ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن إلغاء الاتفاق
النووي الإيراني سيكون أفضل من تطبيق إصلاح غير حقيقي للأزمات التي تتخلله والتي أشار
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها في خطاباته.
وهدد ترامب في وقت سابق من يناير الجاري، الكونجرس بأنه إذا
لم يصلح الاتفاقية قبل موعد التصديق على التزام إيران ببنوده، سيلغي الاتفاق النووي
تماما.
وقالت المجلة في تقرير أمس /الأربعاء/ إن الثغرات التي عددها
ترامب يمكن أن يستغلها المدافعون عن الاتفاقية وهو ما سيجعله مشاركا غير مباشر مع الرئيس
السابق باراك أوباما في تسهيل حصول إيران على أسلحة نووية.
وأشارت إلى أن إحدى الثغرات التي أشار لها ترامب.. هي تفتيش
المواقع العسكرية الإيرانية، إلا أن الحل الذي اقترحه لا يحل مشكلة ضرورة مطالبة المفتشين
الدوليين من السلطات الإيرانية بالسماح لهم بالدخول للمواقع عسكرية.
وأوضحت "فورين بوليسي" أن الكونجرس ينبغي أن يطلب
من أجهزة المخابرات بتحديد المواقع العسكرية في إيران التي تستحق فعلا التفتيش، وأيضا
الخروج بطريقة لجعل التفتيش إجباريا وليس بناء على طلب من طهران.
وذكرت أن أحد أكبر ثغرات الاتفاق هو برنامج إيران للصواريخ
الباليستية، مشيرة إلى أن كيفية تعامل الكونجرس مع هذه الأزمة ستحدد مدى جودة إصلاح
ترامب للاتفاقية.
وأضافت المجلة الأمريكية أن فشل الاتفاق النووي في تقييد
تطوير إيران للصواريخ الباليستية في ظل رفع العقوبات عنها يترك البنية التحتية لتخصيب
اليورانيوم غير ملموسة، كما يسمح لإيران بتطوير صواريخ يمكنها حمل الرؤوس النووية في
المستقبل.
ورأت المجلة أن الإصلاح الزائف لهذه المشكلة سيعالج فقط تطوير
إيران للصواريخ طويلة المدى فقط، أو مثل الإصلاح الذي يناقشه مجلس الشيوخ الأمريكي
حول الفصل بين صواريخ إيران الباليستية عن العقوبات الاقتصادية النووية، عن طريق فرض
عقوبات أضعف لن تردع أبدا طهران من تطوير صواريخها.
وذكرت المجلة أن ترامب منح الكونجرس 120 يوما لإصلاح الاتفاق
النووي، محذرة من خطورة عواقب أي حلول سيئة على أمريكا وحلفائها، مشددة على أن الكونجرس
يجب أن يعي أنهم إذا لم يستطيعوا إصلاح الاتفاق فعلا فينبغي تدميره تماما لأن فرصة
إصلاحه لن تتكرر مرة أخرى.