إعداد وترجمة: ولاء فتحى
«نوم العوافى».. كان دعاء المحبة الذي حفظه تراثنا الشعبي ، تعبيرا عن تمني الخير للإنسان خلال «ثلث حياته»، أو ساعات نومه التي يقضيها علي السرير
العلم الحديث ما زال مهموما بأسرار «فن النوم»، ولا زال العلماء يحاولوا القضاء علي منغصاته..
أشهر الأحلام، ونهاية آلام الأرق والشخير.. في سطور الملف التالي...
دراسة أمريكية حديثة
أشهر خمسة أحلام وكوابيس.. يتشاركها العالم
هو عالم ملتبس،مليء بالإيحاءات والغموض، تعددت وجهات النظر في التعامل معه من عصر إلى عصر،ومن ثقافة إلى ثقافة،فهناك من قارب الأحلام دينيا وهناك من قاربها سحرا ودجلا،لكن العلم لم يتوقف يوما عن دراستها بل وحتى إدخالها المعمل،وقد كانت النتائج واعدة، بحيث استطاع العلماء أن يثبتوا أن للأحلام –باعتبارها واحدة من الظواهر البشرية- قواعد عامة تسري على كل البشر باختلاف الجنس واللون والثقافة، فهي فعل نفسي مرتبط بالحياة الواعية، له أصوله وقواعده وتداخلاته مع حياة البشر وتركيبتهم النفسية والاجتماعية.
هل سبق وأن حلمت بأنك ترسب في امتحان مادة ما ، لننتقل لحلم آخر هل حلمت بموت عزيز عليك وهو مازال على قيد الحياة، إذا كانت الإجابة هي نعم فهنيئا لك فأنت تنتمي للمجموعة البشرية الأكبر على مستوى العالم فطبقا لقاعدة البيانات التي وضعها الطبيب والباحث “كيلي بولكلي” في جامعة بيركلي كاليفورنيا فإن هناك خمسة أحلام هي الأكثر شيوعا بين البشر أجمعين،هنا قام الباحث الزائر في اتحاد خريجي اللاهوت بترتيب وتصنيف ومحاولة تفسير هذه الأحلام الأكثر شيوعا طبقا للدراسة الحديثة التي قام بها.
أن تحلم بأن أحدا يهاجمك
يعتبر هذا الحلم هو الأكثر شيوعا بين البشر، فقد قال: 83 % من العينة أنهم حلموا هذا الحلم ولم تختلف النسبة كثيرا بين الرجال والنساء فنسبة الرجال هي 77% والنساء 78% أي أن النساء تزيد بنسبة طفيفة عن الرجال،يحاول كيلي بولكلي أن يقدم تحليلا لهذا الحلم الأكثر شيوعا بين البشر قائلاً: إن هذا الحلم هو الأساس لكل كوابيس الطفولة التي يظل الناس يتذكرونها طوال حياتهم وهو يحمل أبعادا رمزية كثيرة، فالمهاجم في هذا الحلم قد يعبر عن رغبة داخلية مكبوتة قام الإنسان بقمعها أثناء اليقظة، كذلك يمكن للمهاجم في الحلم أن يمثل تهديدا حقيقيا موجودا في العالم الخارجي للحالم سواء كان التهديد شخصا أو شيئا، على الجانب الجمعي قد يشكل هذا الحلم رجع صد لغريزة أسلافنا البدائيين الذين كانوا مستعدين دائما لمواجهة أخطار لا حصر لها في بيئتهم المحيطة بهم، وينبغي عليه طول الوقت أن يكون الإنسان مستعدا حتى يتمكن من البقاء على قيد الحياة وإلا فالهلاك نصيبه.
الحلم بالمدرسة والمدرسين والدراسة
في المرتبة الثانية تأتي الأحلام المرتبطة بالدراسة والمدرسين، حيث قال: 78% من العينة أنهم حلموا بتلك النوعية من الأحلام، ولكن هنا تفوقت النساء على الرجال فنسبة النساء كانت 81% أي أنهن يشكلن النسبة الأكبر بينما الرجال 71% فمعظم من اجتازوا مرحلة أو أكثر من التعليم النظامي يظلون لسنوات يحلمون بها ورغم أن معظم المشاركين في الدراسة كانوا جامعيين ورغم ذلك فإن هذا الحلم ليس حديثا فقد أظهرت الدراسات أن هذا الحلم كان منتشرا في الصين القديمة بل أنه تحول لديهم إلى كابوس، حيث كانت بعض الامتحانات تحدد مستقبلهم.
