الإثنين 1 يوليو 2024

امرأة في متاهة !

8-3-2017 | 22:21

كتبت : مروة لطفي

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...

المشكلة : قد لا تتعاطفين مع مشاعري لكنني أكاد أفقد عقلي من جرائها .. فأنا سيدة في منتصف العقد الثالث من العمر تفتحت عيني على المشاحنات بين أبي وأمي . فحلمت بالفارس الذي ينتشلني من جحيم البيت .. وما إن أنهيت دراستي الجامعية حتى تقدم لأسرتي شاب يكبرني بسبع أعوام ويعمل بإحدى الوزارات .. لذا لم أتردد في الموافقة عله يرحمني من الهم !.. ولكن يبدو أن النكد كان ورائي بالمرصاد .. فقد اكتشفت بعد الزواج إصابته بداء البخل والذي لم يقتصر على النواحي المادية فحسب بل امتد لعواطفه وأحاسيسه تجاهي حتى ابنتنا الوحيدة ذاقت هي الأخرى من بخله فلم يفكر يوماً شراء ما يفرحها أو يحتضنها ليشعرها بحنانه .. ما دفعني للعمل هرباً من دائرة بخله فتوظفت في أحد البنوك حيث التقيت بزميلي لتتوطد علاقتنا فهو يعاني من مشكلات زوجية ويتحملها بدافع الحرص على أبنائه .. وبلا تخطيط مني أو منه تورط كل منا في حب الآخر .. ولأنني لم أعتد الخيانة ولو في الخيال طلبت الانفصال .. وعندما رفض زوجي صارحته بمشاعري .. فطلقني بعد أن أجبرني على إبرائه من جميع حقوقي حتى حضانة ابنتي اضطررت للتنازل عنها خوفاً من فضحي ومن نبض إليه قلبي في مقر عملنا كما هددني !.. هكذا عدت للمنزل الذي كان السبب في هروبي لكن بقى داخلي رجاء أن يعوضني من سلمته قلبي كل ما عانيت .. فهل قدر تضحياتي ؟!.. لقد دأب على معاتبتي وتعذيبي .. ونقل نفسه لفرع آخر ثم بدأ يتباعد يوما تلو اليوم حتى اختفى نهائيا من حياتي ..هكذا أصبحت أعيش في متاهة لانهائية من عدم الأمان .. فهل أسعى لإعادة من عشقت أم أحاول استرضاء طليقي عله يعيدني إلى عصمته ؟!..

الرد : هل يعقل أن ترتكبي كل هذه الأخطاء في حق نفسك بحجة الهرب من أوضاع ترفضينها !.. في البداية تقدمين على زيجة دون التأكد من طباع من سيشاركك باقي عمرك لمجرد فرارك من منزل أسرتك !.. ورغم عدم توافقك معه إلا أنك قبلتي الاستمرارية بلا أية محاولة لتصحيح مسار علاقتكما !.. وأخيراً التقيت بمن استغل معاناتك وأوهمك بحبه فضربتي عرض الحائط بزواجك ومستقبل ابنتك !.. والنتيجة خسارة الاثنين والعودة إلى المكان الذي تتوهمين أنه وراء ضياعك ! .. والآن تبحثين عن الأمان بين خيارين أحدهما إهانة كرامتك أمام رجل تلاعب بأحاسيسك والآخر إذلال نفسك لاسترجاع زوج لم يشعرك بالسعادة يوماً .. وكأن الاستقرار لا يأتي إلا من غيرك !.. أعتقد أن سبب أزمتك يكمن في معتقداتك الخاطئة ومن ثم يعتمد خروجك منها على تغير أسلوب تفكيرك والبحث عن ذاتك من خلال عملك حتى توفرين احتياجاتك المادية مما يساعدك على التمتع بالاستقلالية ليست المادية فحسب بل والمعنوية أيضاً والأهم من كل ما سبق استعادة ابنتك التي لا ذنب لها في أحزانك .. وقتها فقط تصلين بنفسك لما يحقق غايتك واستقرارك ..