الخميس 23 يناير 2025

وزير الداخلية خلال احتفالات عيد الشرطة: نخوض معركة فاصلة في مواجهة الإرهاب

  • 24-1-2018 | 12:23

طباعة

ننشر نص كلمة اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، التي ألقاها أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في الحفل الـ 66 لعيد الشرطة، بمقر أكاديمية الشرطة، حيث قال :

"يسعدني وأعضاء هيئة الشرطة .. أن أتقدم لسيادتكم  والحضور الكريم .. بأسمى معاني الترحيب والتقدير على تشريفكم الاحتفال بعيد الشرطة السادس والستين .. الذي يواكب ذكرى معركة الإسماعيلية التي جسدت بطولة رجال قدموا ملحمة كفاح ونضال في مواجهة قوى الظلم والاستعمار التي حاولت أن تكسر إرادة هذا الوطن  حين وقف رجال الشرطة الأبطال .. في وجه الطغاة .. رافضين التخلي عن جزء غالي من أرض الوطن .. مقدمين الشهادة على الاستسلام .. تلك الوقفة التي حملت كل معاني البطولة والصمود .. وشكلت جزءا من وعي وطني ترسخ في أذهان الأجيال المتعاقبة من حماة الوطن .. الساهرين على أمنه .. ليشهد التاريخ عقب مرور ستة عقود على تواصل تضحياتهم وبسالتهم .. دفاعا عن أرض سيناء الغالية جنبا إلى جنب مع أشقائهم من القوات المسلحة .. ليسطروا سويا ملحمة وطنية وقفت حائلا أمام مخططات هدامة تم تدبيرها للنيل من استقرار هذا الوطن .

 

وأضاف وزير الداخلية، :"تأتي ذكرى عيد الشرطة لتجسد تضحيات من جادوا بأرواحهم ودمائهم الغالية .. في سبيل رفعة هذه الأمة وأمن شعبها .. فكل التحية والتقدير لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. وسوف يذكر لهم التاريخ .. كيف امتزجت دمائهم الطاهرة بتراب هذا الوطن .. على امتداد ربوعه ومختلف أرجائه .. وكيف تسابقوا .. لمواجهة أعتى المخاطر  والقصاص من أيادي الغدر .. أينما كانت .. والتصدي للمعتدين وإحباط مخططاتهم الإجرامية فداء للوطن".

 

وتابع الوزير، إن ذكرى هؤلاء الشهداء الأبرار الذين ضربوا مثالا في التضحية ستظل دافعا لنا لاستكمال مسيرتنا في الدفاع عن مقدرات هذه الأمة وحمايتها من كيد المعتدين .. وسيظل هذا الوطن بشعبه وجيشه وشرطته وتضحيات شهدائه .. أبيا .. عصيا .. متماسكا .. فى مواجهة قوى الشر والظلام التي تسعى لهدم مؤسسات الدولة واستهداف وحدتها الوطنية .. بدعم وتمويل من قوى خارجية اتخذت من سياسة التدمير والهدم عقيدة لها، ولقد كانت مصر من أولى الدول التي حذرت العالم من خطورة توطن وانتشار الإرهاب .. نتيجة للصراعات السياسية والطائفية الراهنة .. كما بادرت القيادة السياسية بالدعوة إلى ضرورة التوصل لحلول سياسية عاجلة .. لإنهاء النزاعات الإقليمية التي تسببت في انتشار الفكر المتطرف وتنامي التنظيمات الإرهابية .

 

وأردف عبد الغفار، أود أن أؤكد لسيادتكم أن أجهزة وزارة الداخلية متأهبة .. لسعى مجموعات من المتطرفين الذين يحاولون الفرار من بؤر الصراعات وإيجاد موضع قدم في مناطق ودول أخرى، ورسالتي لهؤلاء .. أعداء الإنسانية .. أقول لهم إن رجال مصر .. الأوفياء .. الأشداء عازمون على حماية هذا الوطن مصرون على الذود عن مقدراته .. مؤمنون إيمانا راسخا بنبل رسالتهم وإنحيازهم الكامل لقيم الوطنية والعدالة والإنسانية والبناء .

 

وتابع، "أن الدولة المصرية .. ومؤسساتها الوطنية .. وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة .. تخوض معركة فاصلة في مواجهة الإرهاب والتطرف .. لإقتلاعه من جذوره .. وفق رؤية أمنية واضحة .. تدعمها إرادة سياسية حاسمة وعزيمة صلبة لا تلين ، ولسوف يذكرها التاريخ بأحرف من نور .. بأنهـا كانت ملحمــــة وطنيـــة رائدة أسست لها وساندتها القيادة السياسية .. وكانت دائما قوة الدفع لها عبر مراحلها المختلفة دون تردد أو تراجع.. من منطلق قناعة راسخة وتفهم ووعي كامل بأبعاد وشرور قضية التطرف والإرهاب .. وتداعياتها السلبية على مسيرة التقدم والتنمية فى مصر منذ عشرات السنين .. والمطالبة دوما بالشفافية وعدم ازدواجية المعايير في مواجهتها .. إقليميا ودوليا ، وإنه ليس بالحلم البعيد .. بل هو أحد طموحات إستراتيجية بناء الدولة المصرية الحديثة في وطن خالي من الإرهاب والتطرف حفاظا على مكتسبات الأجيال القادمة .. نعم إنه ليس بالأمر اليسير ولكنه غير بعيد المنال إذا ما ساندته إرادة شعب وعزيمة أمة أصرت على التخلص من أوبئة الأفكار الظلامية التى هددت أمنها وأعاقت مسيرتها وكادت أن تفتت وحدة أبنائها ...لتحيا مصر في أمن وسلام تظلله طموحات المستقبل الواعد لهذا الوطن الغالي".

