كتبت : مروة لطفي
لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...
المشكلة :
فكرت في الكتابة لكي لأن والدتي من قارئاتك علها تقتنع بكلامك .. فأنا شاب في أوائل العقد الثالث من العمر .. توفى والدي أثر أزمة قلبية و أنا في الصف الأول الابتدائي .. و رغم أن أمي كانت في ريعان شبابها حينذاك إلا أنها رفضت الزواج و أفنت عمرها علي تربيتي لتكون الأم و الأب و كل الأهل .. فلم تبخل يوماً بميراثها عن والديها و الذي صرفته بالكامل على تعليمي في أفضل المدارس و الجامعات خاصة أن معاش والدي لم يكفي شيئاً كما أنه لم يترك لنا سوى الشقة التي نقيم فيها و سيارة صغيرة .. المهم ،.. ظلت علاقتي بوالدتي لها شكل مختلف عن باقي زملائي مع أمهاتهم .. فهي تغير علي من الهواء الطلق ، و كلما مررت بعلاقة عاطفية حاولت بشتى الطرق أثنائي عنها و إظهار كل المساوئ فيها .. هكذا ،.. مضت بي السنوات حتى وصلت للثلاثين دون ارتباط رسمي .. وأخيراً التقيتها فتاة تصغرني بخمس سنوات ،عميلة بالبنك الذي أعمل به ،.. شخصية ممتازة بكافة المقاييس و قد شغلت قلبي و عقلي و الأهم أنها بادلتني نفس المشاعر .. فكان من الطبيعي أن نتوج علاقتنا بالرباط الشرعي .. و هنا انقلبت الدنيا و لم تقعد ، فما أن فاتحت والدتي في أمرها حتى بدأت كعادتها تبحث عن عيوب ليس لها وجود فتارة شكلها لا يروق لها و تارة أخرى قلبها لا يرتاح لكلامها و عندما أصريت عليها كانت المفاجأة حيث وقعت على الأرض مغشياً عليها و عندما أفاقت اعترفت بغيرتها الجنونية من أي واحدة تأخذني منها على حد قولها و ذكرتني بتضحيتها من أجلي .. و لأنني أنا الأخر أحبها و لا أريد جرحها لجأت إليكِ علك تساعديني في أقناعها بضرورة تغير أسلوبها ..
- الرد : جميل أن نضحي من أجل أبنائنا لكن الأجمل ألا نفرض عليهم دفع الثمن حتى لا تتحول تضحيتنا إلى قيد يكرههم في عيشتهم .. و هو ما تقومين به سيدتي .. فمن الطبيعي أن تحبين أبنك و تهتمين لأمره لكن أن يتحول الحب لغيرة جنونية و منع من الزواج فهذا حب مرضي يحتاج إلى وقفة .. لذا أدعوكِ لإعادة حساباتك ألا تحلمين بالحصول على لقب جدة و الاستمتاع بأبنائه و الذين كثيراً ما تكون معزهم أكثر من الابن نفسه ؟!.. فكري جيداً و أنا على يقين بأنكِ ستصلين لما فيه الخير و السعادة لأبنك و أنتِ من قبله لأن فرحتك لن تكتمل إلا بسعادته .