أكد الكاتب العماني الدكتور أحمد بن سالم باتميرا، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الاستثنائية والمميزة لسلطنة عمان ستكون فرصة تاريخية لتبادل وجهات النظر على أعلى المستويات بين قيادتي البلدين، وكذلك العمل معا من أجل الإسهام في حل المشكلات العربية العالقة، وتحقيق مزيد من التقارب والتماسك بين الدول وشعوبها .
وقال باتميرا - في مقال نشرته صحيفة الوطن العمانية الصادرة اليوم الإثنين - إن زيارة الرئيس السيسي لسلطنة عمان ولقائه مع السلطان قابوس بن سعيد تكتسب أبعادا هامة ومحورية في العلاقات الثنائية الطيبة من جهة، وما تمر به المنطقة العربية من أحداث تتطلب من قيادتي البلدين مناقشتها بكل وضوح وشفافية للم الشمل العربي وتجاوز الأزمات والتشديد على أواصر الأخوة العربية التي تجمع العرب من الخليج إلى المحيط من جهة أخرى .
وأضاف أن القمة المصرية العُمانية تأتي وسط ظروف شائكة تمر بها المنطقة، تتطلب من البلدين التدخل بحكمة للمساهمة في حل القضايا المطروحة على الساحة، وفق مبدأ الاحترام المتبادل والنظر للأمور من منظور عربي وقومي لتجاوز الأزمات وحلها بالطرق السلمية وبالحوار الهادف البناء، مشيرا إلى أن مسقط والقاهرة قد لعبتا على مدى السنين الماضية دورا تاريخيا وأدوارا في غاية الأهمية في حل العديد من القضايا العربية والدولية .
وتابع الكاتب قائلا:- " لقد كانت مصر وما زالت بحق، بوابة رئيسية لحل المشكلات وليس تفاقمها، ونحن نراهن على مكانتها، وهي قلب الأمة النابض وبلد الحضارات والمواقف والصدمات الإيجابية المؤثرة، وكانت سندا وعونا لحل القضايا العربية، لذا نأمل أن تكلل زيارة الرئيس السيسي الأولى لمسقط، ولقائه بحكيم العرب ورجل السلام السلطان قابوس بإيجاد بداية للانفراجة الخليجية، وتلاقي الأفكار وتصحيح الأوضاع ولم الشمل العربي وفتح صفحة جديدة ونسيان الماضي بكل سلبياته وضبط النفس والتحلي بالحكمة، من أجل التخفيف من التوتر وتجاوز الماضي ليكون حال العرب أفضل وأقوى قبل أن تنجر الأمة العربية إلى صراعات لا تحمد عقباها ولا يعرف أحد مصيرها".
وأشار إلى العلاقات الطيبة التي تربط عمان ومصر والتي اتسمت على الدوام بالاحترام المتبادل والتعاون المثمر في مختلف المجالات، فالكل يعلم اهتمام مصر على الدوام بالقضايا العربية وسعيها المستمر لرأب الصدع في أي خلاف عربي حتى وإن كان يخصها ويمس أحيانا مكانتها، طالما وجدت لذلك سبيلا .
وأوضح أن الأحداث تتصاعد وتتوالى في المنطقة ومن حولها، وتتطلب من القادة العرب التمعن فيها واستشراف المستقبل في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية، وتكثيف الجهود لنزع فتيل استمرار الأزمة الخليجية على أقل تقدير ودعم المبادرة والوساطة الكويتية في هذا الاتجاه ، فالمنطقة لا تتحمل مزيدا من الغليان، والشعوب تتطلع إلى حل الخلافات عبر الحوار والمصارحة والمصالحة.
وأكد باتميرا أن كلا البلدين يدركان أنه لا حلول لأي أزمة دون حوار ومفاوضات ثنائية أو جماعية في النهاية لافتا أن مصر العروبة مطالبة أن تقف بقوة لحل الأزمات كدولة كبرى لها مكانتها للوصول إلى تسوية تنهي وترضي كل الأطراف، لتتفرغ الدول للبناء الداخلي والازدهار والتفرغ كذلك لمواجهة الأعداء والإرهاب.
واختتم الكاتب مقاله "نقول للرئيس المصري، حللت أهلا ووطئت سهلا في أرض عُمان السلام ، متمنين لمصر القلب الكبير دوما الرخاء والاستقرار والأمن والأمان، لتواصل أرض الكنانة والحضارة مسيرة الخير بعيدة النظر لصالح كل العرب".