كتبت هبة علي

رحل عن عالمنا أمس الكاتب الكبير يوسف الشاروني، وعن الشاروني يقول الناقد الأدبي د. حسين حمودة:

تجربة يوسف الشاروني تمثل نموذجا للغنى والتعدد والاستمرار على أكثر من مستوى. كتاباته تنوعت بين الابداع في القصة القصيرة التي أخلص لها، وكتب فيها مجموعات عديدة مهمة، وروايته التي كتب فيها عمله "الغرق"، والدراسات النقدية والادبية التي تحرك خلالها بين الكتابات عن أنواع أدبية، وعن شخصيات من المبدعين والمبدعات. في هذه التجربة الغنية والمتعددة جاور يوسف الشاروني بين ملامح لا تتجاور عادة: البساطة الشديدة بجانب مغامرة استكشاف جماليات لكتابة جديدة، والقضايا العامة والخاصة، والتفاصيل المتعلقة بشخصيات بأعيانها والتناولات الانسانية المشتركة بين كل البشر.

وأضاف حمودة: هناك قيم أساسية في حياة الشاروني، وفي كتاباته، يمكن أن تكون نموذجا فريدا لربط الابداع بالحياة، وللتمسك بهذه الحياة حتى آخر قطرة. يوسف الشاروني الذي أجرى عملية قلب مفتوح منذ سنوات، ظل حتى بعد أن جاوز التسعين من عمره، حريصًا على القيام بكل واجباته، ومن ذلك حضوره المنتظم لجلسات اللجان التي كان يشارك فيها، والأهم من ذلك حرصه على أن يواصل الكتابة، وعلى ألا يتوقف أبدًا عن العطاء.