإيرانية في شئون دول الجوار؟

أي تدخلات في شئون دول مستقلة مرفوضة نهائيًا، ولكن أّمل أن يكون هناك وحدة بين الشعوب العربية والإسلامية، وأن يتركوا خلافاتهم وأن ينتبهوا للخطر الأكبر الذي يهددهم ويداهمهم.


في وجهة نظرك، هل يوجد غضب أمريكي ضد قرارات ترامب الأخيرة؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رجل سافر في اتخاذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعتبارها بالباطل عاصمة لدولة الاحتلال، وبالتالي فهو يتخبط في كل قراراته ويتصرف بهمجية دون تخطيط أو دراية بأبعادها، وأرى أن هناك كثيرًا من الأصوات الأمريكية تطالبه بالتراجع عن كل القرارات التي اتخذها وتضر بمصلحة الإدارة الأمريكية كما تضر أيضًا بمصلحة الشعوب الأخرى، فضلًا عن انحيازه لطرف على حساب طرف آخر.

 

هل تؤيد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بزيارة القدس؟

دعوة الرئيس أبو مازن لزيارة القدس، حق وواجب على الجميع وليس تطبيعًا مع الكيان الإسرائيلي، لأن من قال أنه تطبيع فقد خدم مخططات الاحتلال الإسرائيلي من أجل النيل من القدس والمسجد الأقصى المبارك.

 

هل تتعرضون لمضايقات جديدة عقب حملات مناهضة لـ«تهويد القدس»؟

الاحتلال الإسرائيلي يتصرف كما يحلو له، ونتوقع كل شيء منه وبالتالي هو يواصل اقتراف الجرائم في حق شعبنا وإقرار القوانين لإحكام السيادة وفرض سياسة الأمر الواقع على فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.


كيف ترى دور مصر في المصالحة الفلسطينية؟

مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعبت دورًا محوريًا في المصالحة الفلسطينية، وكل الاحترام والتقدير لها في هذا الجهد، وهذا ليس غريبًا على مصر لأنها في كل وقت ترعى مصالح الشعب الفلسطيني وتتمنى له الخير وهذا ما نأمله دائمًا في أن تقف جانبنا في إتمام المصالحة وغيرها من تقديم الدعم سواء كان اقتصاديا أو اجتماعيًا أو سياسيًا إلى غير ذلك.

 

هل تتوقع تحقيق التوافق بين الفصائل الفلسطينية؟

لا بد أن يعي الجميع خطر المخططات التي تحاك بهم وأن يوحدوا جهودهم ضد عدوهم المعروف، وأسأل الله أن يتمها على خير ويؤلف بين القلوب.

    الاكثر قراءة