الحلم بالخبرات الجنسية
هنا يتفوق الرجال تفوقا كاسحا على النساء في هذه الأحلام التي تأتي في المرتبة الثالثة، حيث بلغت نسبة الأحلام ذات المحتوى الجنسي لدى الرجال 85% مقارنة 58% لدى النساء، ومن هنا تقرر هل هذا يرجع إلى الطبيعة أم إلى التنشئة، فهناك من يقول إن فطرة الرجال هي السبب وراء ذلك، وهناك من يحاجج بأن الثقافة العصرية هي التي حفزت هذه النوعية من الأحلام لدى الرجال وفي المقابل تثبط الأحلام الجنسية لدى النساء، وفي كل الأحوال فهذه الأحلام هي تعبير عن غريزة من أقوى الغرائز لدى البشر وتتشكل طبقا للتحديات المجتمعية والأخلاقية المحيطة.
حلم السقوط
يحل حلم السقوط في المرتبة الرابعة وهو أكثر حدوثا من حلم الطيران فمن الطبيعي أن نقع ضحية للجاذبية لا أن نعلو فوقها فسيولوجيا تحدث هذه النوعية من الأحلام عندما يكون هناك تحول مفاجىء في الناقلات العصبية للدماغ من مرحلة إلى أخرى من مراحل النوم، أما في التفسير فهو يشير رمزيا إلى الصدمة والانقطاع ويعكس تجارب التغيير المفاجيء أو الفقدان، وحتى الأديان تخبرنا بأن العالم نفسه سيقع وينتهي،وهنا تفوق نسبة النساء للرجال 73 % مقابل 69 %.
أن تحاول وتحاول في فعل شيء ما يتفوق الذكور على الإناث في هذا الحلم، ففي بعض الأحيان يقع العقل فريسة للدوران في حلقة مفرغة من الفشل والتجارب الناقصة،وهذا الحلم يولد في اليقظة مشاعر كثيفة من الإحباط والفشل والخوف،أما فسيولوجيا فقد يرجع السبب للشلل العضلي العام الذي يحدث أثناء النوم،ولكن علينا هنا أن نتذكر أسطورة سيزيف اليونانية التي تعكس أن نصبح جميعا محاصرين في دوامة لانهائية من العبث.
كشفان تكنولوجيان ..لنوم أكثر هدوءا.. لا شخير بعد اليوم
السرير 360 يغير وضعك أثناء النوم.. ويشعر برغبتك في «الشخير» مبكرا
لا تتوقف التكنولوجيا عن إبهارنا وتحسين نمط حياتنا وابتكار حلول مبدعة لأكبر وأدق وأكثر مشاكلنا حرجا، في هذا الإطار تقف “تكنولوجيا النوم” وهي الآن واحدة من أهم وأكبر الاتجاهات في المجال الاقتصادي، وهي تقدم مجموعة مذهلة من الاختراعات التي تقدم حلولا لمشكلات النوم من الأرق إلى الشخير.
من أهم هذه الاختراعات الجديدة التي تأسر العين هو “السرير-360” وهي مرتبة تقوم بتغيير وضعية الجسم أثناء النوم في الليل ويستخدم هذا الفراش الهواء الموجود في الغرفة ليجعل النائم يكف عن الشخير بلا أي مجهود يبذله النائم وبراحة لا مثيل لها.
تقوم المرتبة بتغيير وضعيتها أيضا لتضبط نفسها على منطقة أسفل الظهر والكتفين، وذلك عن طريق شاشة فيديو كبيرة فوق السرير، حيث يمكن للشخص الذي ينام فوقها أن يراقب ويعدل وضعه ويغوص في نوم عميق في ثلاث دقائق فقط والطريف في المسألة أن الفراش الجديد يمكنه أن يشعر بأنك سوف تشخر قبل أن تقوم أنت بذلك.
أما الإمكانيات الأخرى للفراش المبهر فهو أنه يقيس معدل ضربات القلب والتنفس والحركة للنائم، حيث يتكيف مع جميع الأوضاع ليعطي النائم النوم الأكثر راحة أى إنه الفراش الوحيد الذي يبدأ عمله عندما تبدأ أنت نومك.
