عقدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) اليوم ورشة عمل تشاورية حول التدابير الوقائية لمنع دخول وانتشار بكتيريا (Xylella fastidiosa) المسببة لمرض التدهور السريع في الزيتون ، وذلك في إطار تحديات التنمية المستدامة لمحصول الزيتون في مصر.
وتهدف ورشة العمل للوقوف على الوضع الحالي للإجراءات المتخذة في منع دخول وانتشار مرض التدهور السريع ، واستعراض خطة العمل الوطنية لمواجهة الخطر القادم ، وتحديد الاحتياجات الفنية وبناء القدرات وبيان مجالات الدعم التى يمكن أن تقدمها الجهات المعنية بقطاع الزيتون في مصر ، بالإضافة إلى رفع مستوى التنسيق والتعاون بين الجهات المختلفة ضمن رؤية مستقبلية.
وتعقد هذه الورشة في مصر في إطار المشروع الإقليمي لمنظمة الفاو حول دعم القدرات لمنع دخول وانتشار بكتيريا (Xylella astidiosa ) المسببة لمرض التدهور الّسريع لمحصول الزّيتون في دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وتعتبر الورشة أحد أنشطة المشروع في مصر بمشاركة وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي ممثلة بمركز البحوث الزراعية بالإضافة إلى خبراء متخصصين من جميع الجهات ذات العلاقة.
وفي الكلمة الإفتتاحية للدكتور محمود مدني رئيس مركز البحوث الزراعية التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد سليمان نائب رئيس المركز، أكد على أهمية ورشة العمل في توعية الحضور حول اتخاذ التدابير اللازمة لمنع دخول وانتشار مرض التدهور السريع لمحصول الزيتون ، خاصة وأن هناك 243 ألف فدان مخصصة لزراعة الزيتون في مصر ، منها 188 ألف فدان مساحة مثمرة تنتج 875 ألف طن في السنة ، 75% من الإنتاج هو زيتون مائدة والباقي يصنع منه الزيت" وأيضا أنه محصول أساسي في خطة زراعة المليون ونصف فدان.
وفي كلمته الافتتاحية للورشة ، قال حسين جادين ممثل الفاو في جمهورية مصر العربية إن إنتاج الزيتون وقطاع زيت الزيتون يمثل أحد أهم مصادر الدخل والأمن الغذائي في مصر ، كما في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ، خصوصا في المجتمعات الريفية ، حيث تعتمد آلاف الأسر في هذه المناطق على إنتاج الزيتون للحد من معدلات الفقر والبطالة ، وسعت الفاو للتحذير من خطر المرض ورفع مستوى الوعي بالدول حول خطر البكتريا وكيفية التعامل معها ، وذلك منذ تفشي المرض لأول مرة في اقليم بوليا في إيطاليا في عام 2013.
بدوره ، استعرض ماجد الكحكي المنسق الإقليمي للمشروع جهود منظمة الفاو على المستوي الإقليمي في رفع الوعي حول هذه البكتيريا والجهود المبذولة منذ ظهور المرض في إيطاليا 2013 ، حيث عقدت العديد من حلقات النقاش واللقاءات العلمية حول الموضوع ، ولفت انتباه دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا إلى خطورة هذا المرض ، كما دشنت منظمة الفاو مشروعاً للتعاون الفني لدعم الجهود التي تبذلها الحكومات للحد من مخاطر دخول وانتشار ( Xylella fastidiosa ) وآثارها الضارة ، والذي دشن رسميا في نهاية شهر أغسطس الماضي في تونس ، وحالياً يتم تنفيذه في 7 دول بإقليم الشرق الأدنى وشمال افريقيا ، من ضمنها جمهورية مصر العربية.
واستعرضت الورشة جهود الفاو بخصوص تدابير منع وانتشار مرض التدهور السريع علي المستوي الوطني والوضع الراهن لصناعة الزيتون والنظرة المستقبلية للتوسع ودور القطاع الخاص في التنمية المستدامة لصناعة الزيتون في مصر ودور الحجر الزراعي في حماية برامج التنمية الزراعية ، إلى جانب متطلبات استدامة الخطة الوطنية لمواجهة خطر البكتيريا وأوجه الدعم من القطاع الخاص والجهات المانحة.
ويعتبر مرض التدهور السريع من أخطر الأمراض القاتلة لأشجار الزيتون والمسبب المرضي يصيب أكثر من 360 نوعا نباتيا آخر تشمل العشرات من النباتات ذات الأهمية الإقتصادية مثل العنب والموالح وأشجار الفاكهة متساقطة الأوراق والعديد من نباتات الزينة وتتسبب به بكتيريا تسمى ( fastidiosa . Xylella ) التي عرفت منذ أواخر القرن التاسع عشر كمسبب مرضى لألفحة البكتيرية للعنب أو مرض بيرس فى الولايات المتحدة الأمريكية.