قال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، إن العلاقات السياسية بين مصر
والسودان شهدت توترًا خلال الفترة الماضية، واللقاء الرباعي اليوم بين وزيرَي خارجية ورئيسَي
جهاز مخابرات الدولتَين هو لقاء مهم سيشهد مناقشة عدد من الملفات لتقريب وجهات
النظر والتشاور والتقارب بين الدولتين وإزالة أي توتر يشوب العلاقات وتعزيزها.
وأضاف مظلوم، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الملفات ذات الاهتمام المشترك بين الدولتين متعددة، منها ملف سد النهضة وإيواء السودان لبعض عناصر جماعة الإخوان، موضحًا أن اللقاء
سيعمل على تنمية العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، لأنها لا تتناسب مع
عمق العلاقات الأصيلة التي تربط مصر والسودان منذ عقود.
وأكد الخبير العسكري أن السودان يطرح
من آن لآخر ملف حلايب وشلاتين، وهي مسألة بالنسبة لمصر وضعها منتهٍ ويمكن إطلاع
الجانب السوداني على المراجع والوثائق بحق مصر الأصيل في هذه المنطقة، لعدم إثارة
هذا الملف مرة أخرى، مضيفًا أن العلاقات بين مصر والسودان تاريخية وقوية وإن حدث
بعض التوتر أو التراشق بين الأجهزة الإعلامية فالحوار وآلية التشاور الرباعي بين
الدولتين قادرة على تخطيه.
ومن المقرر أن يعقد في
القاهرة، اليوم الخميس، اجتماع رباعي بمشاركة وزيري خارجية مصر والسودان ورئيسَي
جهاز المخابرات في الدولتين، فتعقد في البداية جلسة مباحثات على مستوى وزيرَي
الخارجية وأخرى على مستوى رئيسي أجهزة المخابرات، ثم اجتماع يشمل الأطراف الأربعة،
لبحث مسار العلاقات الثنائية تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس السوداني
عمر البشير، عقب لقائهما الأخير على هامش قمة الاتحاد الإفريقي فى العاصمة الإثيوبية
أديس أبابا، حيث تم الاتفاق على إنشاء آلية تشاورية رباعية بين وزارتَي الخارجية وجهازَي
المخابرات العامة في البلدين، لتعزيز التضامن والتعاون بين البلدَين الشقيقَين في إطار
العلاقة الاستراتيجية التي تجمع بينهما.