كتبت : مروة لطفي
لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...
المشكلة :
هل حقاً ما مررت به من تجارب عاطفية لم يكن حباً ،.. أو بمعنى أصح كان مجرد رغبة في الارتباط ؟!.. و هل يعني العشق أن نتغاضى عن الاختلافات لإرضاء الحبيب ؟!.. أسئلة كثيرة طرحتها و حيرة أكثر أعيشها .. فأنا فتاة أبلغ 26 عام .. تفتحت عيني على أسرة مفككة و مشاحنات بين والداي رغم أنهما تزوجا عن قصة حب ! ،..الأمر الذي جعلني أخشى على مشاعري من حرفي الحاء و الباء لما ينجم عنهما من تنازلات تسلب راحة البال و تدخل الواقعين فيهما دائرة الأحزان !.. من هذا المنطلق ،.. اتخذت قراري و وضعت حول أحاسيسي سياج من الممنوعات !... هكذا ،.. مضت بي سنوات العمر حتى وصلت إلى السنة الأخيرة بكلية التجارة دون أن أمر بأي تجربة عاطفية .. و فجأة بلا مقدمات رأيته ،.. ضابط شرطة له صلة قرابة بإحدى زميلاتي .. و لا أعرف لما أو كيف نبض القلب له... و قد بادلني نفس المشاعر .. ارتباطنا .. فأزداد تقاربنا و كأي علاقة طفت الخلافات الناجمة عن تباين الطباع بيننا .. و لأن صورة والداي لا تفارقني ، فقد حسمت أمري و تغلبت على مشاعري نحوه معلنه الرحيل خشية أن تدمر تلك الخلافات حياتنا في حال زواجنا .. ففوجئت به يقول " لو حبتينى حقاً لقبلتي اختلافاتنا و بحثتِ عن مخرج لحلها ! "... بعدها ،.. تخرجت و عملت بإحدى الشركات و فيها تعرفت على زميل يكبرني بخمس أعوام و قد أعجب بي من الوهلة الأولى كذلك أنا ، لذا تقدم لخطبتي .. و ما أن وضعت دبلته في إصبعي حتى تكررت حكايتي السابقة بنفس تفاصليها .. خلافات في الطباع دفعتني لفسخ الخطبة .. و كأن التاريخ يعيد نفسه ليقول لي خطيبي نفس جملة ضابط الشرطة الذي سبق و أحببته و إن اختلفت الأحرف " من يحب يقبل الأخر بعيوبه و مزاياه لكنك تحبين بالقطارة !".. و تساءلت : لو لم يكن ما شعرت به سواء في تجربتي الأولى أو الأخيرة حباً فماذا يكون ؟!.. و هل علي أن أغير من طباعي للتأقلم مع الأخر كي أثبت هذا الحب ؟!
- الرد : جميل أن ندخل الحب بنصف مشاعر و قلب جداره غير قابل للالتصاق حتى نخرج منه كما سبق و ذهبنا إليه دون جراح أو أحزان أي بمعنى أصح بلا توابع للصدمات ،.. لكن لو أحببنا عن حق تبخرت كافة الإجراءات الوقائية و التي سبق و اتخذنها لتجنب الصدمات العاطفية في الهواء الطلق !.. بمعنى أننا نفقد السيطرة على مشاعرنا و نمنحها دون قيد أو شرط لمن سكن القلب حتى أن عيوبه تتحول في لمح البصر إلى صغائر يسهل التغاضي عنها !.. نعم ،.. أنتي لم تحبين حقاً كما سبق و صارحك من ارتبطي بهما !.. أطردي الماضي من حائط ذاكرتك و طهري جرحك الناجم عن عقدة والداك .. و تذكري أن لا يوجد شخص خالي من العيوب ، فالكمال لله سبحانه و تعالى ، المهم أن نتعرف على سلبيات الأخر و نتعامل معها وفقاً لما يتلاءم مع شخصيتنا .