واستطرد وزير الداخلية، "منذ تولي سيادتكم للمسئولية وأنتم تحرصون على السير بخطوات واثقة فى مسيرة البناء والتنمية .. ونحن نضع دائما نصب أعيننا توجيهاتكم الدائمة .. بأن نحفظ مصر مجتمعا متماسكا مستقرا .. يأمن فيه كل مواطن على نفسه وماله وعرضه .. ويتحقق فيه مناخ يطمئن فيه كل مصرى على مستقبل الأجيال القادمة ، وكنا دوما على عهدنا بالوفاء .. عاقدين العزم على العمل الجاد لتحقيق المصالح العليا للبلاد .. بعقيدة أمنية ترتكز على الإنتماء والعطاء والإخلاص فى المشاركة بدور فاعل فى بناء هذا الوطـــن .. معتمدين في ذلك على رجال يمتلكون عزيمة لا تلين .. فى مواجهة التحديات والتهديدات ، التى تعاظمت فى ظل المتغيرات الإقليمية التى تحيط بالوطن ، وتنفيذا لتوجيهات سيادتكم وحرصا على مواكبة مسيرة التنمية .. فقد سعت أجهزة الوزارة لتطوير أدائها في مواجهة التعديات على المال العام .. وحماية الاستثمارات العامة والخاصة .. بهدف توفير مناخ جاذب لرؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية .. وتأمين خطط واستراتيجيات الدولة المصرية في التنمية المستدامة .. كما تم فـي ذات السيـــاق تطويــر الخطط اللازمة لتأمين المشروعات القومية الجديدة بكافة ربوع الجمهورية .. بما يتلائم مع المستجدات الأمنية الراهنة .

 

وتابع، أن الأمن والأمان ليسا منة من أحد .. بل هو حق أصيل لكل مواطن أرسته الشرائع السماوية وكفلته المواثيق الدولية .. وأكدته القيادة السياسية بالمطالبة بأن تكون مكافحة الإرهاب حق من حقوق الإنسان ونحن نجدد عهدنا بأننا ماضون فى مسيرة دعم أمن واستقرار هذا الوطن .. وفق إلتزام راسخ يرتكز على إحترام سيادة القانون .. وصون كرامة المواطن .. مؤكدين على تمسكنا بقيم العدالة بالرغم من محاولات التشكيك المغرضة .. للنيل من جهاز الشرطة وبهدف غل يده عن تنفيذ القانون على الجميع دون تمييز ، ولقد غاب عن مروجي تلك الإدعاءات أن أبعاد مؤامراتهم قد تكشفت ..  وأن الشعب المصري الواعي .. قادر على التمييز بين من يهدف إلى البناء والتنمية ومن يحاول الهدم والتدمير .

 

وأردف وزير الداخلية، تحية تقدير وإعزاز لكم ولأسركم فى يوم عيدكم .. فقد أكدتم دائما بجهودكم المضنية وتضحياتكم المخلصة .. أنكم خير خلف لمن سبقكم من رجال الشرطة .. ولقد كانت مواقفكم الوطنية الراسخة فى مواجهة التنظيمات الإرهابية والإجرامية .. وحرصكم على إحلال الأمن والإستقرار فى ربوع البلاد .. إمتدادا لعقيدة أمنية مستقرة .. تتخذ من مبادىء الوطنية وقيم التفانى وإنكار الذات .. منهجا وطريقا للأجيال المتلاحقة من رجال الشرطة الأوفياء، ونثق في إيمانكم بقيم التضحية والفداء .. وعزمكم على بذل المزيد من الجهد والعطاء .. واضعين نصب أعينكم إعلاء قيم الوطنية والإنسانية وإحترام حقوق الإنسان والحريات العامة .. متمسكين بسيادة القانون وقدسية تراب الوطن .

 

ووجه حديثه للرئيس قائلا: "لقد واجهتم والشعب المصرى من حولكم .. التحديات الجسام .. بكل عزم وإصرار .. وعبرتم بالوطن إلى مرحلة الإستقرار .. وإنطلقتم لتحقيق الإنجازات .. وتنفيذ المشروعات .. بحكمة وشجاعة .. متمسكين بأن تظل مصر منارة لقيم الإعتدال والسلام  ونحن نعاهدك يا سيادة الرئيس فى ذكرى يوم التضحية والفداء بأن نظل داعمين لمسيرتكم .. مخلصين لرسالتنا فى صون أمن الوطن والمواطن والحفاظ على مقدراته  ، حفظ الله مصر آمنة مطمئنة .. وحفظكم قائدا راعيا للسلام والنماء .. وجعلنـا شعبا وجيشا وشرطة  في رباط إلى يوم الدين .. إنه نعم المولى ونعم النصير".

 

  

    الاكثر قراءة