من ناحية أخرى قام العلماء باختراع حزام للذقن يمكن ارتداؤه أثناء النوم ليمنع الشخير، وذلك من خلال دعم الفك السفلي واللسان لمنع انسداد مجرى الهواء، وهو مصنوع من مواد عالية التقنية، وخفيفة الوزن، ومواد فائقة الراحة، وتمكن آلاف الأشخاص الذين استخدموا هذه التقنية من الوصول لنوم أفضل، وصحة أفضل بشكل عام، لكن حتى الآن لم يتم تقييم هذا المنتج من قبل إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة الأمريكية،ولكن الدراسة التي نشرت في قسم طب النوم بكلية طب فرجينيا أكدت أن ارتداء هذا الحزام هو وسيلة فاعلة جدا للقضاء على الشخير..
..ودراسة أخرى حديثة
«المحمول» يسبب الأرق و«النوم التعس»
تتزايد الدراسات العلمية التي تحذر من مخاطر استخدام الموبايل، لكن هذه الدراسة الجديدة تربط بين كثرة قضاء الوقت أمام شاشة المحمول والنوم التعس أو حتى الأرق.
في هذه الدراسة الأمريكية الجديدة وجد الباحثون أنه كلما ازداد الوقت الذي تقضيه أمام شاشة المحمول خاصة في وقت ما قبل النوم فإنك تعضد أنماطاً من النوم المضطرب بما في ذلك أن تستغرق وقتا أطول لتنام.
يقول جريجوري ماركوس الباحث المشارك في الدراسة: إن الوقت الذي تقضيه أمام شاشة المحمول يخفض بما لايدع مجالا للشك من نوعية نومك”
وتنطبق نتائج هذه الدراسة على الكثير من الأجهزة الإلكترونية التي تؤثر على الإنسان حتما عندما يحين الوقت لتغمض عينيك.
يوضح سايمون آرتشر الخبير في دراسات النوم إن الأدلة التي تظهر مدى التأثير السيىء للأجهزة الإلكترونية على النوم تتراكم ولا تدع مجالا للشك ويزيد هذا التأثير السلبي مع استخدام تلك الأجهزة في وقت ما قبل النوم”
تصدر هذه الأجهزة قدرا كبيرا من الضوء الأزرق وهذا الضوء هو مشكلة في حد ذاته لأنه يوقف هرمون الميلاتونين، وهذا الهرمون المهم يبدأ في الارتفاع قبيل النوم وهو نوع من الإشارات التى يفرزها الجسم ليعبر بها عن استعداده للنوم”
يقول «أرتشر»: إن للضوء الأزرق تأثيراً منبهاً كما أن محتوى الرسائل الموجودة في الرسائل الإلكترونية تسبب الإحساس بالضغط والإجهاد وتلعب دورا لا يستهان به في التقليل من جودة النوم أو الأرق.
اعتمدت هذه الدراسة التي نشرت في جورنال “بولس وان” على التعاون بين باحثين من جامعة كليفورنيا،سان فرنسيسكو،وأطباء في الصحة العقلية قاموا بتحليل إجابات ذاتية للبالغين الذين أكملوا سلسلة من الدراسات الاستقصائية على الإنترنت كجزء من دراسة صحية على مستوى العالم اسمها “اي-هارت”.
طلب من المشاركين تحميل تطبيق مخصوص يقوم بجمع المعلومات المطلوبة باستمرار وبشكل أوتوماتيكي مما مكن الباحثين أن يتعرفوا بشكل دقيق على عدد الساعات التي تظل شاشة المحمول فيها مفتوحة.
أظهرت النتائج أنه في المتوسط يقضي البالغون 7.3 دقائق من كل ساعة على مدار اليوم أمام شاشات هواتفهم ويزيد هذا المعدل في السن الأصغر بشكل ملحوظ.
وفي الجزء الأخطر من الدراسة أظهر تحليل المعلومات أن كل زيادة في عدد الدقائق أمام شاشات المحمول ارتبطت بتقليل الوقت الذى تغمض فيه العين، وبالتالي بانخفاض عدد ساعات النوم بحيث إنه أمام كل دقيقة إضافية يقضيها الفرد أمام شاشة المحمول ينخفض وقت الاستغراق في النوم دقيقة ونصف.
وبرغم تأكيد «ماركوس» على أهمية التكنولوجيا الحديثة وأنها وسيلة مهمة لحل العديد من المشكلات إلا أنه يحذر من عدم تنظيم التعامل معها وأخذ مخاطرها في الاعتبار فقد أثبتت دراسات أخرى أن هناك علاقة وطيدة بين النوم السيىء وزيادة السمنة المفرطة و فرص السكتة الدماغية.