رصدت صحيفة الجارديان البريطانية "أزمة التعليم" في العديد من دول العالم، حيث يتخلف ملايين الأطفال عن الالتحاق بالمدارس، في حين لا يحصل أكثر من نصف الملتحقين بالمدارس على الدراسة بشكل صحيح .
وذكرت الصحيفة البريطانية - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - أن مئات الملايين من الأطفال يذهبون إلى المدارس ولكن دون تعلم، في الوقت الذي تواجه فيه الدول الفقيرة دعوات لزيادة الإنفاق المحلي على قطاع التعليم، في ظل دق البنك الدولي ناقوس الخطر حيال "أزمة التعليم " .
ولفتت الجارديان إلى تحذير البنك الدولي من أن هناك أكثر من 260 مليون طفل حول العالم لا يلتحقون بالمدارس، ومع ذلك فإن أكثر من نصف أولئك الذين يذهبون إلى المدارس لا يتلقون الدراسة بالشكل الصحيح .
من جانبه ، قال جايمي سافيدرا، الذي يرأس قطاع الممارسات العالمية للتعليم بمجموعة البنك الدولي، إن الجهود الدولية الرامية لضمان تعليم أساسي وثانوي مجاني بحلول عام 2030، أمر ساعد على الاعتماد بصورة متزايدة على مبدأ "مقايضة الجودة بالكمية"، وهو مبدأ يقضي الأطفال بمقتضاه عدة سنوات في التعليم دون أن يكونوا قادرين على القراءة أو الكتابة أو إجراء العمليات الحسابية البسيطة .
وأضاف سافيدرا "هذه كارثة تعليمية ، ونحن نطلق عليها أزمة لأننا في حاجة لإدراك حجم المشكلة، إنها كبيرة للغاية.. فإذا ما أخذنا بمعدل أرقام الدول النامية التي لدينا بيانات بشأنها، سنجد أنه يوجد حوالي 56% من الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس لا يحصلون على تعليم.. وفي أفريقيا جنوب الصحراء، تصل النسبة إلى حوالي 90%.. إنها مشكلة فادحة " .
ووفقا للصحيفة، سيعقد اليوم الجمعة ، اجتماعا رفيع المستوى بشأن تمويل التعليم، في العاصمة السنغالية داكار، بهدف رفع دعم التعليم المُقدم لـ870 مليون طفل في 89 دولة -يعيش بها 78% من غير الملتحقين بالمدارس- من 1ر2 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار.
ولفتت /الجارديان/ إلى أن السنغال، التي تستضيف المؤتمر بالاشتراك مع فرنسا، تمنح الأطفال (ما بين 6 إلى 16 عاما) تعليما مجانيا، إلا أن بحثا قامت به (منظمة رصد حقوق الإنسان) وجد أن المدارس الثانوية الحكومية في السنغال تفرض رسوما سنوية تصل لأكثر من 50 ألف فرنك غرب أفريقي، مما يدفع الكثير من الطلبة إلى ترك المدارس.
كما كشفت عن أن (لجنة التنمية الدولية البريطانية) قد أجبرت بريطانيا، العام الماضي، للتصدي لأزمة التعليم العالمية عن طريق تعزيز نفقاتها على التعليم من 8% إلى 10%.
وأضافت أن أدلة مُقدمة للجنة كشفت عن أن متوسط الإنفاق على الطفل في الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة، يقل عن 10 دولارات سنويا.
وأشارت الجارديان -في ختام تقريرها- إلى أنه على الرغم من وجود ثمة تعهد عالمي بضمان تعليم أساسي وثانوي مجاني، بحلول عام 2030، إلا أن الحكومات تعجز، على نطاق واسع، عن التصدي لكافة القضايا الرئيسية المتعلقة بالتعليم، مثل تكاليف أزياء المدارس الرسمية ووسائل الانتقال من وإلى المدرسة وتكاليف الإقامة، بحسب ناشطون.. كما يوجد 264 مليون طفل تخلفوا عن المدارس للعام الثالث على التوالي، بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "اليونسكو".