السبت 29 يونيو 2024

دوامة الانتقام !

8-3-2017 | 22:33

كتبت : مروة لطفي

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...

المشكلة : قد تكون مشكلتي متشابهة مع بعض صاحبات القلوب الحائرة إلا أن مضاعفاتها تختلف كثيراً عنهن.. فأنا فتاة أبلغ من العمر23عاماً.. تخرجت في كلية التجارة و لم أجد عملاً بعد.. بدأت حكايتي منذ 3 سنوات، حين نبض قلبي لشاب يكبرني بسبع أعوام.. وقد بادلني نفس الأحاسيس لتربطنا علاقة حب دامت لعدة أشهر.. كنت خلالهم أسعد إنسانة في الكون.. ولأن دوام الحال من المحال، فقد تغير تجاهي دون مقدمات بل و صارحني برغبته في الفراق بحجة عدم استعداده للزواج !.. و رغم محاولاتي المستميتة للبقاء معه إلا أن جميعها باءت بالفشل.. الأمر الذي أصابني باكتئاب حاد.. و ازداد بعد سماعي لخبر خطبته لأخرى ! فأدركت أنني لم أكن بالنسبة له سوى آداة للتسلية واللهو!.. وهنا انقلبت حياتي رأساً على عقب.. فسرت أبحث عن نظرات الحب و الإعجاب في عيون كل شاب التقي به كي أثبت لنفسي أن هناك من أحظى باهتمامه.. بعدها، تطور الأمر لأرتبط بكل من يطلب ودي وأعمل كل ما في وسعي ليحبني لدرجة الجنون.. وما أن يتقدم لخطبتي حتى أرفضه بحثاً عن غيره.. على هذا المنوال.. مضى عامان من عمري مررت خلالهما بعشرات التجارب.. والغريب، أنني أشعر بلذة لا توصف كلما دمرت قلب و انتقمت لنفسي و بنات جنسي من هؤلاء الخائنين الملقبين بالرجال.. فهل أصبت بمرض نفسي يحتاج علاج ؟!

- الرد : ما أصعب العبث بمشاعر البشر.. لكن الأصعب منه أن يتحول من تعرض له إلي آخر يتقن التلاعب بقلوب من لم يقترف ذنباً سوى إسكانه بين حناياه !.. وهو ما تعانين منه، فقد أدت صدمتك إلي فقدان توازنك و أصبحتِ تبحثين عن كلمة حب تعيدين بها ثقتك في نفسك.. و يوم تلو الأخر تغيرت صورة الأشياء من حولك.. و دخلتِ برضاكِ أو رغماً عنك في دوامة الانتقام ناسية أنكِ أول من سيدفع فاتورة هذا الانتقام ليس من سمعتك فحسب بل أيضاً من سنوات تهدرينها في علاقات لن يكتب لها أبداً النجاح.. بعدها، تستيقظين على صرخة عمرك الذي ضاع هباءً سعياً وراء أكذوبة الثأر لبنات جنسك على حد قولك!.. لتنعم كل فتاة بحياتها السوية مع زوج وأبناء.. كما يستمتع من عبث بمشاعرك بدنياه بينما تبقين وحدك نادمة على وهم الانتقام.. أفيقي لمستقبلك وفكري في عمل يشغلك حتى يطرق بوابة قلبك من يقدر مشاعرك، فتنعما بالسعادة سوياً.. فإذا فشلتي في الخلاص من تلك الشحنات السلبية المسيطرة على تفكيرك، فأنصحك باللجوء لأخصائي نفسي لمساعدتك.