اختفت من شوارع مدينة البندقية الإيطالية أشهر معاملها ومصدر شهرتها والحياة بها وسبب وجودها على الخريطة السياحية العالمية ألا وهو المياه التي تشتهر بها المدينة العائمة.
وتسبب انخفاض مياه الأمطار وانخفاض المد والجزر للعام الثالث على التوالي بجفاف الممرات المائية بين جزر البندقية وتحولت إلى ممرات طينية لا تسمح بمرور زوارق الجندول التي تشتهر بها المدينة الإيطالية العريقة.
وأوردت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية على موقعها الإلكتروني أن كل مياه المدينة والقنوات الشهيرة في البندقية قد جفت بسبب انخفاض المد والجزر وقلة الأمطار، مضيفة أن الطقس غير المعتاد ترك بعض القنوات الأسطورية في البندقية المجففة.
وقد تسبب الطقس البارد في فصل الشتاء، وانخفاض المد والجزر والمطر قليلا في انخفاض الممرات المائية بنسبة تصل إلى 5 .57 سنتيمترا في بعض الحالات.
وقد أظهرت الصور التي التقطت هذا الأسبوع ملكة البحر الأدرياتيكي (لقب المدينة) وهي تنظر إلى ظل طبيعتها المعتادة، مع وجود القوارب المغطاة التي رست على القيعان الموحلة للقنوات الفارغة.
وأضافت الصحيفة أن هذه هي السنة الثالثة على التوالي التي تضرب فيها ظاهرة غريبة البندقية، حيث إنه قبل عامين تم الإبلاغ عن انخفاض مستويات المياه إلى 28 بوصة (70 سنتيمترا) تحت المستويات العادية، والحد من النقل عن طريق زورق "الجندول" أو التاكسي العائم لأوقات كثيرة من اليوم.. إلا أنه مع ذلك، تواجه المدينة أيضا الفيضانات عدة مرات في السنة.
وبينما تستمر السياحة في المدينة في النمو، فإن حجم السكان لا يزال يتضاءل.. فمنذ عام 1951، تقلص سكان البندقية بشكل مطرد من 175 ألف نسمة إلى حوالي 55 ألف نسمة.
ويتحمل اللوم على عدة عوامل منها ارتفاع الأسعار الناجمة عن الازدهار السياحي، واللوجيستيات التي تسبب في وجودها كمدينة خالية من السيارات، وتآكل المباني السكنية في القناة بسبب حركة المياه.
وغالبا ما تغمر الفيضانات الأدوار البدرونات والأدوار الأرضية في معظم أنحاء البندقية عندما تحدث ظاهرة "أكا ألتا" (المياه المرتفعة)، مما يضطر السكان والزوار على حد سواء إلى ارتداء أحذية مطاطية عالية واستخدام ممرات مرتفعة.