اعتبر مراقبون، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدولة الإمارات، ذات طابع
خاص لأن أبوظبي من أوائل الدول التي دعمت مصر في أزماتها الأخيرة، مؤكدين أن موقف الأمارات
ثابت تجاه مصر لا يتغير ودعمها في كافة المجالات، لافتين إلى أن الرئيس السيسي يعتبر
أمن الخليج جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وأكد المراقبون أن الرئيس السيسي حريص على بحث أزمات المنطقة ووضع حلول
عاجلة لها أولا بأول، مشيرًا إلى أن ملف الإرهاب وملف مقاطعة الدوحة المتورطة في دعم
التنظيمات الإرهابية في المنطقة على رأس أولويات المباحثات المصرية الإماراتية.
واستقبل محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات، حاكم دبي، ومحمد بن زايد،
ولى عهد أبو ظبي، الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدى وصوله مطار الرئاسة بأبوظبي.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة،
فى إطار جولته الخليجية، بعد انتهاء زيارة رسمية لسلطنة عمان، كانت الأولى له منذ توليه
الحكم.
واختتم الرئيس السيسي، زيارته لسلطنة عمان اليوم، بعد زيارة استمرت 3
أيام، التقى خلالها السلطان قابوس بن سعيد، وعدد من كبار المسئولين في مسقط، كما التقى
بعض الأعمال والمستثمرين العمانيين، لبحث الفرص المتاحة.
أكد الجانبان حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور المكثف بينهما ومع
الدول العربية الشقيقة للتصدي للتحديات والأزمات التي تواجه الأمة العربية، والتصدي
للتدخلات في الشئون الداخلية لدولها على نحو يستهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة وشعوبها،
وقد أكد السيد الرئيس حرص مصر على أمن الخليج، مشدداً على أنه يعد جزءاً لا يتجزأ من
الأمن القومي المصري.
ملف الإرهاب ومقاطعة قطر:
وفي هذا السياق، قال الدكتور أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني
للدراسات السياسية، إن الرئيس السيسي سيناقش عددًا من الملفات الهامة خلال زيارته لدولة
الإمارات المتحدة والتي بدأت اليوم، مؤكدًا أن هناك مجموعة من الملفات الحيوية والشائكة
المتعلقة بأزمات المنطقة فضلا عن بحث المشروعات المشتركة.
وأضاف لـ«الهلال اليوم» أن الأمارات تعتبر شريكًا رئيسًا لمصر وداعم قوي
ورئيسي لمصر في شتى المجالات، مشيرًا إلى أن الرئيس سيركز على مناقشة الملفات ذات الاهتمام
المشترك.
ولفت إلى أن المباحثات بين البلدين ستطرق إلى ملف الإرهاب الذي يعد من
أخطر الملفات التي تواجه دول المنطقة، فضلا عن بحث نتائج حملة المقاطعة التي شنتها
الدول العربية ضد دولة قطر بسبب مواقفها العدائية والتخريبية وتورطها في دعم العمليات
الإرهابية في المنطقة.
بحث أزمات المنطقة:
أما الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب المؤتمر، اعتبر جولة الرئيس السيسي،
الخليجية التي بدأت بسلطنة عمان مرورًا بالإمارات، مهمة للغاية في ظل الأحداث المتصارعة
في المنطقة، ولا بد من بحثها أول بأول.
وأكد أن الرئيس سيناقش مع قادة الإمارات دعم مصر لأمن الخليج، لأن الرئيس
السيسي القادر على التعامل بحسم مع الأزمات الجارية والمتعاقبة خلال الفترة الأخيرة.
ولفت "صميدة" إلى أن الرئيس حريص على مواصلة العمل والتعاون
مع الأشقاء العرب، وتمسكه بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة،
مؤكدًا أن تحديات الأمة العربية تفرض على الجميع تضافر جميع الجهود لتعزيز الأمن القومي
العربي.
وأشار إلى أن الزيارة، تناقش سبل التعاون بين مصر والإمارات العربية ذات
الاهتمام المشترك وسبل مواجهة التحديات، لأن العلاقات بين البلدين ترسخ نموذجًا ناجحًا
في العلاقات والدعم الحيوي بين الدولتين.
وقال رئيس حزب المؤتمر، إن موقف الإمارات الداعم لمصر ثابت لا يتغير وقدمت
لنا الدعم على كافة المستويات وسعيها لدفع البلاد نحو الاستقرار والتنمية، لأن الإمارات
تدرك أن استقرار مصر يمثل استقرار للمنطقة برمتها.
الإمارات.. الدولة الثالثة في الاقتصاد المصري:
ومن الناحية الاقتصادية، قال الدكتور فؤاد شاكر، رئيس اتحاد المصارف العربية
سابقا، إن دولة الإمارات من أوائل الدولة الداعمة للاقتصاد المصري، وتبعث عن الفرص
الاستثمارية في مصر في الوقت التي تسعى فيه القاهرة على النهوض من كبوتها وأزماتها
الاقتصادية لتحسين أوضاعها ودفع عجلة الإنتاج.
وأكد لـ«الهلال اليوم» أن الإمارات متفوقة في خدمات الموانئ في مصر خلال
الفترة الأخيرة، وتدير عدد من المشروعات بشكل مميز منها ميناء العين السخنة، لافتًا
إلى أنها الشريك الثالث في الاستثمار المحلي بعد إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال إن الإمارات نجحت في بعض المشاريع الكبرى مثل مشروع الزجاج المسطح
المقام في العين السخنة، والتي تخطط وتجهز لأن يكون أكبر مشروع في الشرق الأوسط والعالم،
مؤكدًا أن أبو ظبي حلت بديلا عن المستثمرين القطريين في السوق المصري.
وشدد على أن تجربة الإمارات في الموانئ يمكن الاستفادة منها في تطوير
المواني المصرية، لتحقيق فرص استثمارية أكبر وتوفير خدمات الخدمات اللوجيستية العالمية
لتصبح منطقة خدمات متكاملة.