أ ش أ
أكد الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، أن هناك "آفاقا واعدة" للتعاون الأثري الأول بين مصر والصين، حيث يزور القاهرة فريق آثار صيني لاحقا هذا العام.
وأضاف حواس ، في حوار اليوم، مع وكالة أنباء الصين (شينخوا) بالقاهرة: "عندما يبدأ الفريق الصيني موسمه الأول هنا بالطبع سوف نتعاون في العديد من المجالات، مثل التنقيب، واستخدام تقنيات "3 d" ، والرادار، وأعتقد أن هذه سوف تكون البداية لتعاون أثري أكبر بين الصين ومصر " .
وفي يناير الماضي ، قام المعهد الصيني للآثار التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين بتوقيع اتفاق تعاون مع وزارة الآثار المصرية، بموجبه س يحضر فريق آثار صيني إلى القاهرة في أكتوبر القادم، للتنقيب داخل معبد الكرنك في محافظة الأقصر، جنوب القاهرة.
وشرح حواس كيف ساهم في التوصل إلى هذا الاتفاق، مشيرا إلى أنه كان يشارك في برنامج تلفزيوني تم تصويره في المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، والتقي في ذلك الوقت رئيس المعهد الصيني للآثار وانج وي، عارضا عليه التعاون.
وتابع، أن «الجانب الصيني دعا رئيس قطاع الآثار المصرية محمود عفيفي إلى بكين حيث تم عقد اتفاق التعاون».
ويملك فريق الآثار الصيني خبرة كبيرة في مجال التنقيب، ومهارات فريدة في الترميم، بالإضافة إلى حيازته تقنيات متقدمة في تحديد المواقع الأثرية، ما يؤهله لتنفيذ عمل متميز في مصر.
وأضاف حواس، أن «مصر ستبدأ خلال شهر من الآن برنامجا كبيرا للمسح الأثري في وادي الملوك بالأقصر، بمعدات يتم استخدامها للمرة الأولى من أجل البحث عن مقابر أخرى غير مقبرة توت عنخ آمون».
وتوقع العثور على مقابر امنحتب الأول، وتحتمس الثاني، ورمسيس الثامن، بالإضافة إلى مقابر ملكات الأسرة الـ 18، داعيا فريق الآثار الصيني للمساهمة في هذا المشروع.
وأردف حواس "عندما يأتي الفريق الصيني إلى مصر سوف أتحدث معه عن التعاون والعمل معي في وادي الملوك لأنني اخطط للبدء في هذا المشروع هذا العام".
وفيما يتعلق بمحاولات الحكومة الصينية نشر الثقافة الأثرية لدى العامة، قال حواس إن عمل الفريق الصيني في مصر ومشاركته في مشروعات أثرية مهمة في الأقصر سوف يخدم هذا الهدف بشدة.
واستطرد حواس: "عندما يأتي الفريق الصيني إلى هنا سيتم نشر عملهم في كل مكان، وسوف يعلم المواطنون الصينيون أن علماء آثار بلادهم يعملون في مصر لأول مرة".
وكونهما من أقدم حضارات العالم، عانت كل من مصر والصين من تنامي سرقات القطع الأثرية النادرة، ويكافح البلدان بشدة لاستعادتها عبر القنوات القانونية والدبلوماسية.
وكشف حواس عن أنه أعاد أكثر من ستة آلاف قطعة أثرية مسروقة إلى مصر من جميع أنحاء العالم، وأن عدة دول استعانت باستراتيجيته في هذا المجال، منها دولة بيرو لاستعادة أثارها المسروقة.
وتابع " نحن لدينا الآن في مصر إدارة استعادة الآثار المسروقة التي أحمل عضويتها، واعتقد أننا نستطيع أن نمنح خبراتنا في هذا المجال للصينيين، وأن نرشدهم لكيفية استرداد القطع الآثرية المسروقة".
وعبر عن تقديره لحب الصينيين للآثار المصرية، ولتدريس علم المصريات في بعض الجامعات الصينية،مشيرا إلى أن فرقا من فرنسا واليابان تشارك حاليا في إجراء مسح للإهرامات، معتبرا أن هذا العام سيكون مهما جدا للآثار المصرية وسط محاولات لكشف ما بداخل الغرف المغلقة.
وقدر عدد الأهرامات في مصر بـ 123 هرما لملوك وملكات الفراعنة، لكن العالم لا يعرف سوى أهرامات الجيزة الثلاثة خاصة الهرم الأكبر خوفو،منوها بأن البعثات الأثرية توصلت إلى دليل لوجود مقابر لبناة الهرم داخل الهرم الأكبر.
ورأى أن زيارات المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ، واللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، ونجم هوليوود ويل سميث، في مارس الجاري إلى مصر سوف تساهم في تعافي السياحة المصرية.
واعتبر حواس هذه الزيارات رسالة للعالم بأن مصر آمنة، داعيا جميع السياح لاسيما الصينيون إلى زيارتها.